الأوكتاغون.. مقر وزارة الدفاع المصرية الجديد في العاصمة الإدارية يحاكي البنتاغون الأمريكي
في الوقت الذي تستعد مؤسسات الدولة المصرية للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، العام الحالي، تتأهب وزارة الدفاع المصرية للانتقال هي الأخرى لنقل منشآتها إلى العاصمة الجديدة، في مجمع مباني جديد أُطلق عليه “الأوكتاغون”.
كلمة “أوكتاغون” تعني ثماني الأضلاع، بينما معنى اسم “بنتاغون”، الذي هو مقر وزارة الدفاع الأميركية، خماسي الأضلاع. وهذه التسمية مشتقة من اللغة اليونانية القديمة، حيث إن الرقم ثمانية معناه “أوكتا”، بينما “بنتا” تعني الرقم خمسة.
وبحسب الصور المتداولة، يتكون مقر وزارة الدفاع المصرية الجديد “الأوكتاغون” من ثمانية مبانٍ خارجية “متداخلة” مثمنة الشكل، مع مبنيين آخرين في مركزه. وقد تم تصميم هذا المجمع ليتيح إمكانية إضافة مبنيين آخرين داخل المحور المركزي مستقبلاً. وحسب خبراء عسكريين، فإن عدد هذه المباني مساوٍ لعدد عناصر وإدارات الجيش المصري.
إن انتقال وزارة الدفاع المصرية إلى هذا المقر الجديد في العاصمة الإدارية الجديدة يعكس الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية العسكرية في مصر، والتي تتماشى مع الخطط الشاملة للدولة في نقل المؤسسات الحكومية إلى المدينة الحديثة.
من جانبه يوضح اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية الأسبق بالجيش المصري، فلسفة بناء “الأوكتاغون” مستشهدًا بمبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إذ يقول إن البنتاغون هو النموذج الذي أُستلهم منه مبنى وزارة الدفاع الجديدة في العاصمة الإدارية”.
ويضيف فرج لموقع سكاي نيوز عربية، أن الهدف من بناء الأوكتاغون يهدف بالأساس إلى جمع إدارات الجيش المصري في منطقة واحدة من أجل تيسير العمل والمهام، لافتًا إلى أن منشآت القوات المسلحة في الوقت الحالي موزعة بين عدد من المناطق، مما يخلق صعوبة في أسلوب إدارة العمل اليومي.
وبذلك يكون الأوكتاغون الجديد محاكاة لنموذج البنتاغون الأمريكي، والذي يهدف إلى تركيز مختلف إدارات وأقسام وزارة الدفاع المصرية في موقع واحد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما يسهل التنسيق والتعاون بين هذه الجهات وتحسين إدارة العمليات اليومية.
ويتابع: “وضع منشآت الجيش المصري الحالي متوارث من أزمنة مختلفة، خاصة أننا حصلنا على بعضها من من معسكرات الإنجليز، وكنا في أوقات كثيرة نفضل وجود المنشآت العسكرية في الصحراء بعيدًا عن قلب المدينة، لكن حاليًا الوضع تغير ولا بد من وجود جميع المنشآت في مكان واحد”.
ويلفت مدير الشؤون المعنوية الأسبق إلى أن فلسفة وجود وزارات الدفاع في مكان واحد أصبح العرف المتبع في الدول المتقدمة، ونستطيع أن نرى ذلك في بريطانيا، فرنسا، وروسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة بطبيعة الحال”.
تصميم يجمع حضارتين
وعن التصميم المعماري للمبنى، يقول اللواء سمير فرج إن التصميم يجمع بين الحضارتين، المصرية القديمة، والحضارة الإسلامية، لذلك شكل المبنى من الخارج يشبه معبد حتشبسوت، أما الشكل المثمن للمبنى مستلهم من النجمة الإسلامية المثمنة.
ويكشف اللواء سمير فرج وجود مبنيين مركزيين، أحدهما خاص بإدارة شؤون القوات المسلحة، والمبنى الآخر عبارة عن مركز ااستراتيجي لإدارة جميع مؤسسات ووزارات الدولة، خاصة في أوقات الأزمات.
اللواء جمال مظلوم أحد المشاركين في حرب أكتوبر، ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، يثمن خطوة انتقال الجيش المصري إلى منطقة واحدة، مشددًا على أن هذه الخطوة من شأنها أن تحافظ على وقت العسكريين، وتسهل من الحركة بين الإدارات المختلفة.ويضيف مظلوم لموقع سكاي نيوز عربية أن وجود منشآت وزارة الدفاع في مكان واحد يساعد على سرعة التنسيق، وهو لم يكن يحدث في السابق إلا خلال فترات التوتر والعمليات العسكرية فقط.
وفي محاولة لتوضيح أهمية هذه الخطوة، يعود مظلوم بالذاكرة إلى زمن الحرب فيقول: “عندما كنا نقوم بإعداد خطة عمليات، كان يتوجب علينا التنسيق مع عدة مناطق وأسلحة، وهو ما كان يستهلك الكثير من الوقت والمجهود، خاصة على مستوى القيادات الرفيعة، وهو ما يعزز أهمية وجود المنشآت العسكرية في مكان واحد”.
وبحسب صحف محلية، تابع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، الأربعاء الماضي، ترتيبات افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، المقرر إقامته نهاية هذا العام، حيث أكَّد أنه سيكون أعلى مستوى من التنظيم، بما يعكس عظمة هذا المشروع الحضاري العملاق.