آخر الاخباراتصالات و تكنولوجيا

عمليات بيع كبرى للرموز الرقمية .. هل نشهد انفجار الفقاعة؟

بوابة الاقتصاد

تراجعت قيمة مقتنيات الإنترنت التي تتنوع من صور القردة الكرتونية إلى رسومات فنية مبتكرة، بسبب اندلاع نزاع في العالم الحقيقي، وبدء ركود أوسع في العملات المشفرة في تفكيك واحدة من أكبر نوبات جنون المضاربة التي شهدها العام الماضي.
العام الماضي، ظهرت العناصر الرقمية المعروفة باسم الرموز غير القابلة للاستبدال “إن إف تي” في الثقافة السائدة، حيث ارتفعت أسعار كثير من مجموعات الحيوانات، بما فيها بورد أيب ياخت كلب، وكول كاتس وبادجي بينجوينز، ساعد على ذلك تأييد المشاهير والضجيج الذي أثير حولها على وسائل التواصل الاجتماعي. بحلول نهاية 2021، تم إنفاق نحو 41 مليار دولار على الرموز غير القابلة للاستبدال – ما جعل قيمة هذه السوق تساوي قيمة سوق الفن العالمية تقريبا.
لكن بالسرعة نفسها تقريبا، بدأت جوانب كبيرة من السوق في التدهور، تاركة المستثمرين المبتدئين يعانون خسائر كبيرة ويثيرون تساؤلات حول التوقعات طويلة المدى للرموز غير القابلة للاستبدال.
خلال الأسبوعين الماضيين، انخفض متوسط سعر بيع الرموز غير القابلة للاستبدال أكثر من 48 في المائة منذ ذروته في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى نحو 2500 دولار، وفقا لبيانات من موقع نون فانجيبل على الإنترنت.
في آذار (مارس)، تراجعت أحجام التداول اليومية على موقع أوبن سي، وهي أكبر سوق للرموز غير القابلة للاستبدال، 80 في المائة لتصل إلى نحو 50 مليون دولار، بعد شهر واحد فقط من وصولها إلى ذروة قياسية بلغت 248 مليون دولار في شباط (فبراير).
في الوقت نفسه، انخفض عدد الحسابات التي تشتري وتبيع الرموز غير القابلة للاستبدال على أساس أسبوعي إلى نحو 194 ألف حساب، وفقا لموقع نون فانجيبل. في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بلغ عدد الحسابات ذروته عند 380 ألف حساب.
بحلول نهاية العام الماضي، “كان هناك شعور عام بوجود تشبع في جوانب معينة من السوق، خاصة في صور الملفات الشخصية ذات الهيئات الحيوانية”، كما قالت ناديا إيفانوفا، مديرة العمليات في “لاتيلييه”، وهي وحدة للتنبؤ بالاتجاهات في مصرف بي إن بي باريبا الفرنسي.
قال مستثمر، (19 عاما)، في إحدى مجموعات المحادثة على تطبيق تيليجرام حيث يناقش أكثر من ألف شخص موضوعات متعلقة بالرموز غير القابلة للاستبدال، “أعتقد أن كثيرين منا سيتأثرون ويتدمرون بسبب هذه السوق وقد لا يقتربون من الرموز غير القابلة للاستبدال مرة أخرى أبدا”. قال أعضاء آخرون مازحين: إنهم سيقتاتون على الأرز، والعصيدة والعشب هذا الشهر.
وفقا لتحليل أجرته” فاينانشيال تايمز” لموقع أوبن سي، فإن متوسط سعر الرموز غير القابلة للاستبدال من بورد أيب، وهي مجموعة تعامل المشاهير مثل جوينث بالترو وسنوب دوج على أنهم مالكين، انخفض 44 في المائة منذ بدء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا بسبب انسحاب المستثمرين من تداول الرسوم الكرتونية الملونة.
الشهر الماضي، انخفض مؤشر الرموز غير القابلة للاستبدال “الممتازة” الذي تقدمه شركة بت وايز 25 في المائة، ما جعله منخفضا 17.1 في المائة لهذا العام. شكلت مجموعتا “بورد أيبس” و”كريبتو بنكس”، وهما من أكثر المجموعات شهرة وترفا، أكثر من 60 في المائة من المؤشر في هذا الأسبوع الجاري.
الرموز غير القابلة للاستبدال تمثل حقوق ملكية فريدة في عالم شاسع تملؤه المقتنيات الثمينة عبر الإنترنت بما في ذلك الأعمال الفنية، وبطاقات التداول الرقمية وألعاب المقامرة التي تستضيفها البلوكتشين، ودفاتر الحسابات الرقمية التي تدعم العملات المشفرة مثل “إيثريم”. الشعبية المتزايدة للرموز غير القابلة للاستبدال التي تعرض صور الملف الشخصي “بي إف بي”، أدت إلى تسارع السوق في العام الماضي.
