آخر الاخباراتصالات و تكنولوجيا

صدمة لسلسلة التوريد العالمية للتكنولوجيا بسبب الإغلاقات الصينية

بوابة الاقتصاد

أدت محاولة الصين الأخيرة للحد من تفشي كوفيد – 19 من خلال فرض عمليات إغلاق في كثير من المدن إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية، الذي من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض النمو والربحية عبر صناعة التكنولوجيا.
فقد قالت شركة فوكسكون الموردة لشركة أبل الأربعاء، إن إيراداتها قد تنكمش بنسبة تصل إلى 3 في المائة هذا العام وقد تواجه صعوبة في زيادة هامش ربح التشغيل مع ارتفاع تكاليف المكونات واستمرار الجائحة.
كما أخبر ليو يونج واي، الرئيس التنفيذي لشركة فوكسكون، المستثمرين في مكالمة الأرباح، “إن 2022 مليء بالتحديات”. مضيفا أن استمرار انتشار فيروس كورونا يفرض “حالة عدم يقين كبيرة للغاية”.
جاء التحذير بعد أمر من الحكومة المحلية في مدينة شنجن التي تعد مركزا لصناعة التكنولوجيا الإثنين لوقف الإنتاج في جميع المصانع باستثناء المصانع الأساسية لمدة أسبوع. بعد إعلان القيود الجديدة، قالت أكثر من 70 شركة تايوانية تعمل في المدينة وعشرات المصانع الصينية المحلية إنها علقت عمليات الإنتاج.
قال أولاف شاتمان، خبير سلاسل التوريد في شركة باين للاستشارات، إن “الصين تحفر لنفسها حفرة عميقة عبر استراتيجية صفر كوفيد. نظرا إلى أن هذه القيود تضر بالموردين والعمليات اللوجستية، فإن الشركات تتحرك إلى ما هو أبعد من احتواء الأزمة الحالية وتتجه نحو تنويع مواقع الإنتاج، ما يقلل من شأن الصين كمركز لسلاسل التوريد في العالم”.
قال المحللون إن التأثير في شركة أبل ظل محدودا لأن موقع إنتاج أجهزة آيفون الرئيس في شركة فوكسكون، أكبر موردة لها، كان في مدينة تشنجتشو، مدينة صينية مركزية لم تتأثر بكوفيد في هذا الوقت. قالت شركة إيفركور آي إس آي في مذكرة بحثية، “نعتقد أن هذه مشكلة يمكن السيطرة عليها خاصة إذا كانت محدودة بأسبوع واحد، قد تتمثل التحديات في مزيد من مشكلات سلاسل التوريد للنظام البيئي للتكنولوجيا ومزيد من الضغط على التوريد/ الخدمات اللوجستية بشكل عام”.
في حين قالت كثير من الشركات في تصريحات، إنها لا تتوقع أن يكون لإغلاق المصانع هذا الأسبوع تأثير مالي كبير، أشارت الاتصالات الداخلية إلى أن القيود بدأت بالفعل بتعطيل سلاسل التوريد في جنوب الصين.
وصف تقرير داخلي من شركة تكنولوجيا في شنجن حصلت عليه “فاينانشال تايمز” الوضع المحلي للسيطرة على الأوبئة بأنه “خطر للغاية” وذكر التقرير أنه كان له آثار متتابعة في الشحنات. كنتيجة لضوابط حركة المرور والقيود المفروضة على وصول الأفراد إلى مناطق شنجن، “لا يمكن للمصانع الشحن، كما تم إغلاق معظم مستودعات وكلاء الشحن في الغالب”.
ذكر التقرير أن النقل بين هونج كونج والصين في “حالة شبه انهيار” وأن موانئ يانتيان وشيكو قد أعيقت بسبب الوصول المحدود للحاويات. قالت مجموعة صناعية إن نحو ستة آلاف من سائقي الشاحنات العابرين للحدود من هونج كونج من أصل ثمانية آلاف لم يتمكنوا من العمل نتيجة للمتطلبات الصحية الجديدة التي تم وضعها بعد عملية الإغلاق في شنجن.
يشار إلى أن نحو 25 في المائة من الشحن البحري من الصين إلى الولايات المتحدة ونصف صادرات شنجن تمر عبر ميناء يانتيان، وفقا لشركة استشارات النقل فريتوس.
قال مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن إعلان شركة الشحن الرائدة في هونج كونج، شونفينج، تعليق خدمات الطرود الأسبوع الماضي، وتعطيل الموانئ القريبة الأخرى، سيؤدي إلى تأخيرات في الشحن بين ثلاثة إلى خمسة أيام.
يمكن لهذا أن يؤدي إلى تفاقم ضغوط السعة وزيادة تكلفة الشحن البحري الذي تسببت فيه الحرب الروسية الأوكرانية. قالت شركة فريتوس، “من المحتمل أن يتسبب التوقف المؤقت في التصنيع في زيادة الطلب على الشحن بمجرد إعادة فتح المصانع”.
قالت شركة فوكسكون الأربعاء إنها استأنفت بعض العمليات في مصانعها في شنجن تحت إدارة في “حلقة مغلقة” التي “لا يمكن إجراؤها إلا في أماكن تشمل كلا من إسكان الموظفين ومنشآت الإنتاج”.
بدوره، قال صاحب مصنع يدعى لو في مدينة دونجوان المجاورة، الذي تورد شركته أغلفة هواتف ذكية لشركة هواوي، إن الإنتاج مستمر.
حذر محللون من أن الشركات مثل هواوي ومورديها أو شركة فوكسكون، أكبر شركة لتصنيع الإلكترونيات التعاقدية في العالم، تعد استثناءات بسبب حجمها وشبكة مصانعها الواسعة.
قال شاتمان، “ما لم تكن الشركة بحجم شركة فوكسكون، التي يمكنها إيواء عمالها وتوفير مجمع وتجيد تقسيم موظفيها ووضع أفضل فريقي عمل في مكانيهما الصحيحين، فإن المصانع لا تزال مجبرة على إيقاف الإنتاج، وهذا يعني عمليا أن الحكومة ستغلق المدينة بأكملها”.
قال فيليكس لي، محلل التكنولوجيا في شركة مورنينج ستار في هونج كونج، إن انتقال كثير من مصانع التكنولوجيا من شنجن إلى عدة مراكز أخرى في الصين وأماكن أخرى يعني أن إغلاق المصانع على نطاق واسع في المدينة كان أقل كارثية مما كان عليه قبل بضعة أعوام.
مع ذلك، حذر لي من التأثير الكبير. قال، “قد يصل إغلاق المصنع لمدة أسبوع إلى 2 في المائة فقط من الطاقة السنوية التي تستطيع معظم الشركات المصنعة أن تعوضها، لكن إذا أضفت الآثار المتتالية الناجمة عن تراكم عمليات النقل، فمن المرجح أن نتطلع إلى 5 في المائة من الإيرادات السنوية”.
لوكس شير، شركة تصنيع إلكترونيات صينية تعاقدية بحصة متنامية بسرعة من طلبات شركة أبل، تصنع بعض الكابلات والموصلات في مصانعها في شنجن. قال لي، “لقد تم تعطيل أعمالها لأنها لم تتمكن من الشحن إلى شركة فوكسكون. يمكن للأمر أن يكون جسيما للغاية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى