سلام : جلسة هامة لبناء الحضارة الإيكولوجية وتعزيز الجهود وحماية البلاد من تغير المناخ والحفاظ على البيئة والإدارة داخل الصين
ستعقده الصين هذا الشهر
كتب: فتحى السايح ( بوابة الاقتصاد )
قال أحمد سلام المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين وخبير في الشؤون الصينية.
سيعقد في الصين هذا الشهر، يوليو 2024، الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي تركز على مواصلة تعزيز الإصلاح والانفتاح. وفي هذا السياق، تبرز جهود الصين المستمرة في تعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية وتعزيز حماية البيئة والإدارة الإيكولوجية. ولا شك أن هذه الجهود تعد جزءا أساسيا من التزام جمهورية الصين الشعبية بتحسين البيئة العالمية وتوفير منتجات إيكولوجية عالية الجودة لكافة دول العالم. ومن خلال هذه الجلسة، تستعد الصين لمناقشة واستعراض إستراتيجيات جديدة لمواصلة التقدم في هذا المجال المهم.
واضاف تأتى هذه الجلسة للاهتمام مبكر بظاهرة الاحتباس الحراري
ولقد انتبهت الصين مبكرا لمشكلة التنوع البيولوجي وبناء الحضارة الإيكولوجية، وعملت على تحقيق انتصار في هذا المجال، ووضح ذلك جليا في الخطوات التي اتخذتها الحكومة الصينية، خاصة وأن تغير المناخ يشكل تحديا واقعيا لبقاء البشرية وتنميتها في العصر الحديث، مما يستدعي تضافر الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ وحماية كوكب الأرض في إطار المصير المشترك، خاصة وأن هذا الأمر يخص مستقبل ومصير البشرية جمعاء.
ومنذ فترة طويلة، تبذل الصين جهودا مضنية في مجال حماية التنوع البيولوجي، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما أيضا على المستوى الدولي. ويمكن التعرف على بعض الإجراءات الإبداعية الحاسمة والحازمة التي تشكل نمطا جديدا للمحافظة على التنوع البيولوجي من خلال الاطلاع على الباب الثالث عشر بالمجلد الثالث لكتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة))، والمعنون “تعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة”.
واوضح المستشار الاعلامى تُعد الصين من أوائل الدول في العالم التي قامت بمراقبة الخلفيات المتعلقة بغازات الاحتباس الحراري. حيث إنه في عام 1982، تم وضع أول محطة إقليمية لمراقبة خلفيات الغلاف الجوي في الصين في شانغديانتسي ببكين. وفي عام 1994، تم إنشاء محطة واليقوان وهي المحطة الجوية العالمية الوحيدة في المناطق النائية من أوراسيا على هضبة تشينغهاي- شيتسانغ على ارتفاع 3816 مترا، والتي تقوم بمراقبة خلفيات الغلاف الجوي، وهي واحدة من بين 31 محطة عالمية لمراقبة خلفيات الغلاف الجوي التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وتم منحها رسميا رقم المحطة”WLG236N10″ وتحظى بيانات المراقبة الخاصة بها بشهرة كبيرة في العالم، مما جعل مراقبة غازات الاحتباس الحراري في الصين تحتل مراكز متقدمة في العالم. ومنذ بداية عام ٢٠٢١، أنشأت إدارة الأرصاد الجوية الصينية مركزا وطنيا لرصد وتقييم غازات الاحتباس الحراري وتحييد الكربون يتألف من ستين محطة للرصد العالي الدقة، وتغطي مناطق مناخية حساسة رئيسية في البلاد. وأسست مراكز فرعية في مقاطعات متعددة لإنشاء نظام تقييم الفعالية لإجراءات الحياد الكربوني في الصين، والتي يمكن أن تميز بدقة المقاييس المختلفة مثل التدفق الطبيعي للكربون العالمي والإقليمي والحضري، وتتضمن عناصر مراقبتها سبعة أنواع من غازات الاحتباس الحراري محددة في بروتوكول كيوتو، بما فى ذلك ثانى أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز.
وأشار سلام إلى أننا نلاحظ التزام الصين بالحضارة الإيكولوجية
لطالما أكدت القيادة الصينية على أهمية بناء الحضارة الإيكولوجية، كجزء أساسي من التنمية المستدامة منذ فترة طويلة. وقد شرح الرئيس شي جين بينغ فلسفته التي تؤكد على أهمية تعزيز التعاون الدولي من أجل عالم صديق للبيئة في العديد من المناسبات، ونشير هنا إلى التقرير المقدم للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من أكتوبر 2022 والذى ذكر فيه الرئيس شي: “تمسكنا بفكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، وواظبنا على الحماية المتكاملة والمعالجة المنهجية للجبال والأنهار والبحيرات والغابات والحقول والمروج والصحارى، وعززنا حماية البيئة الإيكولوجية في كافة الجهات والمناطق والحلقات، فتكاملت مجموعة نظم البناء الحضاري الإيكولوجي بصورة أفضل، وتعمقت المعركة الحاسمة لمكافحة التلوث ومسبباته، وتقدمت التنمية الخضراء والدائرية والمنخفضة الكربون بخطوات راسخة، فشهدت حماية البيئة الإيكولوجية تحولا تاريخيا وانعطافيا أثر في الوضع الكلي، وأصبحت سماء وطننا أكثر زرقة وجباله أكثر خضرة ومياهه أكثر صفاء.”
