ستيفن روتش يكتب: الصين والعلاقات المشتركة مع روسيا «2 من 2»
بوابة الاقتصاد
تؤكد الصين مبدأها الاحتياطي القائم منذ القدم المتمثل في احترام السيادة الوطنية. وفي مؤتمر ميونيخ للأمن الشهر الماضي، حرص وانج يي وزير الخارجية على تأكيد هذه النقطة، إلى جانب إصرار الصين منذ أمد بعيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ـ وهي الحجة التي ترتبط بتايوان بشكل مباشر.
ولكن في مجلس الشعب الصيني في السابع من آذار (مارس)، تمسك وانج بموقفه، مصرا على أن “الصين وروسيا… ستدفعان إلى الأمام على نحو مطرد الشراكة الاستراتيجية بينهما”.
الآن، يواجه شي قرارا حاسما. فهو يملك القدر الأعظم من النفوذ الذي قد يتمتع به أي زعيم عالمي للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. للقيام بذلك، يتعين عليه أن يبعث برسالة قوية إلى الرئيس الروسي مفادها أن الحرب تتجاوز الخط الأحمر الصيني المبدئي بشأن السيادة الإقليمية.
للتفاوض على إنهاء الصراع القائم، يتعين على شي أن يعيد التزامه بالشراكة في الرابع من شباط (فبراير) إلى الطاولة كورقة مساومة حاسمة.
في وقت لاحق من هذا العام، سينعقد مؤتمر الحزب الـ 20 في بكين. والبند الرئيس على الأجندة ليس سرا: تعيين شي لولاية ثالثة غير مسبوقة مدتها خمسة أعوام كأمين عام للحزب. لفترة طويلة، افترض مراقبو الصين، وأنا منهم، أن لا شيء قد يقف في طريق هذه النتيجة. لكن التاريخ، والأحداث الحالية التي تشكله، تميل ببراعة لا مثيل لها إلى تغيير حسابات القيادة في أي بلد.
الاختيار واضح أمام شي: فبوسعه أن يلتزم بالمسار الذي حددته اتفاقية الرابع من شباط (فبراير) مع روسيا، فيظل معرضا إلى الأبد للعقوبات، والعزلة، والضغوط الاقتصادية والمالية الشديدة التي تأتي مع هذا الموقف. أو يمكنه التوسط في السلام الذي من شأنه أن ينقذ العالم ويعزز مكانة الصين كقوة عظمى يقودها رجل دولة.
بصفته مهندس “الحلم الصيني” وما يعتقد أنه تجديد أعظم لشباب أمة، لا يملك شي الاختيار. وأنا أراهن على أن شي سيفعل ما لا يمكن تصوره ـ نزع فتيل التهديد الروسي، قبل فوات الأوان.
نقلا عن بروجيكت سنديكيت، 2022.