“كنوز” الأثرية تستهدف مضاعفت المبيعات في مصر خلال 2022 الي 30 مليون جنية
أفصح اللواء إيهاب ياسين، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب، لشركة كنوز مصر للنماذج الأثرية، إنَّ الشركة تستهدف مضاعفة مبيعاتها، خلال العام الجارى، لتصل 30 مليون جنيه، عبر التوسع فى التصدير للأسواق الخارجية، مقابل 15 مليون جنيه خلال العام الماضى.
وقال «ياسين»، فى حوار خاص له أن الهدف من إنشاء الشركة هو إنتاج نماذج أثرية بجودة عالية لتكون بديلاً للمنتجات والهدايا الأجنبية المستوردة فى السوق المحلى، وكذلك بديلاً للمنتجات ذات الجودة المنخفضة المُصنعة محلياً والتى لا تليق بالحضارة المصرية.
وأوضح أن السوق المحلى يستحوذ على نحو %70 من حجم إنتاج المصنع للمستنسخات الأثرية، و%30 مخصصة للتصدير.
وأشار إلى أن «كنوز» تستهدف فتح أسواق فى دول عديدة؛ حيث صدرت بالفعل شحنة إلى روسيا، وتم الاتفاق مع وكيل فى أوروبا لتصدير شحنة إلى هولندا لتكون مركزاً لتوزيع منتجات النماذج الاثرية فى باقى الدول الأوروبية.
وتابع أنه جارٍ الاتفاق على تصدير منتجات لمجموعة الملك «توت عنخ آمون» للولايات المتحدة الأمريكية.
وفى السياق نفسه، قال «ياسين»، إن الشركة أنتجت مستنسخات بالأحجام الطبيعية أو المتحفية وعُرضت بالجناح المصرى فى معرض إكسو دبى، مضيفاً أنه تم الاتفاق ايضا مع وكيل لبيع منتجات الشركة فى بازار ملحق بالجناح المصرى بالمعرض.
وتابع «ياسين»، قائلاً: «نستعد للمنافسة بمنتجات الشركة فى الأسواق الخارجية وكذلك بالسوق المحلى مع تراجع حدة أزمة فيروس كورونا».
وبحسب نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب، فإنَّ معدل انتاج الشركة يصل إلى نحو 3 آلاف قطعة شهرياً، وتسعى الشركة إلى مضاعفة الإنتاج إلى 6 آلاف قطعة شهرياً، بحلول منتصف العام الجارى.
كما تعتزم الشركة مضاعفة مبيعاتها من الصادرات إلى 8 ملايين جنيه، مقابل 4 ملايين جنيه خلال 2021، وذلك من خلال المبيعات فى المعارض الخارجية أو الاتفاق مع وكلاء لتسويق منتجات الشركة بالخارج.
وتعد شركة كنوز الأولى من نوعها فى مصر فى إنتاج ونسخ قطع اثرية مقلدة من العصور المصرية القديمة من العصر الفرعونى، العصر القبطى، والعصر الإسلامى والعصر الرومانى، وهى موثقة بشهادة معتمدة تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.
والشركة مملوكة بالكامل للدولة، وتعمل تحت الإشراف الفنى لوزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، وهى مفوضة من الوزارة لإصدار شهادات وأختام المستنسخات الأثرية، وموضح فيها أن القطعة صورة طبق الأصل من الأثر الحقيقى وبها بيانات توضح تعريف الأثر وجزءاً من تاريخه وطريقة التصنيع.
ويبلغ رأسمال الشركة نحو 100 مليون جنيه.
وذكر أن أزمة كورونا أثرت على جميع الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة والطيران والذى كان الأكثر تضرراً، لما حدث فى بداية الأزمة من اغلاق المطارات وتوقف الحركة حول العالم، وصناعة النماذج الأثرية ضمن تلك الأنشطة وتعتمد بشكل كامل على تدفق الحركة السياحية.
وتابع، الشركة عندما عادت للعمل خلال ذروة كورونا لم يكن ذلك كامل طاقتها وهو ما خلق فرصة لتطوير منتجاتها بشكل أكبر وتحسين خطوط الإنتاج، وكذلك إعادة التنظيم الإدارى والمالى للشركة.
ولفت إلى أن شركة كنوز مصر للنماذج الأثرية لا تقتصر فقط على تصنيع وإنتاج المستنسخات، بل لها دور مهم فى المحافظة على الصناعات والحرف المعرضة للاندثار، فضلاً عن حفظ الملكية الفكرية للمنتجات الخاصة بالحضارة المصرية بحيث تؤول صناعتها لمصر فقط بدلاً من الاستيراد من الخارج كما كان سابقاً.
أشار إلى أن الشركة كذلك تعمل حالياً على ابتكار منتجات جديدة ومختلفة، ولكن تحمل طابع الحضارة المصرية بمختلف الحقبات التاريخية، كاشفاً عن دراسة جارية لإنتاج أدوات يمكن استخدامها فى المنزل كأدوات المائدة أو القطع الخزفية على سبيل المثال.
وعن أكثر القطع مبيعاً، قال «ياسين»، «لدينا تنوع كبير فى انتاج القطع التى تمثل مختلف العصور التاريخية سواء العصر المصرى القديم أو القبطى أو الرومانى أو الإسلامى، وجميعها متمثلة فى منتجات معدنية وخشبية وخزفية أو بوليستر أو حتى رسومات مطبوعة على الزجاج وبعض الخامات الأخرى.
