آخر الاخبارسياسةطاقة

مفاجأة ألمانية في أسواق النفط .. ومقاومة روسية بحسومات للأسعار

بوابة الاقتصاد

ارتفعت أسعار النفط الخام بسبب انحسار المخاوف، بشأن ضعف الطلب، ما وفر زخما جديدا لسوق النفط، إذ تسببت الإجراءات الأخيرة في الصين لمكافحة جائحة كورونا في دعم ارتفاع الأسعار، إضافة إلى انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة.
وتلقت الأسعار دفعة جديدة خلال تعاملات أمس، من تصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا بالتوازي مع تراجع المخزونات الأمريكية بنحو ثمانية ملايين برميل إلى 413.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون “إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت، بعد سحوبات من مخزونات النفط الخام والمنتجات الأمريكية، وتلقي المعنويات دعما إضافيا من السحب من مخزون الخام الأمريكي والمنتجات المكررة في الأسبوع الماضي”.
وأشار المختصون إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتحول في الاعتماد على إمدادات الغاز إلى محطات الغاز الطبيعي المسال، كما تتواصل الضغوط على موردي النفط الصخري في الولايات المتحدة لسد فجوة العرض المحتملة، بسبب الابتعاد الغربي التدريجي عن الغاز الروسي.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة “إن ارتفاع أسعار النفط الخام مدفوع من مخاوف التجار بشأن شح المعروض النفطي العالمي، خاصة مع إعلان ألمانيا فرض حظر على النفط الروسي وحدوث انخفاض حاد وغير متوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية”.
وأشار إلى أن إعلان ألمانيا أنها تخطط لوقف استيراد النفط الخام من روسيا بحلول نهاية العام الجاري على أن يتبعه الغاز الطبيعي قريبا أربك حسابات السوق وزاد المخاوف على استقرار العرض، خاصة بعد تسجيل المخزونات النفطية الأمريكية أكبر سحب منذ كانون الثاني (يناير) 2021 وتراجع إنتاج روسيا النفطي في نيسان (أبريل) الجاري.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن السوق النفطية تعاني معنويات سريعة التبدل وحالة عدم يقين بشأن وضع السوق في الفترة المقبلة خاصة بعد خفض توقعات النمو الاقتصادي من جانب صندوق النقد الدولي، ما أدى بالفعل إلى إرباك التوقعات المستقبلية”.
وأضاف أن “شح الإمدادات النفطية في الشهور المقبلة قد لا يكون قادرا على إحداث زخم في الاتجاه الصعودي لأسعار النفط على المدى القريب، حيث يقيم تجار النفط والمستثمرون تحركات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لحظر الواردات الروسية، فضلا عن تأثير الإصدارات الرئيسة من الاحتياطيات الاستراتيجية”.
من ناحيته، يقول أندريه جروس مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية “إن المكاسب السعرية للنفط الخام على الأرجح ستستمر ولو بوتيرة أبطأ من تقديرات سابقة، حيث من المتوقع أن يستقر سعر النفط فوق مائة دولار للبرميل”، موضحا أن حظر النفط الروسي من جانب الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى بعض الوقت لإقراره بشكل كامل، حيث لا يبدو مرجحا في الوقت الحالي.
ولفت إلى أن ألمانيا – وهي أكبر وأهم اقتصادات الاتحاد الأوروبي – أعلنت بالفعل خطة تدريجية للتخلص من الاعتماد على النفط الخام الروسي، على الرغم من أن النفط الروسي استحوذ بالفعل على أكثر من ثلث واردات ألمانيا من النفط الخام في العام الماضي.
وتقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية “إن أسعار النفط الخام تلقت دعما جيدا من تخفيف الإجراءات الصينية المشددة لمكافحة وباء كورونا، حيث بدأت شركات صناعة السيارات والمتاجر الكبيرة حاليا في شنغهاي في استئناف أنشطتها”، موضحة أن المدينة – وهي العاصمة المالية للصين – تسعى جاهدة إلى التعافي من الخسائر الاقتصادية الفادحة والناجمة عن إغلاق غير مسبوق استمر على مدار عدة أسابيع ماضية.
وذكرت أن النفط الخام الروسي يقاوم بقوة العقوبات الغربية، من خلال تقديم عروض وخصومات لأسعار البيع، إضافة إلى بدء التوجه شرقا مستهدفا التوسع في الأسواق الآسيوية، وفي الوقت نفسه فاجأت شركة “روسنفت” الروسية التجار في أوروبا وآسيا بعروض بيع كميات كبيرة من النفط الخام بسرعة وبخصومات كبيرة، إضافة إلى إجراء تيسيرات مهمة في عملية الدفع لكثير من الشحنات النفطية.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط بما يفوق 1 في المائة لتستأنف مسيرات المكاسب التي توقفت الثلاثاء والأربعاء الماضيين بعد أربع جلسات من المكاسب لنشهد ارتداد عقود خام نيمكس للجلسة الخامسة في ثماني جلسات من الأدنى لها منذ 25 شباط (فبراير) وارتداد عقود برنت للجلسة الخامسة في ثماني جلسات من الأدنى لها منذ 16 آذار (مارس)، حينما اختبرت الأدنى لها منذ أواخر شباط (فبراير) وسط ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 25 آذار (مارس) 2020 وفقا للعلاقة العكسية بينهما.
ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، ومع تسعير آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو، واستمرار توقف إنتاج النفط من حقل شرارة أكبر حقل نفطي في ليبيا، إضافة إلى حقل الفيل وتوقف صادرات ليبيا النفطية، مقابل الإغلاق في الصين أكبر مستورد للنفط عالميا، ضمن سياسة “صفر كورونا” وعقب خفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي.
وفي ختام تعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لأسعار خام النفط “نيمكس” تسليم أيار (مايو) المقبل 1.10 في المائة، لتتداول عند مستويات 103.63 دولار للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 102.50 دولار للبرميل، بينما نجد أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأربعاء عند مستويات 102.19 دولار للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لأسعار خام برنت تسليم حزيران (يونيو) المقبل 1.09 في المائة، لتتداول عند 108.18 دولار للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 107.01 دولار للبرميل، حيث إن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأربعاء عند 106.80 دولار للبرميل، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار 0.23 في المائة، إلى 100.06 دولار مقارنة بالافتتاحية عند 100.35 دولار، بينما نجد أن المؤشر اختتم تداولات الأربعاء عند 100.39 دولار.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 107.97 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 110.52 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الخميس “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع على التوالي بعد عدة ارتفاعات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 106.07 دولار للبرميل”.

النفط الروسي بوابة الاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى