وزير المالية الألماني: سنخسر الرخاء الاقتصادي .. الحرب ستجعل الجميع أفقر
بوابة الاقتصاد
قال كريستيان ليندنر، وزير المالية الألماني بأنه يتوقع خسارة الرخاء بالنسبة للجميع في ألمانيا نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية.
وأوضح المسؤول، الذي يرأس الحزب الديمقراطي الحر الشريك بالائتلاف الحاكم الحالي في تصريحات صحافية أمس، “الحرب في أوكرانيا ستجعلنا جميعا أفقر، نظرا لأنه سيتعين علينا مثلا دفع مزيد مقابل الطاقة المستوردة”.
وتابع “حتى الدولة لن يمكنها الحد من هذه الخسارة في حجم الرخاء، ولكن الحكومة الاتحادية ستخفف من حدة الصدمات الأكبر، لهذا السبب سيتم دعم المحتاجين وتأمين وجود الشركات المهددة، نظرا لأن الوسائل المالية محدودة، فلا يمكن أن تسري هذه الإجراءات سوى لفترة مؤقتة”.
وقال ليندنر أيضا على خلفية بلوغ معدل التضخم في ألمانيا 7.3 في المائة، في آذار (مارس) الماضي: “لدي مخاوف جدية على التطور الاقتصادي النمو يتراجع، والأسعار تزداد”.
وأضاف أن الحكومة الاتحادية تقوم بكل شيء من أجل تجنب خطر ما يسمى بالركود التضخمي، على المدى الطويل سيتعين علينا وضع أسس جديدة لأجل الرخاء، يجب أن تجدد ألمانيا نموذج النمو الخاص بها لاقتصاد السوق الاجتماعي والبيئي”.
وعلى الرغم من الأزمات، يعتزم ليندنر الالتزام بكبح الديون، كما هو مقرر في العام المقبل. وردا على سؤال عن ذلك، قال وزير المالية الألماني: “نعم، إذا لم يكن هناك كارثة جديدة، سيتعين علينا الالتزام بكبح الديون، هذا ما ينص عليه القانون الأساسي.
من جانبه، حذر جيم أوزديمير، وزير الزراعة الألماني، المجر من الحمائية كردة فعل على الحرب في أوكرانيا، وذلك في ظل النقاش القائم حول وجود تهديد بنقص الغذاء.
وقال أوزديمير في تصريحات أمس، “أوصي جميع الدول باتخاذ إجراء حكيم في هذا الشأن. أقول ذلك موجها خطابي أيضا لعضو الاتحاد الأوروبي، المجر، من يغلق أسواقه، يتصرف كمسرع للحريق، إذا قام الجميع بذلك، سنصطدم بالحائط، ثم ترتفع الأسعار بقوة في وقت قصير”.
وفي الوقت ذاته، أكد أوزديمير تعزيز الدعم لبرنامج الغذاء العالمي، وقال: “إننا ثاني أكبر مانح بعد الولايات المتحدة الأمريكية – وسنفعل أكثر مما قمنا به في الماضي، 50 في المائة، من الحبوب لبرنامج الغذاء العالمي كانت تأتي من أوكرانيا”.
وقال: “سيتعين على برنامج الغذاء العالمي حاليا شراء القمح من أسواق أخرى على الرغم من ارتفاع الأسعار”. يذكر أن أوزديمير صرح الجمعة بأن ألمانيا تعتزم توفير ما يصل إلى 200 مليون يورو إضافية لأجل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وفي سياق الشأن الألماني، حذر اتحاد المدن الألمانية من الإخفاق في فرض إلزام عام بالتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد. وقال هلموت ديدي مدير الاتحاد في تصريحات أمس “سنخاطر مجددا في الخريف بمواجهة كثير من الإصابات الخطيرة، حال عدم فرض الإلزام بتلقي التطعيم”.
وأكد ديدي أن فرض الإلزام بتلقي التطعيم للأشخاص بدءا من عمر 18 عاما مناسب بشكل أفضل من فرض الإلزام بدءا من عمر 50 عاما، وذلك من أجل زيادة معدل التطعيم بشكل واضح في ألمانيا. وناشد رئيس اتحاد المدن المواطنين في ألمانيا تلقي اللقاح ضد الفيروس، وقال: “فلتحموا أنفسكم وتحموا غيركم كي لا تصير عواقب موجة كورونا القادمة وخيمة للغاية”.
يشار إلى أن البرلمان الألماني “بوندستاج” سيصوت الخميس المقبل، بشأن فرض إلزام عام بتلقي تطعيم ضد كورونا.
وكان وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ وصف في تصريحات لإذاعة ألمانيا أخيرا كلا الطلبين المقدمين للبرلمان بهذا الشأن بأنهما جيدان، وأشار إلى أنه لا يزال هناك مفاوضات مستمرة. يشار إلى أن أحد الطلبين يدعو لفرض التطعيم على الأشخاص بدءا من عمر 18 عاما والآخر بدءا من عمر 50 عاما.
وسجل القطاع الاقتصادي في ألمانيا تزايدا في الصعوبات، التي تواجهها الشركات الناشئة خلال البحث عن العمال المتخصصين، سواء كان هؤلاء متخصصون في تكنولوجيا المعلومات أو خبراء تسويق.
وأوضحت نتائج استطلاع أجرته الرابطة الاتحادية للشركات الألمانية الناشئة أن أكثر من نصف هذه الشركات يعد النقص في الأشخاص المؤهلين مشكلة كبيرة، أو كبيرة جدا، تهدد مستقبلها، ووصلت هذه النسبة إلى 85 في المائة، بين الشركات التي لا يقل عدد العاملين فيها عن 25 شخصا.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي شمل نحو 300 شركة ناشئة ونشرت نتائجه أخيرا، قالت أغلبية واضحة من هذه الشركات “68 في المائة” إن مشكلة نقص الكوادر الفنية تزايدت في الـ12 شهرا الماضية.
وأوضحت الشركات أن النقص في الأشخاص المدربين بشكل جيد، مثل المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والتسويق والبيع والمحاسبة، يمثل المعوق الأكبر لأنشطتها حتى بشكل أكبر من مشكلات نقص التمويل.
ووفقا لـ”الألمانية”، أظهرت النتائج أن نحو 90 في المائة، من الشركات لديها وظائف شاغرة وصل عددها عند الشركات المشاركة في الاستطلاع فقط إلى أكثر من 1900 وظيفة.