آخر الاخباراقرأ لهؤلاء

وجيه حسن يكتب: مين المتهم الفن ولا الجمهور؟!

فى البداية أحب ان اوضح أمر مهم وهو ارتباط الذوق العام ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الإنسانى ، فعندما يفسد الذوق العام للفرد ، يؤثر هذا الفساد فى قيمه ومعتقداته ، ويفسد شخصيته ، مما ينعكس على سلوكه وتصرفاته وطريقة تفاعله مع المجتمع …

ومن هنا تظهر أهمية الفن لأنه يؤثر بشكل مباشر على الذوق العام للمجتمع ككل ، والفن الجيد هو الذي يحترم العقول لا يلغيها أو يغيبها، مع الأخذ في الاعتبار عنصر الترفيه ، وتتعدد أدوار ومسئوليات الفن تجاه المجتمع ، فإما يتحيز للجمهور والمواطنين ويقوم بكشف وتعرية الواقع ، فيصبح دوره تنويرياً إصلاحياً ، أو أن يستخدم كأداة للإلهاء أو التضليل ، فيصبح دوره هداماً تجهيلياً …

وللحقيقة موضوع معرفة من المتهم بتدنى وفساد الذوق العام هل هو الجمهور ؟! او صناع الفن ؟! موضوع صعب وشائك فالفن مثله مثل السلع ، إما أن تكون جيدة أو فاسدة ، وعندما يرغب عامة الجمهور ويميلون إلى نوعية الفن السطحى التافه يتسابق صناع الفن على تقديم أعمال سطحية تافهة ، فيؤدى هذا إلى زيادة إفساد الذوق العام ، فيتهم البعض صناع الفن انهم سبب إفساد الذوق العام وضياع الأخلاق بين الناس ، وفى نفس الوقت تجد نجاح مجموعة من الأفلام الهابطة التى تفتقر إلى اى شئ مفيد وهادف وتعتمد أكثر على مشاهد البلطجة والعنف ، وكذلك نجاح أغانى المهرجانات والراب المليئة بالالفاظ الخارجة والكلمات البذيئة ، يجعل البعض الآخر ومعهم صناع الفن يدافعون عن ما يحدث بمقولة الجمهور عايز كدة !!!!

ولذلك من وجهة نظرى المتواضعة لا يمكن إلقاء اللوم على صناع الفن وحدهم أو الجمهور وحدة ، فمسئولية إفساد الذوق العام هى مسئولية الجميع فهى مسؤلية سياسية وإجتماعية وثقافية يشترك فيها الجمهور مع صناع الفن ، مع المسؤولين عن الفن ، ومن وجهة نظرى المتواضعة أيضاً ان مشكلة فساد الذوق العام هى فى الأساس محصلة تاريخية لحالة التجريف الثقافى ، لذلك لابد من الإسراع فى حل وعلاج هذه المشكلة ، لأنه عند علاج هذه المشكلة المهمة سنجد تأثيرها يظهر على مشاكل أخرى مثل تحسين جودة التعليم ، والصحة ، وتحقيق العدالة الإجتماعية ، ومحاربة الفساد والفقر ، وتحسين أحوال المواطن ، لأنه كما ذكرت فى بداية المقال الذوق العام مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالسلوك الإنسانى .

زر الذهاب إلى الأعلى