انتعاش مبيعات الذهب في مصر رغم اشتعال الأسعار
تشهد مبيعات الذهب في مصر انتعاشا كبيرا في ظل ازدهار حركة البيع والشراء، مدفوعة برغبة المصريين في “الاستثمار الآمن”، على الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
وقفزت أسعار جميع عيارات الذهب في مصر خلال الشهور القليلة الماضية، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولا في السوق المصرية، إلى 1145 جنيها حاليا مقارنة بـ 809 جنيهات في مطلع يناير الماضي، بنسبة زيادة 41.5 %.
انتعاش مبيعات الذهب في مصر
وقال نادي نجيب عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن مبيعات الذهب في مصر قفزت منذ بداية العام الجاري لأعلى مستوى لها منذ العام 2015.
وأرجع نجيب لوكالة أنباء (شينخوا)، هذا الأمر إلى “إقبال المستثمرين على شراء كميات من الذهب الخام من أجل الاستثمار، بالإضافة إلى وجود قوة شرائية كبيرة في السوق المصرية”.
وأضاف أنه “لم يحدث من قبل أن ارتفع سعر الذهب في مصر مثلما حدث في الشهور الأخيرة، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الدولار في البلاد”.
ووفقا للموقع الإلكتروني للبنك المركزي المصري، فقد وصل سعر الدولار الأمريكي اليوم إلى 18.52 جنيه مصري، مقارنة بـ 15.75 جنيه في مطلع يناير الماضي ، وبذلك يكون سعر الدولار قد ارتفع بنسبة تبلغ 17.5 %.
وتابع عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن “أسعار الذهب في مصر ارتفعت منذ بداية العام الجاري بنسبة كبيرة تزيد في المتوسط عن 30 %”.
وأردف أن “الموجة حاليا في سوق الذهب هي الشراء حيث يقبل المصريون على شراء الذهب بهدف الاستثمار، ويقومون بشراء كميات على أن يتم البيع عند الضرورة”.
استثمار وملاذ آمن
وأوضح أن “المصريين ينظرون إلى الذهب على أنه استثمار وملاذ آمن ويشترون الذهب من أجل تخفيف حدة التضخم، كما أن ارتفاع أسعار الذهب عادة ما يكون أكثر من نسبة التراجع التي يحققها سنويا لذلك أطلق عليه الملاذ الآمن”.
ومن بين أسباب الإقبال علي شراء الذهب أيضا خلال الفترة الحالية كثرة حفلات الزفاف والخطوبة التي يقدم فيها العريس مشغولات ذهبية لعروسه، تعرف في المجتمع المصري باسم “الشبكة”، وهي “عادة تاريخية في مصر مهما كان سعر الذهب”، وفقا لعضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية.
وتوقع نجيب استمرار أسعار الذهب في الارتفاع في حالة استمرار الوضع العالمي الحالي الذي يعاني من ارتفاعات متتالية في أسعار البترول والمواد الخام وحالة اقتصادية غير مستقرة.
وانعكس هذا الانتعاش في مبيعات الذهب على متاجر بيع المشغولات الذهبية.
وقال ماجد المصري صاحب محل لبيع المشغولات الذهبية في الجيزة جنوب غرب القاهرة، إن “هناك إقبالا كبيرا من الناس على شراء الذهب، وتشترى الأغلبية جنيهات الذهب، رغم أن سعر جنيه الذهب الواحد وصل حاليا إلى 9140 جنيها مصريا، كما أن هناك من يشتري سبائك ذهبية، وهذا من أجل الاستثمار”.
وأضاف المصري أن “مبيعات الذهب في هذه الفترة مرتفعة أيضا بسبب عيد الفطر، الذي تكثر فيه حالات الزواج حيث يشترى أغلب الزبائن الشبكة وهدايا لزوجاتهم”.
وأشار إلى أن أكثر العيارات المطلوبة حاليا في السوق المصرية هو الذهب عيار 18، وسعره في هذه اللحظة 981 جنيها للجرام، بجانب عيار 21 وهو الأشهر في مصر وسعره 1145 جنيها للجرام”.
توقعات باستمرار صعود أسعار الذهب
وختم المصري “لا اتوقع ان تنخفض أسعار الذهب في الوقت الحالي إلا إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم، وهذا سوف يستغرق وقتا، لذلك أنصح الناس بشراء الذهب لأنه متوقع أن يستمر سعره في الارتفاع خلال الفترة المقبلة”.
وتكثر حالات الزواج والخطوبة في مصر خلال هذه الفترة خاصة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
وقال عمرو محسن (32 عاما)، وهو محاسب في إحدى الشركات، “جئت وخطيبتي لشراء الشبكة استعدادا لحفل الزواج”.
وأضاف محسن أن ” أسعار الذهب ارتفعت بجنون خلال الفترة الماضية، وكنت انتظر أن تنخفض قليلا لكن أحد أصدقائي نصحني بالشراء لأن أسعار الذهب سوف ترتفع أكثر في الفترة المقبلة”.
واشترى محسن وخطيبته الشبكة من الذهب عيار 18 خاصة أن سعر الجرام من هذا العيار أقل من عيار 21، كما أن أشكال الأول متنوعة بشكل كبير.
وختم الشاب المصري “اشتريت ذهب بقيمة 44 ألف جنيه، شامل المصنعية، وكنت مخطط لـ 35 ألف فقط، لكن المهم أن تكون خطيبتي سعيدة”.
إقرأ اهم الاخبار والقرارات الاقتصادية في نشرة لوجيستك نيوز