د. بدوي إبراهيم يكتب لـ”بوابة الاقتصاد”: أثر اللوجستيات علي القرار الامريكى في حرب RU/UA
– امريكا الشمالية في حقيقتها قارة تتكون من ٥٢ ولاية وتعداد سكاني يدور حول ٣٢٠ مليون نسمه. – تعتمد الحياة الامريكية علي الشراء المناسب للاحتياجات دون تخزين وفي سبيل ذلك فان كافة محال التجزئة والاسواق الكبيرة تعتمد علي وجود رصيد من السلع يكفى لثلاث ايام علي الأكثر ، ثم يتم تعويض ذلك من المخازن المنتشرة في كافة الولايات الامريكية. – اذا لدينا حركة لوجيستية لحظية بين كافة المخازن وكافة المنافذ والمحال.
– هنا تسير الامور بشكل طبيعي طالما لدينا شاحنات متوفرة ولدينا وقود بسعر مناسب فيكون اسعار السلع في مستوى ثابت ولوقت طويل للغاية ويصل الثبات لسنوات. – قامت الحرب الروسية الاوكرانية وتعقدت الامور في اتجاهات متعددة ، نركز هنا علي عنصر واحد وهو ارتفاع اسعار الطاقة.
– واذا وصل سعر جالون البنزين اليوم ٤.١٧ دولار في زيادة لم تحدث منذ ١٣ عاما. – فهذا معناه تأثر المنظومة اللوجستية بهذه الزيادة الكبيرة لتنعكس علي كافة جوانب حياة المواطن الامريكى. – اذا نحن امام ضغط غير مسبوق سيكون اشد اثر في المدى القصير من النووى ذاته.
– واذا بحثنا في عقل المسئول الامريكى الاول عما يعكر مزاجه ويطير النوم من عينيه ، مؤكد سيكون الطاقة ثم الطاقة ثم الحرب ثم اى شئ اخر. – اراك مبالغاً ، اطلاقا لان استمرار ذلك معناه تأثر الحلقات اللوجيستية وبالتالي فراغ المحال ومراكز التسوق من البضائع وصولا لشلل حقيقي في الحياة الامريكية المترامية الاطراف ولا يسعفها الا شرايين لوجيستية قوية.
– الا ان تلك الشرايين تضيق بشدة حالياً متأثرة بكوليسترول الطاقة وضغط الحرب الروسية الامريكية وعدم استجابة سعودية اماراتية.
– واذا لم يحدث توازن في الامدادات ، ربما نصل لمرحلة الجلطة للشرايين اللوجيستية الامريكية. – وبناء علي ذلك هل هناك اعادة حسابات امريكية مع ايران وفنزويلا وكذلك اتخاذ قرارات تهدئة سريعة وتضغط امريكا علي اوكرانيا في سبيل الحل.
الاجابة .. نعم وبقوة ، لان امريكا واوروبا لن تتحمل كثيرا من دخل عليهم وهم يستحمون بالماء الساخن واغلق السخان ولحين اشعار آخر.