آخر الاخباراقرأ لهؤلاء

حمادة إمام يكتب لــ”بوابة الاقتصاد” فى الذكرى الـ”64″ الوحدة بين مصر وسوريا

“بداية النهاية لعلاقة عبد الناصر وعبد الحكيم عامر”

بوابة الاقتصاد

عندما قامت الوحدة بين البلدين في عام 1958 أراد عبد الناصر أن يؤكد لأعضاء مجلس قياده الثورة أن عبد الحكيم عامر جدير بتحمل المسئولية لذا اسند الإشراف والمسؤلية علي القطر السوري إلي عبد الحكيم والذي اثبت أثناء عام1956 فشلهوكانت الرغبة داخل مجلس قياده الثورة هي ضرورة تغييره الا أن عبد الناصر تحدي ارادة المجلس وابقي عبد الحكيم .

بل واسند إليه الإشراف علي القطر السوري، ولم تمض ثلاث أعوام وتحديداً في 26 سبتمبر 1961حتي حدث الانفصال وسيطر الانفصاليون علي الحكم في سوريا وقبض علي »عبد الحكيم عامر« وتعرض إلي إهانة بالغة خاصة وأن قائد الانقلاب كان مدير مكتب المشير في سوريا وتم ترحيله من الأرض السورية »ببجامة« النوم.الأمر الذي ترك أثراً نفسياً بالغ السوء علي عبد الحكيم وفي أول لقاء بينه وبين عبد الناصر بعد عودته قال لعبد الناصر أنه لا يستطيع أن يستمربعد الإهانات التي وجهت إليه من جيش سوريا وكرامته كقائد عام لا تسمح له بالاستمرار في العمل.ورحب عبد الناصر بقرار عامر والذي جاء متوافقاً مع رغبة العديد من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وخرج عبد الناصر ليعلن في خطابه الشهير بعد الانفصال أن هذا هو الطريق الذي اختارته سوريا ولا تدخل في ارادتها. وكان للخطاب صدي طيب لدي كل الدول العربية.

وبدأ عبد الناصر تجهيز البديلولم يمض اسبوع. الا فوجئ عبد الناصر بعبد الحكيم يتعامل وكأن شىء لم يكن……………..وقع تصرف عبد الحكيم كالصاعقة علي عبد الناصر ولم يدر ماذا يفعلالسادات في كتابه »البحث عن الذات« كان له تفسير لعودة عبد الحكيم وأن قرار العودة جاء نتيجة مناقشات طويلة بين عبد الحكيم وعدد من المقربين إليه امثال صلاح نصر وشمس بدران وكانت فكرتهم أنه مادام عبد الناصر يحكم لابد وأن يظل عبد الحكم في منصبه.دعا عبد الناصر عامر للاجتماع وأبلغه بقرار مجلس قيادة الثورة.

وكان در فعل عامر الاختفاء داخل استراحته بمرسي مطروح ومن هناك بدأ تحريك أعوانه وتوزيع استقالته التي تهاجم الثورة وعبد الناصر وتطالبه بعودة الديمقراطية وعدم سيطرة الحزب الواحد وتقول إن اعتقالات الإخوان المسلمين سببها سيطرة الشيوعيين.

وكان قبول مثل هذه الاستقالة يعني تحويل عبد الحكيم إلي بطل قومي وإظهار عبد الناصر بالدكتاتور المعادي لدينه ووطنه.ولخطورة الأمر، استدعي عبد الناصر عبد الحكيم وجلسا جلسة مطولة انتهت إلي عودة عامروبدأ صراع عبد الحكيم مع عبد الناصر يأخذ شكلاً جديداً يصب في اتجاه عزل عبد الناصر…………………………………في ٨ يونيو 1967 أصدر مجلس الأمن قراراً بوقف اطلاق النار بين مصر وإسرائيل واعلان هزيمة مصر العسكرية واحتلال القوات الإسرائيلية سيناء.

في القاهرة وبعد بدء تطبيق قرار وقف اطلاق النار عقد اجتماع ثلاثي ضم عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وشمس بدران واتفق الثلاثة علي ضرورة ترك مناصبهم والإتيان بوجه جديد يتولي رئاسة البلاد ويستطيع التفاهم مع الغرب. وانتهي الاجتماع بالاتفاق علي تعيين زكريا محي الدين رئيساً للبلاد لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها تاريخه النضالي الطويل ودوره قبل وبعد الثورة بالإضافة إلي انه كان يشغل منصب وزير الداخلية ويستطيع بسهولة السيطرة علي الجبهة الداخلية والتي كانت علي وشك الانهيار.

