ضغوط التضخم تدفع الأسواق العالمية للخسارة
بوابة الاقتصاد
أسهم أوروبا تتراجع بفعل التركيز على إمدادات الغاز الروسي والذهب ينخفض مع ارتفاع الدولار واليورو في أدنى مستوى منذ 5 سنوات
ما زالت ضغوط التضخم وأزمة إمدادات السلع الأساسية والطاقة تلاحق الأسواق العالمية، في وقت تتجدد فيه عودة الإغلاقات بسبب تفشي فيروس كورونا، وفي أوروبا تراجعت الأسهم في تعاملات متقلبة مع تلقي الأسواق تقارير نتائج أعمال متباينة ومع تصاعد التوتر في قطاع الطاقة بعد أن أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم”، إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا. وتراجع المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.4 في المئة، وبدا في طريقه لموصلة موجة بيع لليوم الرابع على التوالي، واقترب من أدنى مستوى في ستة أسابيع.
شركات التعدين
وواصلت شركات التعدين مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي بعد موجة بيع في الآونة الأخيرة، بينما قادت القطاعات ذات الأسهم الدفاعية مثل المرافق والأغذية والمشروبات التراجع.
وهبط سهم “دويتشه بنك” خمسة في المئة بعد أن حذر من أن الصراع الروسي – الأوكراني سيؤثر سلباً على نتائج أعمال العام بأكمله على الرغم من إعلانه قفزة في أرباح الربع الأول بنسبة 17 في المئة بما فاق التوقعات.
وزاد سهم مجموعة “لويدز” المصرفية البريطانية 1.2 في المئة بعد إعلان أرباح فصلية قوية مع تجاهل أكبر بنك في بريطانيا في مجال الإقراض العقاري إلى حد كبير أثر أزمة تكلفة المعيشة الآخذة في التفاقم في البلاد.
الذهب ينخفض مع ارتفاع الدولار
وفي المعادن، تراجعت أسعار الذهب، مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوى في أكثر من عامين ليضغط على الطلب على المعدن النفيس المقوم بالعملة الأميركية.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1893.70 دولار للأوقية “الأونصة”. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1898.60 دولار للأوقية.
وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق في شركة “سيتي إندكس”، “من الواضح أن 1900 دولار هو مستوى محوري لجلسة اليوم… النظر إلى أبعد من ذلك لا يبدو مثالياً في الوقت الحالي مع ارتفاع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى في 25 شهراً”.
وظل الدولار عند أعلى مستوى له منذ الأيام الأولى للجائحة ويتجه صوب تحقيق أفضل شهر منذ عام 2015، مدعوماً باحتمالية الزيادات الحادة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتدفقات عليه كملاذ آمن، والتي أثارها تباطؤ النمو في الصين وأوروبا.
ويجعل ارتفاع الدولار الذهب أقل جاذبية لأصحاب العملات الأخرى. كما ينظر إلى العملة الأميركية على أنها منافس قوي للذهب على وضع الملاذ الآمن خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية.
وقال سيمبسون، “إن الأنباء الواردة من روسيا قدمت بعض الدعم للذهب يوم الثلاثاء، حيث سعى المستثمرون إليه كملاذ آمن، لكن الأزمة الأوكرانية لم تكن داعماً في الآونة الأخيرة للسبائك كما كانت قبل بضعة أسابيع، ومن غير المرجح أن يستمر الطلب بسببها خلال الأسبوع”.
الأسهم الآسيوية
وانخفضت معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية، حيث دفعت المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد العالمي المستثمرين إلى التخلص من الأصول ذات المخاطر العالية واللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الدولار الأميركي والسندات الحكومية.
وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 23.43 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 1.3 في المئة ليهبط إلى 920.23 دولار. كما تراجع البلاديوم 0.1 في المئة إلى 2183.36 دولار.
اليورو يتراجع دون 1.06 دولار للمرة الأولى
وتراجع اليورو لما دون 1.06 دولار للمرة الأولى في خمس سنوات أمام دولار مرتفع بشكل عام ووسط مخاوف بشأن أمن الطاقة وتباطؤ النمو في الصين وأوروبا.
