ديوان أهل القلم يقيم ملتقى المبدعات العربيات الثالث في سلطنة عمان
ماهر بدر
بالتنسيق والتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية في العاصمة مسقط
أقام ديوان أهل القلم في سلطنة عمان في العاصمة مسقط برئاسة الدكتورة سلوى الخليل الأمين ، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التنمية الإجتماعية التى تتولاها الوزيرة الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وبرعاية كريمة من وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية والمديرة العامة التنفيذية للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الأجتماعية الدكتورة معاني بنت عبد الله البوسعيدية وبحضور السفير اللبناني ألبير سماحة وحشد من الشخصيات العمانية الرسمية والإجتماعية والعلمية والعديد من طلبة الجامعات ورجال الإعلام إضافة إلى المبدعات المكرمات من الدول العربية وسلطنة عمان ، اللواتي تم أختيارهن من قبل ديوان أهل القلم لتكريمهن في العاصمة مسقط .
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني العماني ثم تلاه تلاوة من القرآن الكريم وبعدها تحدثت الدكتورة معاني بنت عبد الله البوسعيدية المديرة العامة التنفيذية للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الأجتماعية ومما قالته:
لقد حرصت سلطنة عمان على تفعيل دور المرأة في المجتمع ودعمها لتحقيق الإنجازات في المجالات العلمية والتنموية المختلفة، فعززت السياسات والخطط والبرامج الوطنية للوصول إلى مجتمع واع متماسك ممكن إجتماعيا وإقتصاديا خصوصا للمراة والطفل والشباب وذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجا، وقد حققت سلطنة عمان المركز الرابع عربيا في مؤشرالتقدم الإجتماعي خلال عام 2023م ، وأضافت : إن تبني الإبداع والابتكار باستثمار الجهود والموارد في تعزيز التفكير الإبداعي في التقنيات الحديثة هو السبيل لتحقيق التقدم المستدام وتحسين جودة الحياة للافراد والمجتمعات وهذا ما يسعى هذا الملتقى لتحقيقه.
ثم تم عرض فيلم عن ما أحرزته المرأة العمانية بخوضها المجالات كافة حتى باتت المرأة تشكل ركنا أساسيا في الحياة السياسية والعامة ولهذا باتت المرأة العمانية حاصلة على جميع حقوقها التي كفلها لها الدين الإسلامي وحققها لهن جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد باني سلطنة عمان الحديثة أثناء توليه الحكم في العام 1970م بداية النهضة العمانية الحديثة التي يواصل مسيرتها جلالة السلطان هيثم بن طارق برؤية متجددة ومتطورة .
ثم كانت كلمة ديوان أهل القلم لرئيسته الدكتورة سلوى الخليل الأمين التي بدأتها بتحية صباحية لمسقط حيث قالت:
صباح الخير يا مسقط، صباح الخير لشمسك المطلة من فوق هاتيك الجبال الشامخات التي تتحدى الزمان بأنفة وعزة..صباح الخير لتاريخك المشع حضارة رافعا أقواس النصر لشعبك الأبي وسلطانك المعظم.
بعد هذه التحية بدأت بإلقاء كلمتها التي قالت فيها: من لبنان الشقيق أتيت ، حاملة على كفي الهوى المرسوم فوق صحائف التاريخ ، معانقا تاريخ هذا البلد الأمين المرسوم فوق صحاىف التاريخ معانقا تاريخ هذا البلد الأمين ، حيث فراشات النور ترش المحبة لكل الوطن العربي الممتد على صحائف الزمن ، يرفع الإبداع مصابيح نور تضيء الفضاءات الوسيعة، وترفع مواسم المرأة العربية وإبداعاتها إلى أعلى الأعلين.
إن ديوان أهل القلم منذ تأسيسه في العام 1999 اعتمد تسليط الضوء على المبدعين والمبدعات عبر العالم اللبناني والعربي والغربي ، كي يشعر المبدع العربي ، أي كان، بعظمة ما يقوم به من أجل وطنه أولا والبشرية ثانيا. لقد فاجأنا الدولة اللبنانية بوصولنا إلى وكالة الفضاء الأميركية الناسا حيث كرمنا ثلاثة من علمائها من أصل لبناني، إضافة إلى تكريم كل مبدع من العلماء وأهل العلم كافة والأديبات والشاعرات العربيات وقد قلنا يوم استقبلنا العالم اللبناني الأميركي الجنسية الدكتور شارل العشي ، رئيس مركز الدفع النفاث في الناسا والذي نجح في إنزال أول مركبة على سطح المريخ: هبوط العقل اللبناني بل العربي على سطح المريخ. لقد أثبتنا أننا كلبنانيين وعرب نشارك بل نساهم في بناء الحضارة الكونية.
