آخر الاخبارمنوعات

اقتراحات باحتساب رسوم العبور من قناة السويس بعدد الحاويات بدلا من «الحمولة»

بوابة الاقتصاد

لعبت هيئة قناة السويس- أقدم الممرات الملاحية فى العالم للعبور من بين أوروبا وآسيا- على زيادة مواردها المالية، لاسيما مع زيادة حجم ناقلات البضائع بمختلف أنواعها خلال العام الماضى 2022-2021، محققة أعلى حصيلة فى تاريخها بواقع 7 مليارات دولار.


فى نفس الوقت اقترح عدد من خبراء النقل البحرى، إعادة النظر في رسوم عبور سفن الحاويات تحديدًا، وتحويلها من نظام الحمولة لتتم المحاسبة بعدد «الحاوية» أسوة بقناة بنما، فى محاولة لمضاعفة إيرادات المجرى الملاحى، الذى يُعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة للاقتصاد الوطنى.

محمد على: يعد الخيار الأفضل فى ظل زيادة حجم التجارة العالمية

وأشار الخبراء إلى أن %50 من إيرادات قناة السويس للعام المالى 2021/ 2022، كانت من سفن الحاويات، ومن ثم فإن التحول إلى هذا النظام يكون الأفضل، لكن رئيس الهيئة السابق الفريق مهاب مميش، اعتبر أن هذه الطريقة سيكون لها سلبيات عند خضوعها لدراسة مستفيضة.

فى البداية، قال المهندس وائل قدور، عضو مجلس إدارة قناة السويس الأسبق، وخبير النقل البحرى، إن إيرادات قناة السويس تقترب من أرباح الخط الملاحى «ميرسك»، والذى حقق صافى أرباح 6.8 مليار دولار خلال الربع الأول لعام 2022، وفقًا لتقرير صادر مؤسسة الشحن البحرية الدولية.

وأضاف أن رسوم عبور سفن الحاويات سعة 12 ألف حاوية فى قناة بنما تسدد 1.1 مليون دولار ، بينما تسدد عند عبورها المجرى المصري ما يقرب من 750 ألف دولار، بسبب أن الأولى تحتسب رسومها على أساس العدد، لكن الأخيرة على حجم الحمولة.

واتفق معه الربان هانى البورينى، خبير نقل بحرى ومالك ومستأجر سفن سابق، مشيرًا إلى سفن الحاويات القادمة من جنوب وشرق آسيا والعابرة لقناة السويس متجهة إلى أوروبا والعكس تشكل حوالى %78 من الناقلات العابرة من الممر المصرى.

وأشار إلى أن تلك السفن باختلاف حمولاتها من المستحيل أن تفضل الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح كبديل عن قناة السويس عند تحريك الرسوم، أو معاملتها بنظام عدد الحاويات.

هانى البورينى: المجرى المصرى يوفر %30 من تكلفة الرحلة مقارنة بالمنافسين
وتابع: سفن الحاويات معروف عنها أنها ذات حجم كبير، وعبورها من قناة السويس يوفر لها %30 من تكاليف الرحلة الملاحية مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح.

يمر حوالى %12 من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس كل عام، إذ تعبر كل البضائع من النفط الخام إلى الحبوب إلى القهوة سريعة التحضير عبر القناة، وبدونها سيتعيَّن على ناقلة عملاقة تحمل النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا أن تسافر لمسافة 6 آلاف ميل إضافية حول طريق رأس الرجاء الصالح فى جنوب أفريقيا، ومن ثم زيادة فى تكاليف الوقود.

وقال البورينى، إن سفن الحاويات التى تمر عبر قناة السويس تحمل تقريبًا من 22 إلى %23 من بضائع العالم المحمولة داخل حاويات، متابعًا الخطوط الملاحية ضاعفت نوالين الشحن بشكل مبالغ فيه، وحققت مليارات خلال النصف الأول من العام الحالى، ومن ثم فإن الهيئة لها الحق فى اختيار وتطبيق أفضل أساليب المحاسبة لزيادة إيراداتها السنوية.

كان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أعلن فى وقت سابق عن تصدر سفن الحاويات العابرة للقناة خلال العام المالى 2021/ 2022، كأكثر فئات الناقلات العابرة من مجرى القناة، إذ مرّ 5520 سفينة حاويات بإجمالى حمولات صافية قدرها 638 ألف طن، محققة إيرادات قدرها 3.4 مليار دولار خلال العام المالى 2021/ 2022.

وذكر «البورينى» أن هيئة قناة السويس لديها لجنة تسعير على أعلى مستوى، وذلك يتطلب أن تعيد النظر فى رسوم عبور سفن الحاويات بشكل خاص باعتبارها تمثل %50 من إيراداتها، وتُعَدّ عميلا رئيسيًّا.

يذكر أن قناة السويس قررت فى مايو الماضى تعديل الرسوم الإضافية مقابل طوابق الحاويات فوق السطح العلوى لسفن الحاويات العابرة لقناة السويس، وذلك للسفن المتجهة جنوبا لتبدأ من %5 للطابق الواحد فوق السطح وحتى %39 لـ 11 طابقًا مع زيادة النسبة بواقع %2 عن كل طابق حاويات زيادة عن الطابق الـ11.

من جانبه، قال الدكتور محمد على، خبير اللوجستيات، إن الإيرادات الحالية لقناة السويس لا تتناسب مع حجم التجارة العابرة، والتى تصل إلى %12 من التجارة الدولية، مشيرًا إلى القناة تستفيد فقط بنحو %0.3.

وقال خبير اللوجستيات، إن الاتجاه الحالى لابد أن يعتمد على تعظيم الإيرادات، لذلك يجب أن تتغير طريقة رسوم العبور، لتتم على إعداد الحاوية بالسفن.

وأكد أن هذا النظام سيعظم من حجم الإيرادات، دون اللجوء إلى تحريك الرسوم، لضمان عدم استخدام الخطوط الملاحية فى المستقبل أى طرق بديلة.

وأشار إلى أنه من الضرورى إعادة النظر فى التخفيضات الممنوحة لباقى أنواع السفن فى ظل الارتفاع فى أسعار الغاز الطبيعى والبترول، مؤكدًا أن قناة بنما معتمدة فى تحصيل رسومها على نظام الحاوية.

واعتبر الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس السابق، فى تصريح مقتضب لـ«المال» أن حساب رسوم العبور بالحاوية بدلًا من نظام حمولة قناة السويس الحالى -سلاح ذو حدين- متسائلا فى حالة عبور سفينة، وعلى متنها حاويات فارغة كيف سيتم محاسبتها على الرسوم، لذلك يُعَدّ نظام قياس رسوم العبور الحالى ناجحًا جدًا، ويجب المحافظة عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى