أسواق

دور ديمقراطية العمال فى بناء الأوطان والوضع المصرى

بوابة الاقتصاد

الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر
المفكر الاقتصادى وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة
6 مايو 2024


بمناسبة عيد العمال وجهود العمال للوصول الى حقوقهم انطلقت الحركة العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بحقوق العمال، تحت شعار “8 ساعات للعمل – 8 ساعات للراحة – 8 ساعات للنوم.”
وفي هذا المقال ، نلقي الضوء على أهم المعلومات المتعلقة بعيد العمال، وكيف أصبحت ساعات العمل الرسمية 8 ساعات ، ودور ديمقراطية العمال فى بناء الأوطان عالميا ومحليا حيث :-
قام العاملون في قطاع الملابس عام 1869 في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم بتشكيل منظمة “فرسان العمل” لتحسين الأجور وتقليل ساعات العمل وكان اختيار الأول من مايو يومًا لتجديد المطالبات بحقوق العمال.
بعد مرور 16 عاما في 1 مايو 1886 شهدت الولايات المتحدة الأمريكية 5000 إضراب مطالبين بألا تتجاوز ساعات العمل 8 ساعات ، وفي نفس اليوم شهدت عدد من المدن الأوروبية تظاهرات متزامنة مع تظاهرات أميركية للمطالبة بقانون يحدد ساعات العمل بـ 8 ساعات بدلاً من 10 إلى 16 ساعة يومياً.
ومع مرور السنين وتكرار التظاهرات العمالية للمطالبة بحقوقهم، بدأت الحكومات تستوعب هذه الحركات. وبدأ العمال في تحقيق مطالبهم تدريجياً وتحديد ساعات العمل اليومية بـ 8 ساعات، وأصبح الأول من مايو عيد العمال رسمياً.
وفي مصر بدأ الاحتفال بعيد العمال منذ 100 عام، عندما نظم عمال الإسكندرية احتفالا كبيرا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة عام 1924، وعام 1964 أصبح يوم 1 مايو عطلة رسمية ، ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى السلطة، اتخذ الاحتفال بعيد العمال شكلا رسميا.
وفى عهد الرئيس الراحل عبدالناصر أوجد مفهوم شعبى وطبقى للديمقراطية وهو أن مناط الديمقراطية هو إعطاء الحرية لعامة الشعب للحديث عن أفكاره ومعتقداته وأن يمدح ويقدح الحكومة بما يراه ، وأن الديمقراطية الحقيقية هي توفير الحد الأدنى للحياة لكي يستطيع المواطن التعبير عن آرائه وممارسة الديمقراطية بشكل أقرب للصحة لأن صاحب المعدة الخاوية لن يعبر بحرية عن رأيه ، وغير المتعلم يصعب عليه التواصل والتفاعل مع الأهداف الجديدة للدولة.
وعليه، أعتقدت أغلبية المصريين أن الرئيس جمال عبد الناصر هو أكثر رئيس ديمقراطي حكم مصر خلال العصر الحديث لقيامه بتنفيذ سياسات اصلاحية أهمها:-
= السماح بالحراك الاجتماعي وتقليل سطوة الاقطاعيين ورأس المال على الحياة السياسية والبرلمانية والاجتماعية.
= ايجاد فرص عمل للشباب في مصانع ومؤسسات الدولة مما رفع من المستوي الاجتماعي والمادى لعائلات كثيرة دون تمييز .
= تشييد الساحات الشعبية للشباب والمدارس والمستشفيات ومنح دور للاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب لتنظيم العمل التطوعي والسياسي بعيدا عن قوالب الأحزاب الجامدة.
= حشد الموارد بزيادة مساحة الأراضى الزراعية وبناء السد العالى وتحويل نظام الرى من رى الحياض الى الرى الدائم وتشييد 1000 مصنع فى مختلف المجالات لزيادة معدلات التشغيل والتوظيف للشباب .
= اتباع سياسات ممنهجة لرفع معدلات التعليم والصحة والصناعة والزراعة وتعميق مفهوم القومية العربية فى مصر والدول العربية.
= تمثل الفئات التي شاركت في الإنتاج والعمل الاجتماعي والسياسي بعد ثورة 23 يوليو 1952 مايزيد علي ٩٠ % من المجتمع المصرى وهو ما قد يؤكد صحة الفرضية أن نسبة كبيرة من الشعب مارست السياسة والديمقراطية علي نطاق واسع.

inbound3170441057687975155

واستمرت مسيرة عمال مصر الى أن جاءت ثورة 30 يونيو 2013 ليعود عمال مصر الى ذروة اهتمام الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ويتم تصميم أفضل برنامجين على مستوى العالم للعمال والطبقات محدودة الدخل هما : تكافل وكرامة وحياة كريمة ، وتشييد بنية تحتية بتكاليف زادت على 10 تريليون جنيه مصرى بجهد وعرق عمال مصر وزادت اللحمة مع الشعب لكى يصبح مفهوم الأمن القومى خط أحمر لدى المواطن المصرى ومرادفا للعزة والكرامة والانتماء، وأن النقد البناء مقبول وليس النقد الهادم والمعارضة والمناقشة علي أرضية وطنية مقبولة وايجابية.

الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر
المفكر الاقتصادى وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة
6 مايو 2024

زر الذهاب إلى الأعلى