لهذا كان لا بد من تسليط الضوء على المراة العربية المبدعة في مختلف المجالات إن في وطنها أو في عالم الإنتشار. لهذا قررنا إطلاق ملتقى المبدعات العربيات الأول من لبنان في 5 مارس / آذار العام 2019م، واتفقنا على أن ننقل هذا الملتقى إلى كل دولة عربية تشهد إبداعات النساء، فكنا في مصر في 8 كانون الأول/ ديسمبر العام 2019 م ، إلى أن توقفنا بسبب كوفيد 19.
وها نحن الآن في سلطنة عمان مهد الحضارات والمكرمات في العاصمة مسقط وفي أصعب الظروف حيث يباد الشعب الفلسطيني في غزة هاشم وفي الجنوب اللبناني من قبل العدو الصهيوني كي نقيم ملتقانا الثالث ها هنا ، كي نثبت للعالم كله أننا بناة حضارة ولسنا هواة حروب.
أنهت كلمتها بقول للفيلسوف والأديب الكبير توفيق الحكيم : ” إن عقل المرأة إذا ذبل فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات”.
ثم كانت قصيدة للشاعرة العمانية وعضو اللجنة التأسيسية لملتقى المبدعات العربيات في ديوان أهل القلم وعضو مجلس الأمة في سلطنة عمان الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي ومما قالته:
في بلادي ، فرحت فيكن فخرا كل نخلة / ترفع الكفين في صمت وترنو للسماء / برجاء ودعاء/ وتمنت كل توفيق ونعمى.. كل رملة / بخشوع وصفاء/ أرضنا .. أرض عمان الخير كالصدر الحنون / تسكن الأخوة وألأخوات حبات العيون / كلنا أذرع أشواق / لقاء .. ووداعا/ لوحت ..تفرح للقيا / وتبدي ساعة البين التياعا.
اختتم الحفل الأول بالموسيقى التى عزفتها على الكمان العازفة منى جمال البلوشي، وقدمت موسيقى اغنية نسم علينا الهواء للكبيرة فيروز فاشتعل الحفل بالحب الكبير لسفيرتنا إلى النجوم فيروز التي لا تنقطع أغانيها عن الشعب العماني المغرم جدا بصوتها.
انتهى حفل الإفتتاح باستراحة قصيرة ثم بدأت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان “الإبداع” بدأتها العالمة اللبناية المبدعة التي تم اختيارها من قبل “ديوان أهل القلم” كي تمثل لبنان في هذا الملتقى الدكتورة لينا أسعد عويدات حيث تكلمت عن إسهامات المرأة العربية في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة والأمن السبراني ومكافحة الإ رهاب.
ثم تحدثت الدكتورة غالية بنت عامر المقرشية من الجمعية العمانية للملكية الفكرية عن دور المرأة في مستقبل الإبداع البشري في مجال الذكاء الاصطناعي تلتها الدكتورة العمانية ثريا بنت حمد المعولية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب عن المرأة في الإبداع والثقافة تلتها السيدة نائلة بنت حمد المعمرية من مركز نائلة للفنون الشعبية حيث عرضت قصة نجاحها، ثم بدأت المدخلات من المشاركات وأهمها مداخلة الوزيرة والدكتورة فايزة الخرافي التي قالت أن الذكاء الاصطناعي كما له إيجابياته فإنه يحمل في طياته كثير من السلبيات كما كانت مداخلة للوزيرة الكويتية معصومة المبارك .