وهبط اليورو لأقل مستوى في خمس سنوات مسجلاً 1.05890 دولار بعد أن قالت “غازبروم”، عملاقة الطاقة الروسية، إنها ستقطع إمدادات الغاز لبولندا وبلغاريا. وفي أحدث تداولات، تراجع اليورو 0.16 في المئة مسجلاً 1.0616 دولار.
وشهدت العملة الأوروبية الموحدة حتى الآن هذا الشهر تراجعاً بأكثر من أربعة في المئة، وتتجه لتسجيل أسوأ خسارة شهرية في أكثر من سبع سنوات، إذ أدى الغموض بسبب الحرب في أوكرانيا والإغلاق لمكافحة “كوفيد-19” في الصين إلى تخلص مستثمرين من اليورو لصالح الدولار الذي يعد ملاذاً آمناً.
كما أظهرت بيانات أيضاً أن ثقة المستهلكين في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، تراجعت أكثر من المتوقع في أبريل (نيسان).
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات منافسة، 0.3 في المئة إلى 102.6 بعد أن لامس أعلى مستوى منذ أوائل أيام الجائحة.
رهان الفائدة
كما دعم الدولار أيضاً رهان المستثمرين على أن أسعار الفائدة سترتفع في الولايات المتحدة بوتيرة أسرع من كل الاقتصادات الكبرى الأخرى.
والتقط اليوان الصيني أنفاسه بعد أن تراجع لأدنى مستوى في 13 شهراً يوم الاثنين، واستقر عند 6.5547 أمام الدولار.
كما أظهرت بيانات أن الأرباح الصناعية الصينية نمت بوتيرة أسرع في مارس (آذار).
وتراجع الجنية الاسترليني إلى مستوى متدنٍّ جديد هو الأقل في 21 شهراً مسجلاً 1.2543 دولار. وهبطت العملة البريطانية بأكثر من اثنين في المئة أمام الدولار هذا الأسبوع، إذ تسببت بيانات عن مبيعات التجزئة في إعادة التفكير في توقعات أسعار الفائدة في البلاد.
كما شهدت العملات المرتبطة بالسلع عمليات بيع لصالح الدولار الأميركي الذي يُعد ملاذاً آمنا مما دفع الدولار النيوزيلندي إلى أقل مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) مسجلاً 0.6551 دولار أميركي. وهبطت الكرونة النرويجية أمام الدولار لأقل مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 مسجلة 9.2200.
كما كبحت قوة الدولار تعافي الين الياباني الذي كان قد تلقى بعض الدعم، ما أدى لتراجعه 0.7 في المئة إلى 127.93 للدولار.
المؤشر الياباني يغلق عند أدنى مستوى في أسبوعين
وأغلق المؤشر “نيكي” الياباني عند أدنى مستوى له في أسبوعين، مقتفياً أثر انخفاض “وول ستريت” الليلة قبل الماضية، بسبب مخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثير إغلاق “كوفيد-19” في الصين على نتائج الشركات المحلية.
وتراجع المؤشر “نيكي” القياسي بنسبة 1.17 في المئة ليغلق عند26386.63 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 12 أبريل. وخسر المؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.94 في المئة ليغلق عند 1860.76 نقطة.
وقال شوجو مايكاوا، محلل السوق العالمية في “جيه بي مورغان” لإدارة الأصول، “قبل ذروة موسم الأرباح في اليابان، أصبحت توقعات الشركات أكثر غموضاً بسبب تأثير إغلاق الصين وارتفاع تكاليف الطاقة”.
ويشعر المستثمرون بالقلق بشأن النمو الاقتصادي في الصين، حيث تسابق بكين الزمن للقضاء على تفشي “كوفيد-19” الناشئ في العاصمة وتجنب نفس الإغلاق الذي فرض في شنغهاي لمدة شهر.
وانخفض سهم “فانوك” بنسبة 5.72 في المئة، وكان أكبر خاسر على المؤشر “نيكي” بعد أن جاءت أرباح التشغيل السنوية لشركة صناعة أجهزة الروبوت دون التوقعات.
وتراجع سهم “كيكومان” 12.63 في المئة بعد تقرير ذكر أن شركة صناعة صلصة الصويا لم تكشف عن التوقعات بسبب الزيادة في التكاليف. وخسر سهم “طوكيو إلكترون” لصناعة الرقائق 1.49 في المئة.