سعر النيكل يتضاعف خلال 48 ساعة ويُربك أكبر بورصة معادن في العالم
بوابة الاقتصاد
تضاعف سعر النيكل خلال يومين ليبلغ مستوى قياسياً في ظل ارتفاع هائل وسريع، الأمر الذي أقحم بنكاً صينياً كبيراً مملوكاً للدولة في ورطة، وشجع على إجراء تغييرات في القواعد لدى واحدة من بين أكبر بورصات السلع الأساسية على مستوى العالم.
تخطّى سعر المادة الأولية المستعملة في تصنيع الصلب المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية 65 ألف دولار للطن، عقب صعوده بنسبة 90% في اليوم السابق.
دخلت بورصة لندن للمعادن في خضم ضغوط مستفحلة، إذ أُجبر أصحاب المراكز الاستثمارية المكشوفة بطريقة كبيرة إلى تغطيتها في وقت تدني السيولة المتاحة.
في وقت متأخر من يوم الإثنين؛ أصدرت بورصة لندن للمعادن قراراً بالسماح للتجار بتأجيل التزامات التسليم لكل عقودها الرئيسية – من بينها النيكل – وهو ما يعد التحول الاستثنائي للمؤسسة التي يبلغ عمرها 145 سنة، وتروّج لنفسها على أنَّها “سوق الملاذ الأخير” للمعادن.
صعد سعر النيكل بنسبة 37% يوم الثلاثاء ليجري تداوله عند مستوى 65920 دولاراً لكل طن في الساعة 1:38 مساء بتوقيت شنغهاي.
نقص هائل في السلعة الأساسية
أعطت بورصة لندن للمعادن أيضاً وحدة تابعة لبنك التعمير الصيني، مزيداً من الوقت لسداد مئات الملايين من الدولارات للوفاء بطلب استكمال احتياطي رأس المال، والتي كانت مستحقة في يوم الإثنين، بحسب مصادر مطّلعة على الموضوع.
كان النيكل يصعد فعلاً جراء نقص الإمدادات حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما زاد من حدة المخاوف من نقص هائل في السلعة الأساسية.
تهدد أسعار النيكل العالية، إذا استمرت، برفع تكاليف بطاريات السيارات الكهربائية، وتعقيد تحول الطاقة. تبلغ حصة إنتاج روسيا 17% من أجود أنواع النيكل على مستوى العالم.
قال جافين ويندت، المحلل في شركة “ماين لايف” (Mine Life Pty) للخدمات الاستشارية في مدينة سيدني: “ما نعلمه هو أنَّ الأسواق تميل إلى الإفراط في رد الفعل نسبياً، وأحياناً تتجاوز الحد”. تابع:”بيد أنَّه في هذا الموقف، في ظل حالة عدم اليقين إزاء الحرب الدائرة، من الصعب التحدث عن الإفراط في تقييم سلعة”.
تسينغشان.. ملك النيكل يراهن على مستقبل أخضر في صناعة البطاريات
لا تعد المدفوعات التي فات موعد سدادها لدى شركة “سي سي بي أي غلوبال ماركتس” (CCBI Global Markets)، وهي وحدة تابعة لبنك التعمير الصيني، بالضرورة علامة تدل على وجود أي مشكلات في الشركة الأم، التي تعتبر أحد أكبر البنوك في الصين.
ومن المرجح أنَّ ذلك يعود إلى إخفاق واحد من عملاء قطاع المعادن الخاص بالشركة الفرعية في سداد مدفوعات استكمال رأس المال الاحتياطي، بحسب أحد المصادر المطلعة على الموضوع.
تعد شركة “سي سي بي أي غلوبال” وسيطاً في قاعة التداول المفتوحة في بورصة لندن للمعادن.