واوضح سلام أن التقرير يؤكد على ضرورة بذل المزيد من الجهد، فقد جاء فيه: “لا تزال مهمة حماية البيئة الإيكولوجية شاقة؛ وبعض أعضاء الحزب والكوادر تنقصهم روح تحمل المسؤولية، وكفاءتهم النضالية ليست قوية، واستعدادهم للعمل الفعلى غير كاف، ولا تزال ظواهر الشكلية والبيروقراطية بارزة؛ ولا تزال مهمة جرف التربة المغذية للفساد شاقة وغيرها. ولمواجهة هذه المشكلات، فقد اتخذنا سلسلة من الإجراءات لحلها، ويجب في المستقبل تكثيف الجهود في هذا الصدد.” وجاء في البند العاشر من التقرير، والذي جاء بعنوان “دفع التنمية الخضراء وحفز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة”، أن الطبيعة تشكل بيئة أساسية يعتمد عليها الإنسان في البقاء والتنمية. ويمثل احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها مطلبا أصيلا لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ومن اللازم أن نرسخ ونطبق بثبات فكرة “أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي”، ونخطط التنمية انطلاقا من تحقيق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. ومن الضروري أن ندفع بناء الصين الجميلة، ونتمسك بالحماية المتكاملة والحوكمة المنهجية للجبال والأنهار والبحيرات والغابات والحقول والمروج والصحاري، ونجري تخطيطا شاملا لتعديل الهيكل الصناعي ومعالجة التلوث وحماية البيئة الإيكولوجية ومواجهة تغير المناخ، وننسق الجهود لخفض انبعاثات الكربون والحد من التلوث وتوسيع نطاق التنمية الخضراء واستدامة النمو الاقتصادي، وندفع التنمية القائمة على إعطاء الأسبقية لحماية البيئة والاستغلال الاقتصادي والمكثف للموارد والأساليب الإنتاجية الخضراء والمنخفضة الكربون. وفي الوقت نفسه أكد التقرير على عدة نقاط وهي: أولا، تعجيل التحول الأخضر لنمط التنمية؛ ثانيا، تعميق دفع مكافحة التلوث البيئي ومسبباته؛ ثالثا، رفع مستوى تنوع النظم الإيكولوجية واستقرارها واستدامتها؛ رابعا، اتخاذ خطوات نشيطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني.
كل ما سبق يؤكد حرص الصين والقيادة الصينية والحزب الشيوعي الصيني على أهمية حماية البئية الإيكولوجية وضرورة التمسك بالمحافظة عليها.
واستطرد المستشار الاعلامى احمد سلام باننا نجد تعاون الجنوب- الجنوب في مجال التنوع البيولوجي
قامت الصين بمساعدة الدول النامية في المحافظة على التنوع البيولوجي من خلال قنوات متعددة الأطراف، من بينها مبادرة “الحزام والطريق” وتعاون الجنوب- الجنوب. فقد أسست الصين التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة “الحزام والطريق”، وأطلقت منصة خدمات البيانات الضخمة لـ”الحزام والطريق” بشأن الحماية الإيكولوجية والبيئية. بالإضافة إلى تعهدها في عام 2020 بأنها ستسعى جاهدة للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030، والوصول إلى تحييد الكربون قبل عام 2060. كما أعلنت تقديم المزيد من الدعم لدول نامية أخرى لتطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، وتعهدت بعدم بناء المزيد من مشروعات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج.
وقال سلام قد أولت الصين اهتماما كبيرا بضرورة استمرار التنمية الخضراء في بناء “الحزام والطريق”، وهو ما يتوافق بشكل واضح مع مبادرة “الحزام والطريق”، وأثبت أن هذه المبادرة ليست طريقا للازدهار الاقتصادي فحسب، وإنما أيضا في الوقت نفسه طريق للتنمية الخضراء. وقد أوضح الكتاب الأبيض الذي أصدره مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني في أكتوبر ٢٠٢١، أن الصين تعاونت مع شركاء دوليين من أكثر من أربعين دولة، مما ساهم في تأسيس تحالف التنمية الخضراء الدولي لمبادرة “الحزام والطريق”، حيث يعمل هذا التحالف للمحافظة على التنوع البيولوجي، وحوكمة التغير المناخي العالمي، والتحول الأخضر. وكانت الصين قد أنشأت آليات تعاون متعددة الأطراف للتنمية الخضراء في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، واعتمدت سلسلة من الإجراءات الخضراء التي تتعلق بالبنية التحتية والطاقة والتمويل لدعم البلدان المشاركة، من خلال تقديم التمويل والتكنولوجيا والمساعدة في بناء القدرات.
