ضغوط العقوبات والفوائد تدفع الأسواق إلى الارتباك
بوابة الاقتصاد
الأسهم الأوروبية تتراجع عن أعلى مستوياتها والذهب يفقد جاذبيته أمام قوة الدولار
ما زالت الأسواق العالمية تحت ضغط الأنباء المتسارعة حول رفع الفائدة، في وقت تستعد واشنطن لإطلاق عقوبات محدثة، إلا أن الدولار صعد إذ بلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية أعلى مستوى في أعوام عدة في أعقاب تصريحات عن تشديد السياسة النقدية من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، ومع استمرار الحذر لدى المتعاملين ترقباً لإعلان تفاصيل أحدث اجتماع للمركزي الأميركي.
كما أعلنت أميركا وحلفاؤها عقوبات جديدة على موسكو، بحيث ستحظر العقوبات التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، وتتعين موافقة الدول الأعضاء عليها شراء الفحم الروسي ومنع السفن الروسية من دخول موانئ الاتحاد.
مخاوف العقوبات
وتراجعت الأسهم الأوروبية عن أعلى مستوياتها في أكثر من ستة أسابيع، إذ من المرجح أن تزيد الولايات المتحدة وحلفاؤها من عزلة روسيا الاقتصادية بفرض مزيد من العقوبات، ما يعزز التضخم العالمي. وهبط المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.3 في المئة لينضم إلى أسواق “وول ستريت” وآسيا، إذ ضغطت أيضاً المخاوف حيال تشديد من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي.
تراجع الطلب الصناعي
وكان قطاعا التكنولوجيا وشركات السلع الاستهلاكية غير الضرورية أكبر الخاسرين على المؤشر، وأظهرت بيانات حديثة انخفاض الطلبيات الصناعية الألمانية أكثر من المتوقع في فبراير (شباط)، إذ تراجع نشاط التصنيع بفعل ضعف الطلب من الخارج مع نقص الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة وعدم اليقين المرتبط بالحرب في أوكرانيا، ما أثار مخاوف إزاء تباطؤ النمو.
وهبط سهم “فيستاس” الدنماركية لتوربينات الرياح 2.3 في المئة بعدما قالت الشركة إنها ستنسحب من روسيا حيث تمتلك مصنعين، ونزلت الأسهم الفرنسية 0.3 في المئة بعد أن سجلت، الثلاثاء الخامس من أبريل (نيسان)، أسوأ جلسة في ما يقرب من شهر.
الذهب يتراجع
وانخفضت أسعار الذهب بعد زيادة الدولار والعائد على سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوى في أعوام عدة في أعقاب تصريحات عن تشديد السياسة النقدية من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، ومع استمرار الحذر لدى المتعاملين ترقباً لإعلان تفاصيل أحدث اجتماع للمركزي الأميركي، ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1918.74 دولار للأوقية “الأونصة”، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1923.10 دولار للأوقية، وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوى في أعوام، والذهب شديد الحساسية لرفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع العائد على سندات الخزانة الذي يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدرّ فائدة.
مؤشر اليابان يسجل أكبر تراجع
وسجل المؤشر “نيكي” الياباني أكبر تراجع في نحو أربعة أسابيع واقتفى أثر “وول ستريت”، إذ أدت تصريحات متشددة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى زيادة احتمالات رفع أكبر لأسعار الفائدة وأججت مخاوف حيال تباطؤ النمو الاقتصادي. وخسر “نيكي” 1.58 في المئة ليغلق عند 27350.30 نقطة، مسجلاً أكبر انخفاض يومي منذ 11 مارس (آذار)، وهبط المؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 1.34 في المئة إلى 1922.91 نقطة.
وتراجعت المؤشرات الرئيسة في “وول ستريت”، متأثرة بخسائر لأسهم التكنولوجيا وأسهم النمو الأخرى، بعدما قالت لايل برينارد، وهي من أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الاتحادي، إنها تتوقع تخفيضات سريعة في الموازنة العمومية للبنك المركزي إلى جانب زيادات في أسعار الفائدة الرئيسة.
وكان سهم “طوكيو إلكترون” لمعدات صنع الرقائق الأكثر ضغطاً على “نيكي”، إذ تراجع 3.63 في المئة، تلاه سهم مجموعة “سوفت بنك” للاستثمار التكنولوجي الذي انخفض 2.81 في المئة، وخسر سهم “دايكن إندستريز” لصناعة أجهزة تكييف الهواء 3.52 في المئة. وكان قطاع التكرير الوحيد الذي ارتفع بين 33 مؤشراً فرعياً للصناعة في بورصة طوكيو للأوراق المالية، وتقدّم 1.35 في المئة، وارتفع سهم “كوزمو إنيرجي” 13.44 في المئة بعدما حصل صندوق مدعوم من المستثمر يوشياكي موراكامي على حصة 5.81 في المئة في شركة استيراد وتكرير النفط الخام.