جولد بيليون: ارتفاع مستويات الدولار يتسبب في هبوط الذهب
كتب : محمود حاحا – بوابة الاقتصاد
شهد سعر الأونصة العالمية انخفاض خلال الأسبوع الماضي في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بعد التوقعات المتزايدة أن البنك الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت قريب هذا العام.
سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% ليفقد 11 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر خلال الأسبوع عند 1984 دولار للأونصة.
بالرغم من هبوط سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي تحت المستوى 2000 دولار للأونصة إلا أنه عند الاغلاق استطاع الذهب تقليص جزء كبير من خسائره ليغلق عند المستوى 2013 دولار للأونصة، بهذا الإغلاق يكون نجح الذهب في تسجيل اغلاق لـ 12 أسبوع متتالي فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي وتسجيله أدنى مستوى تحت المستوى الهام 2000 دولار للأونصة كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي والذي جاء أفضل من التوقعات مما زاد من رهانات الأسواق أن الفيدرالي الأمريكي سيؤجل البدء في خفض أسعار الفائدة منذ كون التضخم متماسك بشكل كبير.
اظهر مؤشر أسعار المستهلكين استقرار القراءة عند 0.3% دون تغير عن القراءة السابقة وكانت التوقعات تشير إلى تراجع إلى 0.2%، بينما تراجع التضخم على المستوى السنوي إلى 3.1% بأقل من القراءة السابقة 3.4% ولكنه جاء أعلى من التوقعات عند 2.9%.
من جهة أخرى سرعان ما تعافت أسعار الذهب ليتداول من جديد فوق المستوى 2000 دولار للأونصة بعد بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي سجلت أضعف مستوى منذ فبراير 2023، الأمر الذي دفع الدولار إلى التراجع في تصحيح سلبي ليساعد الذهب على التعافي من جديد.
ومع نهاية الأسبوع صدرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة وهو مؤشر للتضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين، وأظهر ارتفاع أعلى من التوقعات بنسبة 0.3% خلال شهر يناير مقارنة مع القراءة السابقة المنخفضة بنسبة – 0.1%.
ارتفاع بيانات تضخم أسعار المنتجين دفعت الذهب إلى التراجع بعض الشيء وقت صدور البيانات، ولكن استكمل السعر الارتفاع بعدها وحتى نهاية تداولات الأسبوع ليسجل أعلى مستوى خلال جلسة يوم أمس الجمعة عند 2015 دولار للأونصة، وذلك بسبب تزايد الأقبال على الذهب قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة بسبب اغلاق الأسواق يوم الاثنين القادم في عطلة يوم الرئيس، مما دفع الأسواق إلى تأمين استثماراتهم في الذهب قبل نهاية الأسبوع تحسباً لأية تطورات جيوسياسية.
أغلق الذهب الأسبوع الماضي تحت مستوى المقاومة 2015 دولار للأونصة وفوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وبذلك هناك انقسام في توقع حركة الذهب خلال الأسبوع الماضي، فاعتبار الذهب أغلق فوق المستوى 2000 دولار للأونصة بعد تسجيله انخفاض تحت هذا المستوى بشكل لم يدم طويلا خلال الأسبوع أمر إيجابي للسعر.
اغلاق السعر تحت المستوى 2015 دولار للأونصة وملامسته فقط قد يدل أن هذا الارتفاع هو تصحيح وملامسة مستوى المقاومة هو إعادة اختبار لكسر هذا المستوى، وبالتالي تكون الحركة القادمة للذهب انخفاض من جديد، أيضا هناك تضارب بين الطلب الفعلي القوي على الذهب وبين الطلب الاستثماري الضعيف.
أسعار الذهب في مصر
التذبذب يسيطر على تداولات الذهب المحلي دون وجود اتجاه واضح لحركة السعر ليبقى الترقب في الأسواق هو السائد في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي وعدم وضوح مستقبل سعر الصرف الرسمي أو الموازي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 3635 جنيه للجرام ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، وذلك بعد أن افتتح وأغلق جلسة الأمس عند 3635 جنيه للجرام دون تغيير وكان قد سجل أعلى مستوى عند 3640 جنيه للجرام وأقل مستوى عند 3630 جنيه للجرام.
سجل سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي ارتفاع محدود بمقدار 25 جنيه للجرام، فقد عاد التسعير الرسمي للذهب عند المستوى 3610 جنيه للجرام وأغلق الذهب تداولات الأسبوع عند 3635 جنيه للجرام، خلال الأسبوع الماضي سجل الذهب المحلي أعلى مستوى عند 3700 جنيه للجرام وأدنى سعر عند 3570 جنيه للجرام.
ظلت تداولات الذهب خلال الأسبوع المنتهي في حالة من التذبذب وعدم الوضوح، وبدأ نطاق التداولات يتقلص بشكل كبير في ظل عدم وجود اتجاه واضح للأسعار في السوق.
خلال الأسبوع انخفض سعر الأونصة العالمية تحت المستوى 2000 دولار للأونصة في الوقت الذي كان السعر المحلي يرتفع إلى 3700 جنيه للجرام الأمر الذي يدل على عدم اعتماد التسعير في السوق المحلي حالياً على سعر الأونصة العالمية.
من جهة أخرى نجد أن العرض والطلب على الذهب غير واضح خلال هذه الفترة، ليبقى العامل المؤثر على تسعير الذهب حالياً هو سعر صرف الدولار في السوق الموازي حيث الدولار التحوطي لتسعير الذهب بأعلى من سعر الدولار في السوق الموازي.