كما قامت الصين بإنشاء صندوق التعاون المناخي بين بلدان الجنوب فى عام 2015، وتعهدت بتقديم نحو عشرين مليار يوان “الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا” لتعزيز التعاون الدولي فى مجال المناخ من خلال مبادرة “10-100-1000″، التي تهدف إلى دعم البلدان النامية للتصدي لتغير المناخ من خلال تطوير 10 مجمعات صناعية تجريبية منخفضة الكربون، و100 مشروع للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وتنفيذ 1000 نشاط لبناء القدرات المتعلقة بالمناخ.
التعاون الصيني- العربي في مجال البيئة الإيكولوجية
تعتبر الدول العربية شركاء إستراتيجيين للصين في مجال التعاون الإيكولوجي. من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، قامت الصين بتعزيز شراكاتها مع الدول العربية في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة النظيفة والمحافظة على البيئة. وتقدم الصين دعما تقنيا وماليا كبيرا للمشروعات الإيكولوجية في الدول العربية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة في هذه الدول. وقد أشار الفصل السادس من البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني- العربي بين عامي 2024- 2026، إلى 15 بندا للتعاون بين الصين والدول العربية في مجال الموارد الطبيعية والبيئة، ومن أبرزها: 1- تعزيز الموائمة بين مبادرات طريق الحرير الأخضر و”الشرق الأوسط الأخضر” وغيرها. ومواصلة إجراء التواصل والتعاون في مجالات السياسات الإيكولوجية والوقاية من تلوث البيئة ومعالجته وتدريب الأفراد وبناء القدرات وغيرها. وتعزيز التعاون بين الجانبين في إطار “الاقتصاد الأخضر بما في ذلك قضايا البيئة والزراعة والطاقة”؛ 2- الترحيب بالجهات الحكومية ومؤسسات الأبحاث العلمية والشركات المختصة بحماية البيئة للدول العربية للانضمام إلى رابطة “الحزام والطريق” الدولية للتنمية الخضراء؛ 3- التأكيد على أن تعددية الأطراف التي تتمحور حول الأمم المتحدة، هي سبيل مهم لمواجهة تغير المناخ وغيره من التحديات العالمية؛ 4- تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مجال المحافظة على البيئة الإيكولوجية وقضايا تغير المناخ، وعلى العمل المشترك للمحافظة على التوازن في تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؛ 5- التأكيد على الدور الإيجابي والأهمية البالغة للتعاون بين بلدان الجنوب في مواجهة تغير المناخ، والدفع بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون؛ 7- الحرص على العمل المشترك على الدفع بتنفيذ إطار كونمينغ- مونتريال على نحو كامل وفعال، والترحيب بالجانب العربي للانضمام إلى مبادرة تنفيذ إطار كونمينغ- مونتريال، وتعديل وتنفيذ إستراتيجياته الوطنية وخطط عمله للتنوع البيولوجي وفقا لإطار كونمينغ- مونتريال؛ 8- الدعم المشترك لتأهيل المركز الصيني- العربي للأبحاث الدولية للحد من الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي؛ 9- التعاون في تعزيز القدرات على رصد العواصف الرملية والتنبؤ بها والإنذار المبكر منها، وإجراء التعاون في مجالات تطبيقات بيانات الأقمار الاصطناعية والتنبؤ العددي بالطقس والإنذار المبكر الأولي وغيرها؛ 10- التفكير الإيجابي في التعاون لإنشاء “مركز الصين- الدول العربية للتعاون في العلوم الجيولوجية”؛ 11- بحث سبل التعاون بين الجانبين الصيني والعربي في إنهاء التلوث البلاستيكي وتتبع التحديات البيئية، وقضايا تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث ودعم التنمية المستدامة، وبحث تنظيم ورش عمل فنية للمتخصصين، وإقامة برامج تبادل الخبرات بين الجانبين في مجال البيئة بكافة جوانبه؛ بما في ذلك البرامج المشتركة للتعاون الثلاثي الأطراف خاصة مع الدول الأفريقية.
