جولد بيليون: أسعار الذهب في مصر تنخفض 10 جنيهات والهبوط يدعم اتجاه المستهلكين للبيع
كتب : محمود حاحا _ بوابة الاقتصاد
تراجع الطلب على سبائك الذهب ورواج محدود في سوق المشغولات
الذهب يخسر 20 دولار في البورصة العالمية خلال الأسبوع الماضي
سيطر التذبذب الذي يميل إلى الهبوط على أسعار الذهب في مصر خلال الأسبوع الماضي وذلك في ظل عدم وضوح الصورة بالنسبة لسعر الصرف في ظل التوقعات المستمرة بحدوث تعويم، بالإضافة إلى ضعف الطلب الحالي على الذهب حيث يفضل الجميع الانتظار قبل البيع أو الشراء.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة اليوم السبت عند المستوى 2200 جنيه للجرام، حيث شهد على المستوى الأسبوعي انخفاض بمقدار 10 جنيهات بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2210 جنيه للجرام، بحسب تقرير فني لجولد بيليون.
فشلت حتى الآن جميع المحاولات لكسر المستوى 2200 جنيه للجرام وتزايد التداول فوق هذا المستوى ليكون الذهب قاعدة سعرية، وفي حالة كسر هذا المستوى سنشهد عمليات بيع كبيرة بسبب خوف حائزي الذهب من المزيد من التراجع السعري الأمر الذي سيدفعهم إلى البيع وبالتالي يتزايد المعروض من الذهب وينخفض السعر أكثر.
أسواق الذهب في مصر تشهد حالة من عدم الاستقرار بسبب ترقب المشاركين في الأسواق لتعويم محتمل في قيمة الجنيه المصري خلال الشهر الجاري بالتزامن مع مراجعة صندوق النقد الدولي المرتقبة، ومع حدوث تعويم سيدفع الطلب إلى التزايد على كل من الدولار والذهب كتحوط وملاذ آمن في مواجهة انخفاض القيمة الشرائية للجنية عند التعويم، وبالتالي سيدفع هذا أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة بعد الدعم الذي سيحصل عليه سواء من ارتفاع الطلب أو ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية الذي يعد مصدر تسعير الذهب.
الفترة الأخيرة شهدت تراجع في الطلب على الذهب وخاصة على السبائك والعملات الذهبية مقارنة مع المشغولات، ولكن قرار التعويم في حالة حدوثه سيزيد الطلب بشكل كبير على الذهب وسيحدث اختلال في ميزان العرض والطلب خاصة مع تراجع المعروض من الذهب المحلي بسبب قرار وقف الاستيراد للذهب.
هذا وقد تقدمت وزارة التموين بطلب إلى مجلس الوزراء بمد فترة مبادرة الاعفاء الجمركي للذهب الوارد، حيث من المفترض أن تنتهي المبادرة بشكل رسمي في نوفمبر القادم.
أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع الاحتياطي النقدي لدي من العملات الأجنبية خلال شهر أغسطس للشهر الـ 12 على التوالي ليصل الاحتياطي إلى 34.928 مليار دولار بالمقارنة مع 34.878 مليار دولار في شهر يوليو.
كما ارتفع احتياطي الذهب لدى البنك المركزي المصري بمقدار 947 مليون دولار في أغسطس الماضي ليصل إلى 7.86 مليار دولار مقارنة مع أغسطس 2022 عندما كان احتياطي الذهب بقيمة 6.913 مليار دولار.
من جهة أخرى صدر عن مجلس الذهب العالمي بيانات تفيد ارتفاع احتياطي مصر من الذهب منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية مايو الماضي بمقدار 0.2 طن من الذهب، ليصل إجمالي احتياطي مصر من الذهب عند 125.9 طن تقريباً.
احتياطي مصر من الذهب يمثل 24.4% من مجمل الاحتياطات، وجاءت الزيادات في الاحتياطي خلال شهر مارس 2023 بمقدار 0.1 طن من الذهب وبمقدار 0.1 طن في شهر مايو 2023. يأتي هذا بعد ارتفاع احتياطي مصر من الذهب بمقدار 44.7 طن من الذهب خلال عام 2022.
سجلت مصر المركز الـ 32 على مستوى دول العالم من حيث حجم احتياطات الذهب، واستقرت عند المركز الخامس عربياً بعد كل من السعودية ولبنان والجزائر والعراق.
أسعار الذهب عالميًا
سجل الذهب انخفاض خلال الأسبوع الماضي بسبب عودة التوقعات أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ إلى رفع الفائدة مجدداً قبل انتهاء العام، وهو الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ 6 أشهر ليدفع الذهب إلى الهبوط من جديد.
انخفض الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.1% منخفضا بمقدار 20 دولار للأونصة ليغلق عند المستوى 1919 دولار للأونصة، ليحقق أول انخفاض أسبوعي بعد أسبوعين من المكاسب، ومع بداية الأسبوع عادت التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى رفع الفائدة قبل نهاية العام لمحاولة السيطرة على التضخم وإعادته إلى المستهدف 2%.
وحقق الدولار استفادة كبيرة من هذه الأحداث حيث سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى في 6 أشهر ويصل إلى المستوى 105.
