أسعار الذرة العالمية تتراجع .. فوائض كبيرة وطلب محدود
بوابة الاقتصاد
قالت شركة الاستشارات الزراعية “أيه.بي.كيه-إنفورم” أمس “إن أسعار تصدير الذرة الأوكرانية إلى العالم تراجعت بسبب المخزونات الكبيرة والطلب المحدود على الحبوب، التي لا يمكن تصديرها إلا عن طريق السكك الحديدية عبر الحدود الغربية لأوكرانيا، بسبب التدخل العسكري الروسي”.
وبحسب “رويترز”، اعتادت أوكرانيا، أحد أكبر موردي الحبوب في العالم، على شحن معظم سلعها الزراعية عبر موانئ البحر الأسود، لكن مع اندلاع الحرب على امتداد سواحلها تدافع التجار لنقل مزيد من الحبوب عن طريق السكك الحديدية.
وقالت شركة الاستشارات في تقرير “واصلت الفوائض الكبيرة في الذرة وارتفاع العرض مقابل الطلب ضغوطها على الأسعار”.
وأضافت “أيه.بي.كيه-إنفورم” أن “أسعار الذرة عند الطلب مع التسليم من نيسان (أبريل) إلى أيار (مايو) راوحت بين 240 و250 دولارا للطن للتسليم على الحدود البولندية، بانخفاض يصل إلى 15 دولارا للطن عن أسعار الأسبوع السابق”.
كما انخفضت أسعار الطلب على الذرة على الحدود مع سلوفاكيا إلى ما يراوح بين 245 و260 دولارا للطن، في حين راوح سعر التسليم إلى ميناء كونستانتا في رومانيا بين 300 و315 دولارا للطن. ولم تقدم “أيه.بي.كيه-إنفورم” أرقاما للمقارنة.
وقال المسؤولون الأوكرانيون “إن مخزون الذرة في البلاد بلغ نحو 13 مليون طن في نهاية آذار (مارس)، مع تصدير 300 ألف طن فقط من الحبوب خلال الشهر”.
يأتي ذلك في وقت أفادت فيه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، بأن الأسعار العالمية للسلع الغذائية سجلت ارتفاعا ملحوظا في آذار (مارس) لتصل إلى أعلى مستويات لها على الإطلاق، في ظل تسبب الحرب في منطقة البحر الأسود في صدمات في أسواق الحبوب الأساسية والزيوت النباتية.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 159.3 نقطة في آذار (مارس) 2022، بزيادة 12.6 في المائة عن مستواه المسجل في شباط (فبراير)، حين بلغ أعلى مستوى له منذ إرسائه في 1990.
ويتتبع هذا المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأكثر تداولا. وكان المستوى الأخير الذي سجله هذا المؤشر أعلى 33.6 في المائة مما كان عليه في آذار (مارس) 2021.
وكان مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب أعلى 17.1 في المائة في آذار (مارس) من مستواه المسجل في شباط (فبراير)، مدفوعا بالارتفاع الكبير في أسعار القمح والحبوب الخشنة كافة، وذلك إلى حد كبير نتيجة الحرب في أوكرانيا.
ويمثل الاتحاد الروسي وأوكرانيا معا نحو 30 في المائة من صادرات القمح و20 في المائة من صادرات الذرة على الصعيد العالمي على التوالي، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وسجلت الأسعار العالمية للقمح زيادة حادة 19.7 في المائة، فاقمتها الشواغل بشأن أوضاع المحاصيل في الولايات المتحدة.
وارتفعت في الوقت نفسه أسعار الذرة 19.1 في المائة من شهر إلى آخر، لتسجل مستوى قياسيا جديدا، وكذلك بالنسبة إلى أسعار الشعير والذرة الرفيعة.
وبفعل الاتجاهات المتباينة بحسب مصادر الأرز ومواصفاته المتنوعة، لم يطرأ سوى تغيير طفيف على قيمة مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأرز خلال آذار (مارس) مقارنة بمستواه المسجل في شباط (فبراير)، فبقي بالتالي أدنى 10 في المائة من قيمته قبل عام من الآن.
أما مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية، فقد سجل ارتفاعا 23.2 في المائة، مدفوعا بارتفاع أسعار زيوت دوار الشمس، علما بأن أوكرانيا هي المصدر الرئيس في العالم لهذا الزيت.
وارتفعت أيضا الأسعار الدولية لزيوت النخيل والصويا وبذور اللفت بشكل ملحوظ بفعل ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس وتزايد أسعار النفط الخام، في ظل تواصل ارتفاع أسعار زيت الصويا نتيجة المخاوف إزاء انحسار الإمدادات المتاحة للتصدير في أمريكا الجنوبية.
وسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر ارتفاعا 6.7 في المائة عن مستواه في شباط (فبراير)، الأمر الذي عكس مسار التراجع المسجل في الأشهر الأخيرة، فبلغ مستويات تخطت بـ20 في المائة تقريبا تلك المسجلة في آذار (مارس) 2021. وكانت الأسعار الدولية المرتفعة للنفط الخام عاملا مؤثرا إلى جانب ارتفاع قيمة الريال البرازيلي، فيما حدت توقعات الإنتاج المواتية في الهند من حدوث زيادات شهرية أكبر.
وسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم ارتفاعا 4.8 في المائة في آذار (مارس) وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. أما الأسعار الدولية للحوم الدواجن، فقد راوحت مكانها، مدعومة بتراجع الإمدادات من الدول المصدرة الرئيسة عقب تفشي إنفلونزا الطيور.