كرستيان جانيكر يكتب: هل تتقلص قيمة أموالك بسبب التضخم؟
بوابة الاقتصاد
يُعدّ التضخم مسألة مقلقة، فهو يؤدي إلى نقص قيمة أموالك واستثماراتك النقدية، لكونها لا تحقق العوائد على العملات الرئيسية. وبالتالي، تنقص بالتأكيد قيمتها الحقيقية بصورة متزايدة نتيجة للتضخم. فكيف يمكنك حماية ثروتك من تأثيرات التضخم القوية؟
ما هو المنهج العملي والمسؤول لمواجهة مسألة التضخم؟ قد يفكر المستثمرون الذين يملكون فائضاً نقدياً في إنشاء حلول استثمارية والمساهمة بتحقيق أداء إيجابي، واضعين في الاعتبار طموحاتهم نحو الاستثمار ورغباتهم الشخصية في المخاطرة.
وفي كل عام، ينفق الناس حول العالم أوقاتهم وأموالهم غالباً في إعداد تقاريرهم الضريبية وتقديمها. ومع ذلك، فهناك «ضريبة» أخرى يدفعونها، ويشار إليها أحياناً باسم «ضريبة التضخم». حيث قال الاقتصادي ميلتون فريدمان ذات مرة: «التضخم هو ضريبة بدون تشريع».
وفي الحقيقة، يساهم التضخم مع مرور الوقت في تقليل كمية السلع والخدمات التي يمكن للمرء شراؤها بمبلغ معين من المال. وبمرور الزمن، قد يصل تأثير التضخم إلى مستويات كبيرة. وعلى سبيل المثال، أصبحت السلع والخدمات التي كانت تكلف دولاراً واحداً في عام 1975 تكلف اليوم حوالي خمسة دولارات. وفي حالة اليورو الافتراضي، تنخفض قيمة العملة بصورة أكثر شدة، أما الفرنك السويسري فقد قيمته أيضاً، ولكن بدرجة أقل.
يشغل التضخم الآن أذهان العديد من المستثمرين، وهناك من يحذر من خروج التضخم عن السيطرة، ويعتقد خبراؤنا الاقتصاديون أن مستويات التضخم ستنخفض مرة أخرى بعد الارتفاع في أعقاب الجائحة. ومع ذلك، فإننا نتوقع أن يصل معدل التضخم هذا العام إلى 3.6٪ في الولايات المتحدة و2.7٪ في منطقة اليورو.
وتظهر تلك الأرقام التكلفة الحقيقية للاحتفاظ بالنقد الذي لا يحقق أي عوائد حالياً على العملات الرئيسية، حيث تحافظ البنوك المركزية على أسعار الفائدة في أدنى مستوياتها.
وبرغم ذلك، فإن هذا التحليل يعتمد على أرقام التضخم الرسمية المعلنة. ولدى كل شخص في الحقيقة معدل تضخم شخصي خاص به، بحسب المكان الذي يعيش فيه، ونوع المنتجات والخدمات التي يشتريها، وحتى اهتماماته الخاصة.
وعلى سبيل المثال، ارتفع التضخم في الولايات المتحدة بمعدل 3% سنوياً في المتوسط منذ عام 1982، بناء على التقييم الرسمي لأسعار المستهلكين. ولكن بالنسبة للأثرياء، بلغ معدل التضخم ما يقارب 5% في الولايات المتحدة.
ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند الاحتفاظ بالنقد الزائد؟
الغاية: هل تحتفظ بالنقد الزائد لديك من أجل (احتياجات السيولة قصيرة الأجل) أو الاحتياط (مخاطر محتملة منخفضة) أو المضاربة (انتظار لحظة أفضل)؟ أم أنك ببساطة لا تملك الوقت الكافي لإلقاء نظرة فاحصة على الاستثمارات الجديدة؟
تمويل لحالات الطوارئ: إذا كنت تحتفظ بالنقد الزائد لحالات الطوارئ التي قد تظهر غداً، أو في غضون بضع سنوات فقط، لماذا لا تفكر في بدائل تحقق لك سيولة نقدية عالية؟
الدخل، هل تلبي التدفقات النقدية لمحفظتك (توزيعات الأرباح والقسائم) متطلباتك الآن وفي المستقبل؟
الجيل القادم بعدك: هل يتم استثمار حسابك بصورة تتيح للجيل القادم حصاد فوائد الارتفاع في الأسواق على المدى البعيد؟
ما هو الوقت المناسب لبدء الاستثمار؟
عند التأمل في هذا الوضع الصعب، قد يتساءل المستثمرون الذين يملكون كميات كبيرة من النقد عما إذا كان الوقت الآن مناسباً حقاً للاستثمار، حيث يتم التداول الآن في العديد من الأسواق بأعلى مستوياتها على الإطلاق.
ومع ذلك، يؤكد فريق أبحاث التحليلات الفنية لدينا على أن الارتفاعات الجديدة في الأسواق عادة ما يتبعها مزيد من الصعود. وبالتالي، فإن القول المأثور «ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع»، لا ينطبق بالضرورة على طريقة عمل الأسواق المالية والاستثمار.
- رئيس قسم الأبحاث في جوليوس باير
نقلا عن الخليج