عبدالغني عجاج يكتب: جنينة عابدين فى افق خيالى
لك يا جناين (منازل) فى القلوب منازل…كانت الجناين جزء لا يتجزأ من طفولتنا فى حى عابدين العريق…لعبنا فى جنينة الملك أو جنينة قصر عابدين عندما كانت مفتوحة أمام الشعب وعندما تحول حمام سباحة قصر عابدين إلى حمام سباحة مركز شباب عابدين قبل نقله إلى ملعب المدرسة الخديوية العريقة…ولعبنا فى جنينة الحرية على مقربة من دار الأوبرا الحالية ونادي البحرية المصرية العظيمة ومقر قيادة الثورة(طبعا ثورة يوليو 1952) ولعبنا فى جنينة الأندلس الفخيمة التى أحيت فيها فيروز واحدة من أشهر حفلاتها
اما الجنينة التى كنا نقصدها بصورة شبه يومية لقربها من حارة السقايين فهى جنينة عابدين المقابلة للقصر والمطلة على شارع الشيخ ريحان وباب القصر الذى اشتهر بباب الإصلاح الزراعى والمتحف الصحى الذى اكتسب اسم نائبة عابدين التاريخية كريمة العروس التى ادخلت الأنشطة الاجتماعية فى مبنى المتحف…طالما لعبنا استغماية وعسكر وحرامية فى جنينة عابدين وطالما جلسنا فيها نتسامر.. كانت جنينة عابدين المتنفس والفسحة المجانية المفضلة لأهالى عابدين خاصة وهى على بعد خطوات من مطعم البحار أشهر وأشهى فول وطعمية.. وصدق أو لا تصدق كنا فى وقت من الأوقات نلعب ونجلس تحت شرفة قصر عابدين المطلة على الميدان وحديقة عابدين
وما يلفت النظر أننا كنا نستخدم كلمة(جنينة) ولا نستخدم كلمة (حديقة) الا نادرا مع (حديقة الحيوان)…ولعل فقهاء اللغة العربية يوضحوا لنا أصل كلمة جنينة وهل هى مشتقة من الجنة أو تصغير لها..
كانت ايام شعارها البساطة وقرطاس اللب والسودانى وكوباية عصير القصب وساندوتش الفول والطعمية وقرطاس الترمس وقلة المية والكلمة الطيبة والرضا وحمد الله