أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
يُهدد الغزو الروسي لأوكرانيا بإشعال أزمة غذاء عالمية، إذ تؤدي الاضطرابات المتزامنة في المحاصيل وإنتاج الأسمدة العالمي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وإرسال صدمات اقتصادية متوالية في جميع أنحاء العالم.
وقال صندوق النقد الدولي، إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يغرق إمدادات الغذاء العالمية في حالة من الفوضى، مع ارتفاع الأسعار وعدم قدرة المزارعين الأوكرانيين على زراعة المحاصيل، بما في ذلك القمح.
صاحب ذلك تحذيرًا من “حالة عدم اليقين الهائلة” وانعدام الأمن الغذائي العالمي، حال استمرار الحرب لبعض الوقت، ونقله المدير التنفيذي البديل لأوكرانيا في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، فلاديسلاف راشكوفان.
بعد شهر من الحرب
يرى اقتصاديون، أن العالم يواجه أزمات متداخلة يمكن أن تتحول بسرعة إلى حالة طوارئ غذائية عالمية، إذ بالفعل قلص الصراع الصادرات الروسية والأوكرانية من السلع الأساسية مثل القمح وزيوت عباد الشمس والذرة.
الاضطراب انتشر عبر البلدان المعتمدة على الاستيراد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتحديد، وفي الوقت نفسه، أدت أزمة الطاقة المستمرة إلى زيادة أسعار الأسمدة وتكاليف النقل بشكل كبير، ما ضغط على مدخلات الإنتاج الزراعي الرئيسية حول العالم.
الزراعة في روسيا
تعد روسيا خامس أكبر دولة زراعية حول العام، بإجمالي مساحات تصل إلى 56 مليون فدان، 50% من هذه المساحة مزروعة بمحاصيل الحبوب، تستهلك من إنتاجها 70% سنويًا، فيما تُصدر النسبة المتبقية لمختلف دول العالم، خاصة العالم العربي، وفقًا لموقع “تراكتور فانكشن”.
القمح هو المحصول الغذائي الأكثر انتشارًا في أراضي روسيا، ثم الشعير والشوفان والذرة، وتعمل “موسكو” بشكل أساسي في التصنيع الزراعي بدعم من احتلال الزراعة 6% من إجمالي الناتج المحلي، ويوفر التصنيع منها 16% من فرص العمل.
اضطرابات وحظر تصدير
يمكن أن تؤدي الاضطرابات إلى ارتفاعات مفاجئة أقوى في أسعار المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن روسيا وأوكرانيا معًا يشكلون نحو 30% من الصادرات العالمية لمحصول مثل القمح، قال المدير التنفيذي السابق لبرنامج الغذاء العالمي، إرثارين كوزين.
تُعد روسيا أكبر مصدر للأسمدة في العالم، وارتفعت أسعار الأسمدة خلال الفترة الأخيرة لمستويات لم تصلها منذ 13 عامًا، لتتخطى 1000 دولار للطن، ما أثر على أسعار الأغذية لتصعد إلى مستويات قياسية مع إعاقة الحرب للشحنات والعقوبات الغربية التي ضربت روسيا.
في الأسابيع الأولى من الصراع، حظرت أوكرانيا تصدير القمح وغيره من المواد الغذائية الأساسية، بينما حثت موسكو منتجي الأسمدة على تعليق الصادرات بصورة مؤقتة.
%20 زيادة في الأسعار
في الأشهر المقبلة، أسعار المواد الغذائية مرشحة للزيادة بنحو 20%، وهو ارتفاع كبير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، وفقًأ لتقديرات مُنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
يواجه ما يقرب من 283 مليون شخص في 81 دولة حاليًا انعدامًا حادًا للأمن الغذائي أو معرضين لخطر كبير، مع وجود 45 مليونًا على شفا المجاعة، وفقًا لبيانات برنامج الغذاء العالمي.
“الغزو الروسي على أوكرانيا يُمكن أن يكون نقطة تحول في أزمة جوع عالمية، إذ سيتضرر المجتمع العالمي بأكمله بشدة”، قال المدير التنفيذي السابق لبرنامج الغذاء العالمي، إرثارين كوزين.
الغزو يوسع فجوة كورونا
نظرًا لتوتر أسواق الغذاء العالمية بالفعل بسبب جائحة كورونا، يرى اقتصاديون أن التداعيات الاقتصادية للحرب كانت مؤلمة بقوة، خاصة بالنسبة للدول التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات روسيا وأوكرانيا من الغذاء.
تعتمد نحو 50 دولة حول العالم على روسيا وأوكرانيا في ما لا يقل عن 30% من وارداتها من القمح، وتعتمد 26 دولة عليها في أكثر من 50% من وارداتها.
المصدر (إيكونومي بلاس)