رهان على استثناء خامات التعبئة والتغليف من قرار الاستيراد بالاعتمادات المستندية
بوابة الاقتصاد
«أبوعامر»: البولى بروبلين قفز من 17 ألف جنيه للطن إلى 36 ألفاً خلال عام
تسبب نقص خامات الإنتاج فى قطاع التعبئة والتغليف، فى ارتفاع أسعار المنتجات النهائية خلال المرحلة الماضية بجانب نقصها محلياً.
وتأمل المصانع أن يكون استثناء الخامات من قرار الاستيراد بالاعتمادات المستندية، بداية لمرحلة جديدة.
قال وليد أبوعامر، رئيس مجلس إدارة شركة نيو باك لمواد التعبئة والتغليف، إنَّ تكلفة الإنتاج تضاعفت العام الحالى، إذ تعتمد الشركة على خامات مستوردة من خلال موردين محليين؛ لعدم توافر خامات محلية.
وأوضح أن الخامات المستوردة تضم الورق وحبيبات البلاستيك بأنواع متعددة، إذ ارتفعت أسعار خامات البولى بروبلين من 17 ألف جنيه للطن العام الماضى إلى 25 ألف جنيه مطلع العام الحالى، ثم 36 ألف جنيه للطن بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت إلى ارتفاع أسعار الورق «الفلوت» المستخدم فى مواد التعبئة من الكرتون من 7.5 و8 آلاف جنيه للطن بداية العام الحالى لتصل إلى 12 ألف جنيه حالياً.
أكد «أبوعامر»، تضرر القطاع من تآكل رأس المال سواء للشركات المنتجة لدى القطاع أو عملائها؛ نتيجة الارتفاع المتتالية فى الأسعار، والتى انعكست على خفض الطاقات الإنتاجية متأثرة بذلك.
ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة فى نسبة المكون المحلى لمنتجات التعبئة من الكرتون، خصوصاً خلال العام الأخير فى ظل قفزات أسعار المنتجات المستوردة.
وفيما يخص مواد تعبئة الحاصلات الزراعية، أشار إلى أنه يتم استيراد نحو %80 من الخامات الأولية والورق مقابل %100 قبل ذلك، لافتاً إلى ارتفاع أسعار العبوة من 14 جنيهاً إلى 28 جنيهاً خلال عام واحد.
وأشار «أبوعامر»، إلى اعتماد المصانع المنتجة لمواد التعبئة من البلاستيك على نسبة كبيرة من الخامات المستوردة، فى ظل ضعف الإنتاج المحلى لخامات متنوعة، كما توجه المصانع المحلية النسبة الأكبر من منتجها للتصدير.
وشدد على ضرورة تيسير استيراد الخامات وإعفائها من الرسوم الجمركية، قائلاً: «مختلف خامات الورق تدخل بعد ذلك فى عمليات تصنيع وكذلك البلاستيك لعدم توفر هذه الخامات محلياً».
ولفت إلى ضرورة تحديث وتطوير خطوط إنتاج مصانع الورق فى مصر بمختلف أنواعها لزيادة جودة المنتج، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لهذه القطاعات بالتوازى مع توفير رسوم حماية للصناعة المحلية لتحفيز الاستثمارات فى هذه القطاعات.
أضاف أن قطاع التعبئة والتغليف يضع آمالاً على توجه الاستثمارات إلى صناعة البلاستيك والتوسع خلال الفترة المقبلة.
كما أشار إلى أن الخامات المستوردة تمثل %70 من تكلفة المنتج، ووصفها بأنها «مكبلة بالأعباء والرسوم» فيما يجب ألا تزيد على %50 من التكلفة كحد أقصى على حد تعبيره.
وشدد على ضرورة التوجه نحو إعادة تدوير المنتجات والاستفادة من الدول المحيطة مثل السودان لاستيراد ورق الدشت (مخلفات الورق) لعدم وجود مصانع لديه، كما ينخفض سعره هناك مقارنة بأسعاره فى مصر.
وطالب بوقف تصدير خردة البلاستيك لتوفير الخامات محلياً والتقليل من ارتفاع الأسعار وندرة الخامات.
وقال أحمد جابر، عضو مجلس إدارة غرفة الطباعة والتعبئة والتغليف، إنَّ تعميق التصنيع المحلى لمواد التعبئة والتغليف هو الخطوة الأهم نحو تقليل الاعتماد على الخامات المستوردة.
أضاف أن لدى مصر اكتفاء ذاتياً من الورق البنى الذى يصنع من ورق الدشت وتصنع منه بعض منتجات مواد التعبئة والتغليف، فيما يواجه السوق المحلى نقصاً كبيراً من منتجات التعبئة والتغليف المرنة التى تصنع منها أكياس الشيبسى.
«البيلى»: المواد الخام المتوفرة محلياً تغطى %45 فقط من احتياجات مصانع التعبئة والتغليف
وقال سمير البيلى، رئيس شركة الصفا للتعبئة والتغليف، إنَّ المواد الخام المتوفرة فى مصر لا تكفى سوى حوالى %45 من احتياجات المصانع المحلية.
أضاف أن عدداً كبيراً من المصانع كان قد خفض الإنتاج بسبب قلة الخامات المتوفرة فى ظل اشتراط الاستيراد بالاعتمادات المستندية، لكنَّ استثناء الخامات من القرار مؤخراً سيكون فرصة جيدة للشركات لاستعاداة طاقاتها من جديد.
وذكر «البيلى» الذى يشغل عضوية المجلس التصديرى للطباعة والتعبئة والتغليف، أنه يوجد ارتفاع فى الطلب من بعض الدول الأفريقية على منتجات القطاع، وخاصة المغرب والجزائر والسودان وليبيا، وذلك فى ظل صعوبة الاستيراد من أوروبا.
وطالب وزارة التجارة والصناعة بفرض رسم صادر على الورق وورق الكرتون المصدر إلى الخارج، لتحقيق الاكتفاء الذاتى للسوق المحلى أسوة بورق الدشت.
وقال أحمد شرارة، رئيس شركة طيبة باك لمواد التعبئة والتغليف، إنَّ أزمة نقص الخامات أثبتت ضرورة وجود مخازن لدى جميع الشركات العاملة بالقطاع لضمان وجود مخزون يكفى لعدة أشهر لضمان عدم تعطل الإنتاج.
أضاف أن نقص الخامات الفترة الماضية تسبب فى ارتفاع الأسعار من قبل التجار؛ حيث سجل سعر الورق 90 جرام كوشيه هاى كوت 35 ألف جنيه للطن مقابل 10 آلاف قبلها بشهر واحد.
كما ارتفع سعر الورق الدوبلكس المنتج محلياً من 20.5 ألف جنيه إلى 29 ألف جنيه، وهو ما تسبب فى ارتفاع سعر علبة البسكويت من 1.15 جنيه إلى 1.60 جنيه.