قوة الدولار جاءت بعد صدور بيانات إيجابية عن الاقتصاد الأمريكي فقد ارتفع مؤشر أداء قطاع الخدمات بقيمة 54.5 بأعلى من القراءة السابقة 52.7 والتوقعات عند 52.5، كما تراجعت طلبات اعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي لتسجل أدنى مستوى منذ فبراير، لتظهر هذه البيانات استمرار المرونة في الاقتصاد الأمريكي الأمر الذي قد يجبر البنك الفيدرالي على الاستمرار في سياسة التشديد النقدي لفترة أطول من الوقت.
ساهمت هذه البيانات في دفع الدولار إلى الارتفاع ليضغط بشكل سلبي واضح على أداء الذهب خلال الأسبوع الماضي، خاصة أن عوائد السندات الأمريكية عادت إلى الارتفاع لتدعم الدولار بشكل كبير، فقد سجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.1% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.308%.
وترى جولد بيليون أن البنوك المركزية حول العالم بقيادة البنك الفيدرالي الأمريكي قد تلجأ إلى الاستمرار في الحفاظ على معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت من أجل مواجهة التضخم المتماسك حتى الآن بسبب مرونة الاقتصاد وزيادة عوامل التضخم مثل ارتفاع أسعار الطاقة.
عضوة البنك الفيدرالي سوزان كولينز صرحت أنها في حاجة إلى المزيد من الأدلة لتتيقن أن التضخم تمت السيطرة عليه، وكررت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول التي ألقاها في ندوة جاكسون هول أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من رفع الفائدة خلال الفترة القادمة اعتمادا على البيانات الاقتصادية.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT)
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر، انخفاض كبير في الطلب على عقود بيع الذهب بمقدار 14986 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما تراجع الطلب على عقود شراء الذهب أيضاً بمقدار 252 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 249 أمر تداول بينما وصلت أوامر التداول على عقود بيع الذهب إلى 176 أمر تداول.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض كبير في الطلب على عقود بيع الذهب ولكنها لم تظهر أي ارتفاع في الطلب على عقود الشراء الأمر الذي يعكس عدم وضوح في نظرة الأسواق للذهب خلال هذه الفترة وهو الأمر الذي انعكس بشكل واضح على أسعار الذهب.
في الوقت نفسه استمر خروج التدفقات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر أغسطس للشهر الثالث على التوالي بقيادة الصناديق في أمريكا الشمالية لتنخفض حيازات الصناديق بنسبة 4% على أساس سنوي، بينما ارتفاع أسعار الذهب ساعد على ارتفاع قيمة الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 3% وفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي.
صناديق الذهب المتداولة شهدت تدفقات خارجة في أغسطس بقيمة 2.5 مليار دولار لتنخفض حيازات الصناديق بمقدار 46 طن ذهب وتصل إلى 3341 طن ذهب. ومنذ بداية العام شهدت الصناديق خروج استثمارات بلغت 7.5 مليار دولار أمريكي لتنخفض حيازات الصناديق بمقدار 130 طن من الذهب منذ بداية العام.
من جهة أخرى أوضح مجلس الذهب العالمي أن متوسط حجم تداول الذهب قد انخفض بنسبة 18% خلال شهر أغسطس ليصل إلى 143 مليار دولار يومياً. وفي بورصة كومكس للسلع بلغ صافي الشراء في عقود الذهب الآجلة 395 طن منخفضاً بنسبة 29% مقارنة مع نهاية شهر يوليو.
هذا وقد انخفضت حيازات صناديق الاستثمار في الذهب في نهاية أغسطس لتسجل أدنى مستوى منذ مارس 2020 بانخفاض بنسبة 15% مقارنة مع المستوى القياسي البالغ 3916 طن ذهب المسجل في أكتوبر 2020.
توقعات أسعار الذهب في مصر والبورصة العالمية
اغلاق الذهب خلال الأسبوع الماضي أنقذه من هبوط كبير، فقد أغلق الذهب الفوري أعلى المستوى 1915 دولار للأونصة وهو مستوى دعم ثانوي في حالة كسره يفتح الباب إلى منطقة 1910 – 1907 دولار للأونصة ومن بعدها المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة وهي مستويات الحد السفلي لتداولات الذهب خلال هذه الفترة، وفق توقعات التحليل الفني لجولد بيليون.
الاتجاه الهابط يظل المسيطر على أسعار الذهب ولكن هناك فرص لتعافي الذهب خلال الأسبوع القادم مع وجود مقاومة هامة عند منطقة 1930 – 1935 دولار للأونصة واختراقها يدفع السعر إلى المستوى المحوري 1950 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب في مصر فتستمر الأسعار في التحرك في نطاقات محددة فوق المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 ولا توجد إشارات حتى الآن على قدرة السعر للانعكاس لأعلى، لتبقى السلبية هي المسيطرة بشكل أكبر على تحركات الذهب.
في حالة كسر المستوى 2200 جنيه للجرام متوقع أن يتزايد زخم البيع بشكل كبير ويفتح الباب لمزيد من الهبوط واستهداف منطقة 2150 – 2155 جنيه للجرام، ومن بعدها 2130 جنيه للجرام.