وفي اليوم المحدد خرج عبد الناصر ليعلن للجماهير تنحيه عن الحكم واسناد رئاسة الدوله لزكريا محي الدين، وهو القرار الذي قوبل برفض شديد من كافه فئات الشعب وخرجت الجماهير في الشوارع حاملة صور عبدالناصر ورافضة لترك الحكم ونسيت الهزيمة وكان كل شاغلها هو عودة عبد الناصر وهو المشهد الذي عجزت الدول الغربية عن تفسيره فكافة الأسباب والظروف كانت تقول أن الجماهير لابد أن تجبر عبد الناصر علي الاستقالة والفتك به الا أن كافة توقعات الغرب ضاعت تحت بكاء وصراخ الجماهير.وتحت ضغوط الجماهير ورفض كل اعضاء مجلس قيادة الثورة لاستقالة »عبد الناصر« استجاب وتراجع.

ورفع شعار أن »لا صوت يعلو علي صوت المعركة………………عندما تلقي عبد الحكيم نبأ عودة »عبد الناصر« للحكم وتعيين الفريق »فوزي« قام بالاختفاء داخل فيلا اللواء عصام خليل ومعه الوزير عباس رضوان. في السياق ذاته عقد عشرة من كبار من أتباع عبد الحكيم اجتماعاً داخل فيلا عامر بالجيزة وتحصنوا بها وأعلنوا عصيانهم ورفضوا مغادرة الفيلا الا بعد عودة المشير أسوة عبد الناصر.

وفي القاهرة تلقي عبد الناصر اتصالاً من الفريق فوزي حول تحرك عدد من معاونى ناحية منزل عبد الناصر مطالبين بعودة عبد الحكيمالذي عاد من مخبأه إلي فيلا الجيزة وبدأ في حشد رجاله والعتاد استعداداً للمواجهة مع عبد الناصر وهو الأمر الذي كان ينذر بوقوعانقسام داخلى وكانت النصيحة التي قالها الرئيس اليوغسلافي لعبد الناصر هي ضرورة اتخاذ اجراءاتسريعة وحاسمة لأن البلاد مجروحة وتصاعد أي صراع داخليسوف يتسع وينقلب إلي صراع أكبر.

وكانت بشائر هذا الصراع قد خرجت، من داخل جدران كبار المسئولين ودخلت في صراع من نوع اللا عودة والذي يرتبط بقاء طرف بالقضاء علي الطرف الأخر.

وكانت أول ارهاصات هذا الصراع هو قيام عبد الحكيم بطبع استقالة سبق وأن قدمها يتحدث فيها عن الديمقراطية وديكتاتورية الحزب الواحد وسيطرة وانفراد عبد الناصر وحده بالحكم وأن تصفيات لجنة الإقطاع وإذلالها للمواطنين كانت كلها بسبب عبد الناصر وبجانب الاستقالة بدأ عبد الحكيم في تحويل منزله إلي قلعة حربيةوفي يوم 25 اغسطس كان عبد الناصر قد انتهي من إعداد خطة ابعاد عامر وتحديد إقامته والتفرغ ناحية إعادة البناءفقد ارسل عبد الناصر إلي عبد الحكيم يدعوه للعشاء معه واستقبل عبد الحكيم الدعوة بتفاؤل شديد وابدي سعادته واعتقد أن عبد الناصر يدعوه للاتفاق معه علي السفر إلي السودان لحضور اجتماع القمة العربية الذي سيعقد بالخرطوم يوم 28 أغسطس.

في الوقت ذاته كان عبد الناصر قد وضع خطة تقوم علي أنه بمجرد وصول سيارة عامر ونزوله منها ودخوله إلي الصالون تنزع منها الأسلحة في هدوءثم تستبدل بسيارة آخري تنقله إلي منزله لتحديد إقامته.

في السياق ذاته يتمأخلاء بيت المشير من المرابطين فيه بحيث يجد البيت عند عودته خالياً إلا من أسرته و المكلفين بحراسته.

وبمجرد وصول سيارة المشير في التاسعة مساءً. بدأ الفريق فوزي وعبد المنعم رياض تنفيذ الخطةوعندما دخل المشير إلي الصالون بدأت محاكمته ولكنها محاكمة من نوع خاص، محكمة من الأصدقاء القدامي ورفقاء الكفاح قبل الثورة حضرها زكريا محي الدين وحسين الشافعي وأنور السادات.

ومن التاسعة حتي الثانية دارت المناقشات وواجه عبد الناصر عبد الحكيم بكل شئ حتي دقت الساعة تمام الثانية بعد منتصف الليل كان قد أخلي منزل المشير وطهرهوأعطي اشارة التمام بإنهاء المهمة.وقتها اعلن عبد الناصر لعبد الحكيم نبأ تحديد إقامته وتعيين حراسة عليه لتطوي بذلك صفحة صداقة مازالت اثارها حتى الان

زر الذهاب إلى الأعلى