انعكس تراجع السوق على عمليات بيع واسعة النطاق بعملة إيثر، وهي العملة المشفرة السائدة التي تستخدم لشراء الرموز غير القابلة للاستبدال، التي تراجعت أكثر من 40 في المائة من أعلى مستوى لها على الإطلاق في تشرين الثاني (نوفمبر). كما تراجعت قيمة كثير من المشاريع في مجال التمويل اللامركزي والمجالات الأخرى المرتبطة بعملة الإيثريم.
لكن على الرغم من عمليات البيع الأخيرة، إلا أن بعض المحللين يعتقدون أنه من السابق لأوانه القول بأن السوق وصلت إلى الذروة، التي اجتذبت سيلا من رؤوس المال الاستثمارية وأدت إلى ظهور عدة شركات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بما في ذلك موقع أوبن سي وشركتا تطوير الرموز غير القابلة للاستبدال “دابر لابز” و”سو رير”.
قالت إيفانوفا من مصرف بي إن بي باريبا، “لا يزال عدد المشترين أعلى من عدد البائعين”. أضافت، “نحن لسنا في مرحلة انفجار الفقاعة”.
نفى كثير من كبار الجامعين أي خطط لديهم لإبطاء عمليات الشراء وعدوا الرموز غير القابلة للاستبدال أنها تكنولوجيا مهمة لرؤية جديدة لشبكة الإنترنت، بتنظيم من العملات المشفرة.
قالت فاني لاكوباي، مستشارة فن العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال، “هناك كثير من الضجيج والخداع في فضاء الرموز غير القابلة للاستبدال، يمنح شتاء العملات المشفرة هذا القطاع وقتا لبناء تكنولوجيا ناجحة وللتثقيف حولها. هذه الصناعة لا تزال إلى حد كبير قيد الإنشاء”.
قال بعض هواة الجمع: يبدو أن السوق منقسمة بين الرموز غير القابلة للاستبدال “الممتازة” المستقرة نسبيا والمشاريع الأكثر شيوعا أو المضاربة ذات القيمة الضئيلة خارج التداول.
قال أحد مستخدمي منصة ديسكورد، الذي يطلق على نفسه اسم لورملي، إنه اشترى أحد الرموز غير القابلة للاستبدال من مجموعة كول كاتس نهاية الأسبوع الماضي، عندما انخفض متوسط السعر على موقع أوبن سي من 17 إيثر في نهاية كانون الثاني (يناير) إلى أقل من 8 إيثر – بقيمة تزيد على 20 ألف دولار بسعر صرف اليوم – معتقدا أن مجموعته ستكون واحدة من قلائل المجموعات التي ستنجو من الهزة الحالية.
قال ألكسندر لارسن، كبير مسؤولي التشغيل في شركة سكاي مافيس لتطوير الألعاب، إن قيمة “أوريجين” والوحوش الرقمية المسماة “ميستيك” في لعبة الفيديو الشهيرة آكسيز إنفينيتي “ظلت ثابتة” حتى مع انخفاض سعر الدخول العام لآكسيز من 300 دولار إلى 25 دولارا.
“فلامينجوو دي أيه أوه”، وهي مجموعة من عشاق العملات المشفرة تمتلك أكثر من أربعة آلاف رمز غير قابل للاستبدال، أحضرت أخيرا مستثمرين كبار بصفتهم أعضاء جدد فيها، بما في ذلك شركة ذا تشيرنين للأسهم الخاصة التي تتخذ من لوس أنجلوس مقرا لها، حيث تقدر قيمة الشركة التي يبلغ عمرها عامين نحو مليار دولار.
قال آرون رايت، أحد الأعضاء الذين ساعدوا على تشكيل مجموعة فلامينجو دي أيه أوه، إنه بينما أثرت عمليات البيع في جوانب أخرى من السوق، إلا أن محفظة فلامينجو “لم تتغير كثيرا من حيث القيمة”. أضاف أن المجموعة زادت سرعتها الشرائية بدلا من إبطاء عمليات الشراء.
لكن التصدعات بدأت تظهر في أماكن أخرى من سوق الرموز غير القابلة للاستبدال الفاخرة. في الشهر الماضي، هناك شخص يملك أكثر من 100 رمز غير قابل للاستبدال من مجموعة كريبتو بنكس بقيمة تقديرية تراوح بين 20 مليون دولار و30 مليون دولار، قرر فجأة سحبها من مزاد علني في دار سوثبيز. قال المالك: إنه قرر “التشبث” باستثمار على المدى الطويل.
“هل هذه وقفة مؤقتة قبل الانتعاش خلال شهر أو شهرين؟ أظن ذلك” كما قال مارك كريستيل، مؤسس “بورد كابيتال كلب”، وهي تكتل يستثمر في الرموز غير القابلة للاستبدال الخاصة بمجموعة بورد أيبس. تابع قائلا، “لا أعتقد أننا نشهد نهاية سوق الرموز غير القابلة للاستبدال، لكننا ربما نشهد نهاية البداية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى