آخر الاخبارمنوعات

لصوص بغداد يسرقون الضحايا تحت التنويم المغناطيسي شاهد ماذا حدث؟

بوابة الاقتصاد

خلال الايام الماضية انتشرت ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي وهو السرقة تحت التنويم المغناطيسي واذعيت وبثت عدة مقاطع فيديو مصورة ومنشورات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لضحايا تمت سرقتهم من قبل لصوص محترفون يقومون بتنويمهم مغناطيسيا، مما أثار الذعر والهلع بين النساء والكبار والصغار.

ويشكل موضوع السرقات الجديدة بالتنويم المغناطيسي في العراق منذ عدة اشهر حديث الشارع البغدادي وقضية تتداولها الأوساط العامة وسط مخاوف ومحاذير كبيرة من اتساع دائرة نطاق الضحايا لتشمل النساء وربما الاطفال. وعرضت اجهزة الأمن العراقية مشاهد لمعتقلين مارسوا عملية السرقة تحت ذريعة التنويم المغناطيسي أوضحوا من خلالها كيفية استخدام خفة اليد والتمويه وخداع الضحايا.

والسرقة بالتنويم المغناطيسي أو ما يُعرّف بالإيحائي هي استخدام طريقة وحالة تشبه النشوة التي يكون فيها الإنسان في حالة تركيز تام وفي حالة من الهدوء والاسترخاء، وهذا ما يجعلهُ أكثر انفتاحاً وتقبلاً لكل الأوامر والأسئلة التي قد توجه إليه من قبل المُعالِج المغناطيسي والذي يستخدم ذلك في السرقة.

ويعمل التنويم الإيحائي على مبدأ أساسي عن طريق التحكّم في درجة وعي الإنسان، حيثُ يعمل على النوم المؤقت للعقل الواعي وتنبيه العقل الباطن، وذلك لكي يتمكن المُعالج من اكتشاف كل ما بداخل الإنسان من مشاعر وذكريات كامنة في عقلهِ. وتستخدم تطبيقات التنويم المغناطيسي في التخلّص من بعض الأمراض النفسيّة كالأرق، الفوبيا، الاكتئاب، القلق، فضلاً عن تقوية الجهاز المناعي وقدرة الجسم على التصدي للأمراض الخطيرة.

يتحدث مواطن يمتلك محلاً لبيع لعب الأطفال عند شارع الرشيد في العاصمة بغداد عن حادثة تعرض لها منذ شهور، سلب من خلالها جميع الأموال التي في خزانته، ويقول صاحب المحل الذي رفض الكشف عن اسمه: “عادة ما أسمع بتلك القصص والحكايا من خلال الأفلام السينمائية والأساطير المتداولة ولكن لم يمر في خلدي يوماً ما أن أعيش حقيقة ذلك الأمر”.

حركات بكفي اليد للتنويم المغناطيسي


ويروي الرجل الخمسيني، عن الحادثة التي تعرض لها قبل شهور بعد أن أقدم شخص للتبضع من محله والتجول في أروقة البضائع ليختار بعدها الجلوس على كرسي بذريعة التقاط الأنفاس.

فيما بعد يقوم ذلك الشخص بعمل حركات من خلال كفي اليد وبطريقة تعطي الكثير من الإيحاءات في جلسة لم تطل أكثر من خمس دقائق على حد قول الضحية.

ويستدرك بالقول: “عندها بدأت أفقد إرادتي والاستجابة له بشكل تام، حين طلب مني إعطاءه النقود التي في خزانة المحل ومن ثم استخراج ما في محفظتي من داخل البنطال”.

وبعد المغادرة بدقائق كما يقول الضحية المسروق “عاد الوعي واستشعرت بالسرقة ولكن حينها كان السارق قد ابتعد وغاب عن الأنظار وفقد أثره”.

ليست تلك الحادثة وحدها التي عاشتها بغداد مؤخراً، فهنالك ضحايا آخرون خرجوا على قنوات التلفاز والمؤسسات الإعلامية يروون قصصاً متشابهة لحالات سرقة من قبل أشخاص بعضهم يدعون أنهم أجانب من خارج العراق.

السلطات الامنية تواجه المشكلة

ولكن السلطات الأمنية في العراق وعلى لسان المتحدث باسم وزرة الداخلية، خالد المحنا، أكد أنه “لا توجد حادثة حقيقية لواقعة سرقة حدثت تحت التنويم المغناطيسي في العراق كما يشاع مؤخراً وإنما جميعها جرى بطرق أخرى عبر آليات وأساليب مختلفة”.

ويوضح المحنا أن وزارته تلقت العديد من الشكاوى من ضحايا تمت سرقتهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي ولكن بعد إجراء التحقيقات تبين أن منفذيها مارسوا عمليات احتيال ونصب على الضحايا بالتعاون مع مقربين من ذوي المسروقين”.

وفي الـ12 من مايو/ أيار الحالي، أعلنت قيادة شرطة بغداد، اعتقال 3 متهمين قاموا بسرقة مكتب للصيرفة عبر آلية التنويم المغناطيسي.

وعرض الأمن العراقي مشاهد لمعتقلين مارسوا عملية السرقة تحت ذريعة التنويم المغناطيسي أوضحوا من خلالها كيفية استخدام خفة اليد والتمويه وخداع الضحية.

التنويم المغناطيسي والسرقة بهدوء

من جانبه يلفت الطبيب المختص حيدر عمران، ومن خلال مطالعته لمقاطع فيديو وإفادات الضحايا إلى أن “التنويم المغناطيسي يحتاج في بادئ الأمر إلى التسليم بقبول الأمر من قبل الشخص المستهدف ذاته وبخلاف ذلك لا يمكن إتمام العملية”.

ويضيف عمران أن “هنالك ضوابط أخرى للتنويم المغناطيسي من بينها الهدوء التام، ودرجة الضوء والتركيز البؤري ولمس الشخص المتعرض وعادة ما يتطلب ذلك وقتا كافيا يتجاوز الـ20 دقيقة”.

ويشير إلى أن “الحالات المعلنة وبحسب طبيعة أجوائها وتنفيذها لا تمت بصلة إلى تصنيفات التنويم المغناطيسي فضلاً عن ذلك فإن أغلب الضحايا يتذكرون ما جرى لهم وهو خلاف ذلك تماماً”.

السرقة بالتنويم المغناطيسي في بغداد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى