عبدالغني عجاج يكتب: عزيز الصناعة المصرية

يبدو ان المهندس مصطفى مدبولى قرر التأنى وهو يختار اعضاء الوزارة الجديدة التى كلفه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيلها….التأنى مطلوب خاصة وأن دولاب العمل يسير بواسطة وزراء الحكومة المستقيلة…وندعو الله ان يوفق لاختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب…وشخصيا اتمنى ان يفاجئنا الدكتور مدبولى باختيار كفاءات حتى ولو كانوا من غير المشاهير ممن يعملون فى الظل دون ضجيج… واتمنى ان يكون بين اعضاء الحكومة الجديدة نسبة من الشباب الوثاب الذى يمتلك الافكار ويمتلك الحماس.

ولعل الدكتور مصطفى مدبولى يتذكر واحدة من الشخصيات المؤثرة فى تاريخ مصر الحديث وبالتحديد فى حياتها الاقتصادية الا وهو الدكتور عزيز صدقى الذى استحق وبجدارة لقب(أبو الصناعة المصرية)
بعين فاحصة تقدر الكفاءات والافكار الخلاقة اختار الزعيم جمال عبدالناصر الشاب عزيز صدقى ابن ال ٣٦ عاما ليكون اول وزير صناعة فى مصر وكلفه باعداد خطة تبرهن على ان مصر تستطيع ان تصنع مثلما تستطيع ان تزرع وكانت ميزانية اول خطة صناعية اعدها صدقى ١٢ مليون جنيه ( وهو مبلغ يكفى بالكاد الان لورشة)
استطاع عزيز صدقى ان يقيم ما يزيد على الف مصنع ساهمت فى توفير احتياجات الشعب والحد من فاتورة الاستيراد
واستطاع عزيز صدقى بتكليف من الزعيم محمد انور السادات ان يوفر الاحتياجات الصناعية خلال حرب اكتوبر المجيدة بل لا نبالغ اذا قلنا انه احد الرجال الذين ساهموا فى تحقيق النصر مع عثمان احمد عثمان وعبدالقادر حاتم على سبيل المثال لا الحصر فالشعب المصري كله ساهم فى تحقيق النصر
فى حديث تليفزيونى مطول قبل رحيله عام ٢٠٠٨ اعرب عزيز صدقى عن قلقه من العجز فى الموازنة وقلقه الشديد من زيادة الديون الداخلية والخارجية…واكد صدقى ان فساد الذمم والضمائر هو اكبر خطر يهدد الاقتصاد…
رحم الله ابو الصناعة المصرية عزيز صدقى الذى اجتهد واخلص فى خدمة مصر فى كل المواقع التى شغلها سواء وهو يقود الصناعة او وهو يتولى رئاسة مجلس الوزراء ومصر تجهز لحرب اكتوبر
مجددا اتمنى كل النجاح والتوفيق للدكتور مصطفى مدبولى وان ييسر له الله اختيار كفاءات لديها الحس السياسى تعمل اكثر وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت وتضع الرأى العام للشعب على رأس اولوياتها.