أسعار الذهب العالمية ترتفع 2.7% منذ بداية الأسبوع
كتب : محمود حاحا – بوابة الاقتصاد
وصلت أسعار أونصة الذهب العالمي إلى مستويات قياسية جديدة بعد 7 جلسات متتالية من الارتفاع، وذلك في ظل ضعف مستويات الدولار وتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام، إلى جانب الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية.
انخفض سعر الذهب الفوري خلال جلسة اليوم الخميس بنسبة 0.3% بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي عند 2304 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2293 دولار للأونصة وقد سجل أدنى مستوى اليوم عند 2290 دولار للأونصة، بحسب تحليل جولد بيليون.
ارتفع سعر الذهب لـ 7 جلسات متتالية، ومنذ بداية الأسبوع سجل ارتفاع بنسبة 2.7% ليمثل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، والآن وبعد وصول السعر إلى المستهدف عند 2300 دولار للأونصة، هناك عدم وضوح بشأن الحركة القادمة للذهب وهل سيستكمل الصعود أم سيبدأ حركة تصحيح سلبية تنتظرها الأسواق من فترة كبيرة.
أدت التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الزلزال المدمر في تايوان، إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن على الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.
كما استفاد الذهب من ضعف الدولار الأمريكي في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية، فقد أكد أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي في تصريحاتهم ومن ضمنهم رئيس البنك جيروم باول، أنه من المرجح أن يخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة في عام 2024، على الرغم من أنهم لم يقدموا إشارات تذكر بشأن التوقيت المحتمل لهذه الخطوة.
تأتي تعليقات أعضاء الفيدرالي بعد أن حذر العديد من مسؤولي البنك الآخرين خلال الأسبوع الماضي من أن التضخم الثابت من المرجح أن يؤخر أي تخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة.
من المرجح أن تحدد المزيد من الإشارات حول أسعار الفائدة الأمريكية مدى ارتفاع الذهب، بالنظر إلى أن المعدن النفيس تحرك بشكل عكسي عندما ارتفع الدولار وارتفع عوائد سندات الخزانة على مدى العامين الماضيين. ما يدفع سعر الذهب لهذه المستويات القياسية هو انخفاض قيمة العملات عالميًا مقابل الدولار الأمريكي لأسباب مختلفة. الأمر الذي دفع الناس إلى شراء الذهب كوسيلة للحماية من انخفاض قيمة العملة المحلية.
تستفيد أسعار الذهب من ضعف الدولار في ظل العلاقة العكسية بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار، واستمرار عدم اليقين بشأن خفض أسعار الفائدة زاد من الضغط السلبي على الدولار الأمريكي ليصب في النهاية لصالح الذهب.
انخفض مؤشر الدولار بنحو 4.6٪ من أعلى مستوى له في 6 أسابيع الذي سجله هذا الأسبوع وحتى تسجيله أدنى مستوى خلال جلسة اليوم.
الحدث الرئيسي هذا الأسبوع سيكون تقرير الوظائف الحكومي للقطاع غير الزراعي لشهر مارس، حيث يعد التضخم الثابت وقوة سوق العمل من أكبر الاعتبارات بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي عند تغيير أسعار الفائدة هذا العام.
ويكشف تحليل جولد بيليون أنه إذا جاءت بيانات الوظائف مساوية للتوقعات أو أسوأ من التوقعات ستزيد التوقعات بضعف سوق العمل، وسيكون هذا إيجابيًا لاحتمال خفض أسعار الفائدة وهو ما سيكون إيجابيًا للذهب.
الجدير بالذكر أن بنك أو أمريكا قد نشر مذكرة هذا الأسبوع أشار خلالها إلى توقع وصول سعر الذهب إلى المستوى 2400 دولار للأونصة في ديسمبر، وأنهم متمسكين بهذه التوقعات لهذا العام حتى لو جاءت تخفيضات أسعار الفائدة في وقت لاحق.
حيث يرى بنك أوف أمريكا أن أحد الأسباب الرئيسية وراء دعم أسعار الذهب هي عمليات المشتريات الفعلية للذهب من قبل البنوك المركزية العالمية وعلى رأسهم البنك المركزي الصيني، بالإضافة إلى توقعهم بعودة الاستثمارات في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بعد أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة بشكل فعلي.