ثم كانت الجلسة الثانية تحت عنوان الأبتكار، التي بدأتها المبدعة غادة همام من مصر بالتكلم حول إسهامات المرأة العربية في الأبتكار بعدها تحدثت الدكتورة فاطمة بنت طالب الرئيسية من جامعة السلطان قابوس، وبعدها تم عرض لقصة نجاح المهندسة المبدعة رزان بنت حمد الكلبانية المبتكرة التي فاجأتنا بعمرها الفتي وبكثرة أختراعاتها وهي مهندسة بشركة تنمية نفط عمان، كما كان هناك مداخلة للسيد مروان بن جمعة الشيدي وهو أخصائي براءة اختراع بوزارة التجارة والصناعة وترويج الأستثمار
بعد انتهاء الجلستين بدأ تكريم المبدعات العربيات بدءا برئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين ثم أعضاء ملتقى المبدعات العربيات وهن على التوالي : الشاعرة العمانية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي والروائية والكاتبة البحرينية فوزية رشيد والمهندسة رشا الأمين (المديرة التنفيذية لديوان أهل القلم). بعدها تم تكريم المبدعات العربيات الآتيات من معظم الدول العربية وهن : الدكتورة لينا عويدات من لبنان ، الدكتورة الريم الفلاسي والدكتورة مريم الرميثي من دولة الامارات العربية المتحدة، الدكتورة نعيمة القصير من مملكة البحرين،الوزيرة الدكتورة معصومة المبارك والدكتورة فائزة الخرافي من دولة الكويت، الدكتورة أمل المالكي من أمارة قطر، والدكتورة غادة همام من جمهورية مصر العربية، ومن سلطنة عمان الدكاترة: ريا بنت أحمد البلوشية وخالصة بنت حمد البحرية وآمنة الربيع وأمل بنت سالم الأسماعيلية، أما الذين أعتذروا في آخر لحظة فهن: الوزيرة علياء بوران من المملكة الأردنية الهاشمية بسبب عارض صحي تعرضت له ، والوزيرة الدكتورة بسيمة الحقاوي من المملكة المغربية والوزيرة الدكتورة نزيهة العبيدي من الجمهورية التونسية ، والدكتورة المهندسة مشاعل الشميمري من المملكة العربية السعودية، والطيار دانييلا رزق من الجمهورية العربية السورية.
أما في المساء فقد أقيم حفل عشاء رسمي بحضور وزيرة التنمية الأجتماعية الدكتورة ليلى النجار والسيدة سعاد بنت مبارك الغورية عضو مجلس الدولة العمانية والسفير اللبناني ألبير سماحة وعقيلته وبحضور الدكتورة نوره السويدي رئيسة الأتحاد النسائي في دولة الأمارت العربية المتحدة حيث كرمت رئيسة ديوان أهل القلم الوزيرة ليلى النجار بدرع الديوان كما كرمت الوزيرة الدكتورة سلوى الأمين بدرع هو إهداء من وزارة التنمية الأجتماعية ثم بدأ العشاء حيث شاركتنا الفرقة الموسيقية التابعة لوزارة الدافاع الوطني بأغان لفيروز وميادة الحناوي وأم كلثوم وغيرهم من أساطين الطرب الأصيل كما أنهم وضعوا في تصرفنا من ساعة الوصول حتى المغادرة سيارات من الديوان السلطاني .
لقد سعدنا جدا باستضافة ملتقى المبدعات العربيات في سلطنة عمان وبالأهتمام الذي أحاطونا به وسنعمل لاحقا على إستمرار مسيرتنا من أجل الإضاءة على المرأة العربية المبدعة والطفل العربي المبدع وهذا كان أقتراح الدكتورة الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدولة الأمارت العربية المتحدة وقد بدأنا منذ الآن برصد المبدعين من الأطفال من جميع الدول العربية ، وهذا هدفنا في ديوان أهل القلم ألا وهو تشجيع الإبداع النسوي والطفولي والشبابي في لبنان وعالمنا العربي .
اما في اليوم الثاني فقد أقاموا لنا جولة سياحية في محافظة الداخلية في ولايتي منح ونزوى ، حيث زرنا المتحف الرائع الذي بناه السلطان الراحل قابوس بن سعيد والمسمى متحف عمان عبر الزمان، وقد قيل لنا أن السلطان الراحل قابوس استوطن بمدينة نوى القريبة لمدة ست سنوات كي يشرف بنفسه على بناء هذا الصرح العظيم الذي يؤرخ لتاريخ أرض عمان منذ حوالي 800 مليون سنة إضافة إلى الحقب التاريخية التي شهدتها سلطنة عمان ، بعدها واصلنا جولتنا إلى ولاية نزوى وحارة العقر التاريخية حيث ولاية نزوى التي تبعد عن العاصمة مسقط بنحو 168 كلم وقد سميت ب” بيضة الإسلام ” لنشاطها الفكري والعلمي وقد أطلق عليها مدينة العلم والعلماء لكونها مركزا مهما للعلم والحضارة إضافة إلى زيارتنا حارة العقر وهي من الحارات الأثرية ويعود تاريخها إلى أربعة آلاف سنة حيث ما زالت بيوتها التراثية من الطين وهي مسورة بسور عال ولها أبواب عدة كانت تغلق في المساء ، ومشهورة مدينة نزوى بالتمور وتصنيعها وقد زرنا معملا للتمور ، وأحاطونا بكيفية قيامهم بصناعة التمور التي هي الحلوى الرئيسية في البلاد كافة.