لهذه الأسباب يرفض الغرب فرض حظر جوي فوق أوكرانيا
بوابة الاقتصاد
حضّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قادة الغرب مرات عدة على فرض منطقة حظر طيران فوق بلاده التي تقاوم غزواً روسياً.
تشير وقائع الأحداث، إلى أن إنشاء هذه المنطقة غير مرجّح قريباً، وفقاً لما أفاد به موقع “أكسيوس”، الذي لفت إلى أن فرض منطقة حظر طيران يشكّل تصعيداً ضخماً في الحرب، ما قد يجرّ حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى نزاع تقليدي مع قوة نووية.
وفي السياق، استبعدت الولايات المتحدة وقوى كبرى أخرى حتى الآن، إنشاء منطقة مشابهة في أوكرانيا، علماً أن أوكرانيا ليست عضواً في الناتو.
ما هي مناطق حظر الطيران؟
مناطق حظر الطيران، هي عبارة عن مجال جوي لا يُسمح لطائرات معيّنة بدخوله. وفي سياق النزاعات والحروب، يُستخدم هذا الإجراء عادة لمنع طائرات جهة معينة من دخول مجال جوي محدد لتنفيذ هجمات، ونقل قوات وأسلحة، وإجراء عمليات استطلاع.
مناطق حظر الطيران يجب أن تُفرض عسكرياً، ويمكن أن يشمل ذلك إسقاط الطائرات التي تدخلها.
ماذا تريد أوكرانيا؟
أبلغ الرئيس الأوكراني (زيلينسكي) موقع “أكسيوس” أخيراً، أن أوكرانيا تريد منطقة حظر طيران فوق “أجزاء مهمة” من بلاده. وقال: “إذا فعل الغرب ذلك، فستتكبّد أوكرانيا دماء (ضحايا) أقلّ بكثير لهزيمة المعتدي”.
الرئيس الأوكراني كرّر هذا النداء مرات عدة، وقال إن على الولايات المتحدة والناتو تزويد بلاده بمقاتلات لتتمكّن من الدفاع عن نفسها، إن لم يفرضا منطقة حظر طيران.
اسباب الرفض الغربي
في حال فرضت دول غربية، وتحديداً الناتو، منطقة حظر طيران، فستكون مسؤولة عن اتخاذ خطوات عملية لضمان احترام تلك المنطقة، ما قد يعني إسقاط المقاتلات الروسية المحظورة، بحسب “أكسيوس”.
وقال هاورد ستوفر، وهو أستاذ في “جامعة نيو هافن” الأميركية: “إذا فرض الناتو ذلك، وأسقطنا حتى طائرة واحدة لروسيا، فإننا نصبح في حالة حرب معها”. واعتبر أن ذلك قد يشكّل تصعيداً ضخماً للنزاع، وهو ما لا يريد حلف شمال الأطلسي فعله في هذه المرحلة.
وأضاف: “على عكس نزاعات سابقة، فُرضت خلالها مناطق حظر طيران، فإن لدى روسيا جيش قوي ومتطوّر جداً، كما أنها قوة نووية”.
ونبّه ستوفر، الذي عمل في وزارة الخارجية الأميركية لأكثر من عقدين، إلى عراقيل لوجستية ضخمة أيضاً، وأشار إلى أن على الناتو ليس فقط تحديد الدول التي ستكون مسؤولة عن تنفيذ الحظر، بل سيتوجّب عليه أيضاً إنشاء نظام دفاعي “معقد جداً”، من أجل رصده وتطبيقه.
الموقف الأميركي
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، والبيت الأبيض، مرات عدة أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات أميركية لمحاربة روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران.
الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت إن مثل هذه الخطوة “ستتطلب بشكل أساسي، قيام الجيش الأميركي بإسقاط الطائرات الروسية والتسبّب بحرب مباشرة محتملة مع روسيا، وهذا أمر نريد تجنّبه”.
كذلك، استبعد الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، فرض منطقة حظر طيران، مشيراً إلى أن الحلف “لا يعتزم التحرّك إلى أوكرانيا، سواء على الأرض أو في المجال الجوي”. وشدد على وجوب أن يضمن الحلف “عدم خروج الأمر عن السيطرة”.
أماكن شهدت فرض حظر طيران
أجاز مجلس الأمن منطقة حظر طيران في ليبيا، فرضها الناتو في عام 2011 من أجل “حماية المدنيين المعرّضين لخطر هجوم في البلاد”، أثناء حراك مناهض للعقيد معمر القذافي.
وفي البوسنة، فرض الحلف منطقة حظر طيران من أبريل 1993 إلى ديسمبر 1995.
كذلك فرضت الولايات المتحدة ودول الحلف منطقتَي حظر طيران في العراق، بعد حرب الخليج في عام 1991، إحداهما لحماية الأكراد في الشمال، والثانية لحماية الشيعة في الجنوب.
ولفت “أكسيوس” إلى أن جيوش الولايات المتحدة والدول الأخرى التي فرضت مناطق حظر الطيران، كانت تحظى بتفوّق ضخم على تلك التي واجهتها في هذه الحالات.
الخلاصة
اعتبر ستوفر أن فرض منطقة حظر طيران “فكرة سابقة لأوانها في الوقت الحالي”. وتابع: “لسنا في موقع نريد فيه الانخراط في نزاع تقليدي مع الروس، لأن ذلك يمكن أن يتصاعد بسرعة إلى مستوى نووي تكتيكي ونووي استراتيجي. ثم نتعامل مع نهاية التاريخ كما نعرفه”.