أسعار الذهب في مصر
ارتفع سعر الذهب في مصر خلال تداولات الأمس بشكل معتدل وذلك في ظل ارتفاع في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، هذا بالإضافة إلى الارتفاعات التاريخية التي تسجلها الأونصة العالمية، ولكن يبقى الاستقرار هو المسيطر على تحركت الذهب المحلي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 3125 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى بعد أن كان تراجع إلى 3120 جنيه للجرام، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 30 جنيه حيث أغلق جلسة الأمس عند 3130 جنيه للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3100 جنيه للجرام.
ارتفع سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بشكل محدود يوم أمس ليصل إلى متوسط سعر 47.60 جنيه لكل دولار، وهو ما ساعد على ارتفاع سعر الذهب المحلي ليغلق جلسة الأمس فوق المستوى 3100 جنيه للجرام الذي تشهد الأسعار تذبذب حوله خلال الفترة الأخيرة.
اليوم عاد سعر الصرف إلى التراجع بشكل محدود أيضاً ليصل متوسع السعر حالياً عند 47.45 جنيه لكل دولار.
يبقى الاستقرار هو المسيطر على تحركات الذهب المحلي في ظل التحركات المعتدلة في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، ولكن يستمر الترقب لحركة الأسواق بعد فترة إجازة العيد، خاصة وأن سعر أونصة الذهب العالمي تشهد ارتفاعات تاريخية حالياً.
أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لديه إلى 40.36 مليار دولار مع نهاية شهر مارس، بزيادة أعلى من 5 مليار دولار مقارنة مع الاحتياطي في شهر فبراير الماضي، ليعد هذا أعلى مستوى للاحتياطي النقدي منذ عامين.
ساعدت صفقة الاستثمار في رأس الحكمة التي تبلغ إجمالي استثماراتها إلى 35 مليار دولار مع الامارات في دعم الاحتياطي النقدي بشكل كبير.
ارتفاع الاحتياطي النقدي لمصر يساعدها على استقرار وضعها الائتماني العالمي الأمر الذي قد يعيد المزيد من الاستثمارات خلال الفترة القادمة، خاصة بعد أن عدلت مؤسسات التصنيف الائتماني من نظرتها المستقبلية لمصر.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
سعر أونصة الذهب العالمي ترتفع وتسجل مستوى تاريخي جديد في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي، وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب التوترات الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين إلى التخلي عن أسواق الأسهم.
استطاع سعر الذهب المحلي الارتفاع يوم أمس والاستقرار فوق المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 وذلك في ظل ارتفاع محدود في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، بالإضافة إلى تسجيل سعر الأونصة العالمية مستوى تاريخي جديد.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي مستوى تاريخي جديد عند 2304 دولار للأونصة، قبل أن يعود إلى التراجع لاختبار القناة السعرية الأخيرة التي اخترقها، وحتى الآن تظهر مؤشرات الزخم تشبع في الشراء دون أن تعطي علامات واضحة على البيع.
حتى الآن لم يعطي الذي إشارة واضحة على بدء تصحيح سلبي، الأمر الذي يبقي استكمال الصعود أمر وارد ويتأكد بمجرد اختراق السعر لقمته الأخيرة، ليستهدف بعدها المستوى 2320 دولار للأونصة ثم 2350 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فقد أغلق سعر الذهب المحلي يوم أمس فوق المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21، الأمر الذي يزيد من فرص صعود السعر ليختبر مستوى المقاومة 3150 جنيه للجرام وذلك بعد فترة طويلة من التذبذب حول المستوى 3100 جنيه للجرام خلال الفترة الماضية.
استكمال صعود الذهب خلال الفترة القادمة يتطلب الاستقرار فوق المستوى 3100 جنيه للجرام ثم اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام، ولكن الذهب يبحث عن دعم كافي لإمكانية تحقيق هذا سواء من حدوث ارتفاع في سعر الصرف أو من الارتفاع الحالي في سعر الأونصة العالمية.