آخر الاخباراستثمارطاقة

تذبذبات حادة تعصف بأسعار النفط فهل تستمر الخسائر؟

بوابة الاقتصاد

برنت ينزلق إلى اقل من 100 دولار… و”أوبك” تؤكد أن الطلب العالمي في 2022 يواجه تحديات الحرب في أوكرانيا

واصلت أسعار النفط، نزيف الخسائر تزامناً مع استمرار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فيما يبدو أن السوق تمر بتذبذب حاد مع مخاوف بشأن حظر النفط والغاز الروسيين، فيما أكدت منظمة “أوبك” في تقريرها الشهري “إن الطلب على النفط في 2022 يواجه تحديات من الهجوم الروسي على أوكرانيا وارتفاع التضخم وسط صعود الأسعار مما يزيد احتمال خفض توقعاتها لطلب قوي هذا العام”. إلى ذلك خففت محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف القلق من تعطل آخر للإمدادات النفطية.

في حين أثارت الإصابات بفيروس كورونا في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة، مخاوف إزاء تباطؤ الطلب على الخام. وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 5.87 دولار أو 5.5 في المئة إلى 101.03 دولار للبرميل بعدما هوت بما يزيد على ستة دولارات إلى 100.05 دولار في وقت سابق من الجلسة. في الوقت ذاته ذكرت منظمة “أوبك” إن الطلب على النفط في 2022 يواجه تحديات من الهجوم الروسي على أوكرانيا وارتفاع التضخم وسط صعود أسعار الخام، مما يزيد احتمال خفض توقعاتها لطلب قوي هذا العام.

الأسعار والحرب

كما هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى ما دون مستوى 100 دولار للمرة الأولى منذ الأول من مارس (آذار) الحالي، ليتراجع 5.81 دولار أو 5.6 في المئة إلى 97.20 دولار للبرميل بعدما انخفض إلى 96.70 دولار في وقت سابق من الجلسة. وهوى الخامان القياسيان بنحو 5.1 و5.8 في المئة على التوالي في جلسة الاثنين، فيما كانا شهدا زيادات قوية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، وهما الآن مرتفعان حوالى 30 في المئة عن مستوياتهما في بداية العام. كما سجّلا أيضاً أكبر تقلباتهما في 30 يوماً منذ يونيو (حزيران) 2020. ومن المتوقع إجراء مزيد من المحادثات بين المفاوضين الأوكرانيين والروس لتخفيف الأزمة اليوم الثلاثاء، بعد انتهاء المناقشات أمس الاثنين، التي جرت عبر تقنية الاتصال المرئي من دون الإعلان عن أي تقدم جديد. كما من المتوقع أن يتجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بروكسل الأسبوع المقبل، للقاء قادة “ناتو” لمناقشة الحرب الروسية في أوكرانيا، حسبما ذكرت مصادر أميركية وأجنبية مطلعة على الوضع أمس.

تطورات إيجابية

وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى شركة “فوجيتومي للأوراق المالية”، “عززت التوقعات بحدوث تطورات إيجابية في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا الآمال في تخفيف شح المعروض في سوق الخام العالمية”، بحسب ما ذكرته وكالة “رويترز”. وأضاف “أثارت أيضاً عمليات الإغلاق الجديدة للحدّ من جائحة ’كوفيد-19‘ في الصين مخاوف متعلقة بتباطؤ الطلب”.وسجلت الصين قفزة كبيرة في الإصابات اليومية بوباء كورونا، إذ زادت الحالات الجديدة أكثر من الضعف مقارنة باليوم السابق، مسجلةً أعلى مستوى لها في عامين مع انتشار الفيروس بسرعة في شمال شرقي البلاد.

انخفاض قياسي في رهانات النفط

ونفّذت صناديق التحوط أكبر خفض على الإطلاق للرهانات على خام برنت الأسبوع الماضي، في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها السوق بفعل الهجوم الروسي على أوكرانيا. ويظهر هذا التراجع أن التقلبات العنيفة في سوق النفط كانت جزءاً من تصفية واسعة النطاق للصفقات، إذ اتجه المضاربون لإغلاق مراكزهم في عقود الشراء الطويلة بالنسبة إلى خام غرب تكساس الوسيط والديزل والبنزين. كان التراجع في خام برنت مدفوعاً بأكبر انخفاض في الرهانات الصعودية الصريحة منذ عام 2018، وفقاً لبورصة إنتركنتيننتال للعقود الآجلة في أوروبا، وفي اليوم السابق، اقترب مؤشر الخام العالمي لفترة وجيزة من سعر 140 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في 14 عاماً، لكنه يُتداول في الوقت الحالي عند 100 دولار.

وكانت أسعار النفط الخام متقلبة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. ففي الأسبوع الماضي، تم تداول خام برنت في أكبر نطاق أسبوعي له منذ إطلاق العقود الآجلة في أواخر الثمانينيات بحيث تأثرت احتمالية تعطل الإمدادات من روسيا بالمحادثات الجارية لمحاولة وضع حد لهجومها. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، في تصريحات نقلتها وكالة “بلومبيرغ”، “أضافت تصفية عقود الشراء في جميع منتجات الوقود الثلاثة إلى سرد المضاربين الذين قللوا من انكشافهم”. وعلى الرغم من أن الانخفاض في الصفقات الصعودية كان كبيراً، إلا أن هناك أيضاً أهم إضافة للرهانات النفطية الهابطة الصريحة منذ عام 2016، بحوالى 34 ألف عقد. كما أنها المرة الأولى التي يحدث فيها ارتفاع كبير في الرهانات ضد السوق.

وقف التعامل في النفط الروسي

وقالت شركة النفط الحكومية النرويجية “إكوينور” يوم الاثنين إنها ستوقف التعامل في النفط الروسي مع وقف أنشطة الشركة في روسيا بعد أزمة أوكرانيا. ويأتي الإعلان الرسمي من “إكوينور” بعد أربعة أيام من حديث رئيسها التنفيذي أندرس أوبيدال إلى “رويترز” إن الشركة أوقفت التعامل في النفط الروسي.

وصرّح أوبيدال: “عندما قلنا إننا نريد البدء بالتخارج (من المشروع الروسي المشترك)، توقفنا أيضاً من ذلك التاريخ عن التعامل في النفط الروسي”. وأضافت “إكوينور” يوم الاثنين أن لديها التزامات وفق عقود أبرمتها قبل أزمة أوكرانيا، والتي بموجبها ستتلقّى أربع شحنات نفطية في مارس.

وقالت الشركة إن استلام هذه الشحنات سيكون “في إطار الامتثال الكامل للعقوبات الحالية”. وفي 28 فبراير، أي بعد أيام قليلة من الأزمة، قالت “إكوينور” إنها ستتخارج من مشاريعها المشتركة مع “روسنفت” الروسية، متوقعة شطب حيازاتها البالغة قيمتها 1.2 مليار دولار. وتنضم “إكوينور” بذلك إلى شركات نفط وغاز كبرى أوقفت مشتريات النفط من روسيا، منها “شل” و”بي بي” و”توتال إنرجيز” الفرنسية ومجموعة الطاقة الإيطالية “إيني”.

نقلا عن اندبنندنت عربية

زر الذهاب إلى الأعلى