د.منجى على بدر يكتب: التوقيت الصيفى وخطة الدولة لتخفيف أحمال الكهرباء
بوابة الاقتصاد
من المقرر أن يبدأ تغيير الساعة وفقًا للتوقيت الصيفي منتصف ليلة الجمعة الموافق 26 إبريل 2024، ويكون بتقديم الساعة 60 دقيقة كاملة، ويستمر هذا التوقيت الصيفى إلى يوم 28 أكتوبر 2024، وذلك ضمن خطة الدولة لتخفيف أحمال الكهرباء ومواجهة أزمة الطاقة،وكانت الحكومة قد طبقت العمل بالتوقيت الصيفي في شهر إبريل من العام الماضي، في محاولة لترشيد استهلاك مصادر الطاقة المختلفة، مثل الكهرباء والبنزين والسولار والغاز.
وكان مجلس الوزراء، قد قرر وقف تنفيذ خطة تخفيف أحمال الكهرباء خلال شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر المبارك.
ومن المنتظر أن يعود العمل بجدول تخفيف أحمال الكهرباء اعتبارا من الاثنين ليبدأ من الساعة 11 ص إلى الساعة 5 مساء،
أسباب تخفيف الأحمال الكهربائية في مصر:-
نتيجة للضغط على الطاقة الكهربائية، اتجهت الحكومة المصرية لتطبيق قرار تخفيف الأحمال الكهربائيةحيث تكون ساعتين لمعظم المناطق في البلاد، على تنتهي المدة المحددة للتخفيف في الساعة 5 مساء، وكانت شركة الكهرباء قد حددت أسباب تخفيف الأحمال كالآتي:–
- النقص في معدلات الوقود الواردة لمحطات الإنتاج، وبالتالي فهي غير كافية للاستخدام اليومي للمواطنين.
- الارتفاع في نسب الاستهلاك من الطاقة الكهربائية وعدم الترشيد بها أو استخدامها على نحو جيد مما ينجم عنه الكثير من الهدر لها.
- اكتشاف الكثير من حالات سرقة الكهرباء عبر استخدام وصلات لمد التيار الكهربائي للمنازل والمحلات من أعمدة الكهرباء، وهو فعل مخالف للقوانين، و يترتب عليه المساءلة القانونية للمتسببين في ذلك.
هذا ، وتتفاوض “الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية” (إيجاس) الحكومية لاستئجار “سفينة تغويز” التي تقوم بتحويل الغاز المسال إلى صورته الغازية، واشترت (إيجاس) مؤخراً شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم الفوري إلى محطة العقبة للتغويز في الأردن،
وتعتمد مصر على الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي، مع تصدير الفائض على شكل غاز مسال إلى أوروبا بشكل أساسي عبر مصانع التسييل في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية 2.1 مليار قدم مكعب يومياًواستيراد مصر للغاز المسال سيكون في المرحلة الأولى عبر المحطة العائمة في ميناء العقبة الأردنية والتي ينتهي عقد استئجارها بنهاية عام 2025
ولا تمتلك مصر محطات لتحويل الغاز المسال إلى صورته الغازية، وكان في وقت سابق لديها محطة عائمة في العين السخنة استخدمتها لاستيراد الغاز قبل عام 2018. وتستخدم مصر الغاز في تزويد محطات الكهرباء بالوقود كما تستخدمه في عمليات التبريد.
ومن الجدير بالذكر ، أنه خلال يوليو 2023 ضربت مصر أزمة كهرباء هي الأولى من نوعها منذ 2014، بررتها الحكومة بأنها ناتجة عن موجة الحر التي ضربت البلاد، مما دفعها آنذاك إلى تخفيف الأحمال ووعدت الحكومة حينها بحل الأزمة عبر توفير الاحتياجات اللازمة من المواد البترولية لشبكات الكهرباء ورفع ضغط الغاز.
وتحتاج وزارة الكهرباء يومياً لنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز، و10 آلاف طن من المازوت حتى تنتهي الانقطاعات المتكررة للكهرباء في كافة أنحاء مصر.
وتقوم وزارة البترول بتوريد حالياً كميات من الوقود إلى محطات إنتاج الكهرباء بما يصل إلى 16 ألف طن مازوت يومياً، وبما يتراوح ما بين 85 إلى 88 مليون متر مكعب غاز يومياً خلال الفترة الحالية.
ونرى أن تطبيق التوقيت الصيفى سيساعد على ترشيد استخدام الطاقة وأيضا مرحلة شح الموارد من النقد الاجنبى قد انتهت تماما ، وبالتالى لاتوجد حاجة ملحة لتطبيق خطة تخفيف الأحمال الكهربائية ، حيث وان كان المردود المالى من التخفيف جيد ، الا أن المردود المجتمعى سيكون بالسالب خاصة وأن المواطن يعانى من تبعات التضخم ، ونريد من الدولة أن توازن علاقتها مع المواطن وتشعره بمردود التنمية والمشروعات القومية الايجابى ، وذلك بالغاء تخفيف الأحمال أن أمكن.
==
الوزير المفوض الدكتور/ منجى على بدر
المفكر الاقتصادى وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة
15 أيريل 2924