ولفت إلى أن أكثر ما يجذب العملاء سواء من السياح أو المصريين، هو مجموعة الملك توت عنخ آمون، والتى تُعد الأكثر جذبا؛ نظراً إلى شهرتها، بالإضافة إلى رأس الملكة نفرتيتى أيضاً.
وأضاف ان أكثر الدول إقبالاً على شراء منتجات النماذج الأثرية المصرية، هى دول أوروبا بشكل عام واليابان وروسيا، بينما دول الخليج تهتم ببعض المنتجات التى تمثل الطابع الإسلامى كالمنتجات الخزفية والخشبية.
وعلى جانب آخر، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، إنَّ «كنوز مصر» وقعت بروتوكول تعاون مع شركة مصر للطيران، لبدء بيع منتجاتها بمنافذ الأسواق الحرة.
ومن المقرر البدء خلال الفترة القليلة المقبلة بمنفذ الأسواق الحرة بمطار القاهرة الدولى وتباعاً فى باقى المطارات بالمناطق السياحية.
وأوضح أن الشركة تستهدف التواجد فى المدن الشاطئية كالغردقة وشرم الشيخ، خاصة أنه بالفعل تم الاتفاق مع وكيل بمدينة شرم الشيخ لتوريد منتجات الشركة للبازارات بالمدينة وكذلك فى محافظة أسوان.
وقال إن «كنوز» لن تفتح منافذ خاصة بها بكل مدينة أو محافظة، ولكن سيتم البدء بتسويق المنتجات من خلال موزعين ووكلاء.
وبشأن عدد الفروع الحالية للشركة، قال «ياسين»، إنها تبلغ 4 فروع، الأول تم افتتاحه بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط بداية أبريل الماضى بالتزامن مع نقل موكب المومياوات الملكية.
فيما تم افتتاح الفرع الثانى لبيع النماذج الأثرية فى المتحف المصرى بالتحرير، وبنهاية ديسمبر الماضى تم افتتاح فرعين أحدهما بمعبد الأقصر، والآخر بمعبد الكرنك فى مدينة الأقصر عقب احتفالية افتتاح طريق الكباش.
وتسعى الشركة لافتتاح منافذ جديدة لبيع النماذج الأثرية بجميع الأماكن الأثرية التى تلقى إقبالاً كبيراً من السياح، مستهدفة البدء بالمتحف المصرى الكبير فور افتتاحه الجزئى، والمتوقع أن يكون خلال العام الجارى، إلى جانب منطقة قلعة صلاح الدين بالقاهرة.
وقال إنه لا بد من اختيار موقع منفذ البيع المناسب أولاً والذى يضمن أن تغطى مبيعاته الحد الأدنى لتكاليف الافتتاح، علماً بأن تكلفة تجهيز منفذ البيع تتراوح بين 600 ألف جنيه ومليون جنيه للمنفذ الواحد.
وتابع، إلى جانب تكاليف التجهيزات يتم تحصيل نسبة من المبيعات لصالح وزارة الأثار مقابل استغلال المكان حال افتتاح المنفذ داخل الأماكن الأثرية.
وذكر انه تم البدء بالعمل فى المصنع بنحو 50 عاملاً فقط من الفنيين والمشرفين والعاملين من وزارة السياحة والآثار، وحالياً بلغ عدد العمالة 300 عامل.
وأضاف أن المصنع والذى يقع على مساحة 10 آلاف متر مربع، يسهم فى توفير فرص عمل للعديد من العمالة والحرفيين بخلاف العاملين من الإداريين.
وتتنوع العمالة الحالية بين خريجى كليات الفنون الجميلة أو الآثار أو حتى الهواة منهم، فضلاً عن خضوع جميع العاملين لاختبارات قبل البدء فى العمل بالمصنع وذلك لضمان إنتاج القطع بأعلى جودة.
ويشمل المصنع 4 خطوط للإنتاج، خط التماثيل، وخطاً للوحات، وثالثاً للحُلى والرابع للأثاث الجنائزى والذى يشمل المقاعد والتوابيت والصناديق الخاصة بملوك العصر المصرى القديم.
وتتراوح أسعار القطع بداية من 60 جنيهاً وحتى 200 ألف جنيه بحسب الحجم والخامات المستخدمة فى الصناعة والتى فى الغالب تتكون من النحاس المطلى بطبقة من الذهب ومزين الأحجار الكريمة، وتُنتج القطع كبيرة الحجم وفقاً للطلب.
وبحسب «ياسين»، فإنَّ الشركة تقوم حالياً بالاتفاق مع مختلف الجامعات فى مصر ومنها الجامعة الأمريكية، الألمانية، الروسية وجامعة حلوان وكليات الفنون والآثار بصفة عامة، وذلك للتعاون معها من خلال تدريب الطلبة فى المصنع أو الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس للعمل فى مشروعات فنية مشتركة.
كما تدرس الشركة تنسيق زيارات لطلاب المدارس وإقامة ورش عمل ورحلات افتراضية للزوار أو الطلاب لمشاهدة جميع أنشطة مصنع النماذج الأثرية.