الإنجازات الصينية في مجال حماية البيئة الإيكولوجية
حققت الصين العديد من الإنجازات في مجال حماية البيئة الإيكولوجية، بما في ذلك زيادة نسبة الغابات وتحسين جودة الهواء في المدن الكبرى. والحقيقة أنني كزائر دائم للعاصمة بكين وللعديد من المدن الصينية في الشمال والجنوب، فإن ما تشهده الصين من طفرة غير عادية في مجالات البيئة الإيكولوجية وحمايتها وزيادة نسبة الغابات والزراعات والاهتمام غير العادي بعمليات التشجير وغلبة اللون الأخضر والزهور بكافة ألوانها في كافة أنحاء الصين، ما هو إلا تطبيق لرؤية الرئيس شى جين بينغ، والتي أعلنها خلال حديثه عن تنمية الحزام الاقتصادي لنهر “اليانغتسي”، والتي مثلت شرارة الانطلاق للاهتمام بحماية البيئة ومتابعة التنمية الخضراء، وتعزيز الحماية الإيكولوجية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بطريقة متكاملة.
واضاف سلام لقد وضعت الحكومة الصينية إستراتيجيات متكاملة ومتناسقة فى كافة المدن، إضافة إلى ما سبق ذكره من تحسين سن التشريعات لتحسين استغلال الأراضى فى المناطق الحضرية وابتكار آلية علمية لتقييم هذا الأداء، كما عملت أيضا على تحديث التخطيط الحضرى ومفهوم التنمية الحضرية بشكل عام. ولعل ما يؤكد كم الإنجازات الهائل في مجالات المحافظة على البيئة الإيكولوجية، أن النظام القانوني للحماية الإيكولوجية في البلاد قد ساهم بواحد وثلاثين قانونا معنيا وأكثر من مائة لائحة إدارية وأكثر من ألف لائحة محلية سارية. ولا شك أن هذه القوانين واللوائح تعطي قوة قانونية لردع تلوث الهواء والماء والتربة، وحماية الغابات والأراضي العشبية والأراضي الرطبة والحيوانات البرية والتنوع البيولوجي، وكذلك البيئة على طول نهر اليانغتسي. وقد اتخذت الحكومة الصينية خطوات جادة لحماية البيئة وتقليل التلوث من خلال تنفيذ سياسات قوية، وذلك بالعمل الجاد في تحسين التشريعات البيئية. وقد أسفرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة تمثلت في تحسين جودة الهواء والمياه وتقليل التلوث الصناعي في العديد من المدن الصينية.
ووفقا للبيان الصادر عن وزارة الإيكولوجيا والبيئة الصينية، فقد سجلت الصين أداء متميزا في الحماية الإيكولوجية في عام 2023، مع التحسن المستمر في جودة الهواء والمياه. وذكر البيان أن متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة “PM2.5″، في 339 مدينة صينية بلغ 30 ميكروغراما لكل متر مكعب في عام 2023، بانخفاض نحو 3 ميكروغرامات لكل متر مكعب عن الهدف السنوي. وقد شهد هذا الرقم انخفاضا بنسبة 6ر28% منذ عام 2016، ما يعكس التحسن المستمر في جودة الهواء. وقد أشار المسؤولون الصينيون إلى أن الصين استعادت قرابة 7ر6 ملايين هكتار من النظم الإيكولوجية، التي تشمل الجبال والأنهار والغابات والأراضي الزراعية والبحيرات والمراعي والصحاري. والحقيقة أن كل ذلك يساهم بشكل جدي في التحول الأخضر الشامل وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحديث الصين، مع التأكيد على ضرورة التعايش المتناغم بين الطبيعة والإنسان.
وتسال سلام هل هناك تحديات؟
لقد حققت الصين إنجازات هائلة في مجال بناء الحضارة البيئية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كثيرة تحتاج إلى التعامل معها، مثل التلوث الصناعي وتغير المناخ، إذ تتطلب هذه التحديات استمرار الجهود والتعاون الدولي لمواجهتها بفعالية، ومن منطلق المستقبل المشترك وأن الجميع في مركب واحد. فقد شهدت الكرة الأرضية مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة الصعوبة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر والأعاصير وحرائق الغابات، وهي ظواهر تتأثر الصين ببعضها، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1ر1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
في الختام، فإن الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، ستؤكد على التزام الصين المستمر ببناء الحضارة الإيكولوجية وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. ومن خلال هذه الجهود، تسعى الصين ليس فقط لتحسين بيئتها الداخلية، وإنما أيضا للمساهمة في تحسين البيئة الإيكولوجية العالمية وتعزيز التنمية المستدامة. وتعتبر هذه المبادرات فرصا ذهبية للدول العربية ولكافة دول العالم للتعاون مع الصين وتحقيق مكاسب متبادلة تعود بالنفع على الجميع.
سلام : جلسة هامة لبناء الحضارة الإيكولوجية وتعزيز الجهود وحماية البلاد من تغير المناخ والحفاظ على البيئة والإدارة داخل الصين