تراجع الطلب على الذهب في مصر يساهم في تذبذب الأسعار
كتب : محمود حاحا _ بوابة الاقتصاد
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي من جديد خلال تداولات اليوم لتسجل مستوى تاريخي جديد وذلك على الرغم من قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الحكومية، يرجع هذا إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب التوترات الجيوسياسية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي أعلى مستوى تاريخي اليوم عند المستوى 2266 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2251 دولار للأونصة لتسجل ارتفاع بنسبة 0.4% ويتداول السعر وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2259 دولار للأونصة.
الذهب ارتفع اليوم للجلسة السادسة على التوالي ليستمر في مخالفة توقعات الأسواق ويستمر في الصعود دون الحاجة إلى تصحيح سلبي وذلك على الرغم من تسجيله مستوى قياسي أيضاً مطلع هذا الأسبوع.
ويأتي الأداء القوي من الذهب في الوقت الذي سجل فيه الدولار الأمريكي أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع خلال جلسة اليوم، بينما ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأعلى مستوى في أسبوعين عند 4.345% ليسجل ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.2%.
قوة الدولار الأمريكي وعائد السندات جاءت بعد بيانات القطاع الصناعي الأمريكي عن شهر مارس والتي صدرت يوم أمس وأظهرت ارتفاع مؤشر معهد التزويد الصناعي إلى 50.3 ليدخل القطاع رسمياً في النمو فوق المستوى 50 للمرة الأولى منذ أكتوبر 2022.
تسببت هذه البيانات في تغير معنويات الأسواق تجاه توقعات الفائدة الأمريكية، فالأسواق الآن ترى أن نمو الاقتصاد الأمريكي متماسك بشكل كبير وبيانات التضخم الأخيرة جاءت وفق ما يريد البنك الفيدرالي الأمريكي، وهو ما صرح به رئيس البنك جيروم باول في حديث له يوم الجمعة الماضية.
في الوقت نفسه التوقعات كلها تظل ضعيفة بالنسبة لأداء الاقتصاديات الأوروبية الأخرى وأصبحت التوقعات تشير أن البنوك المركزية الأخرى ستلجأ إلى خفض الفائدة قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، وهو الأمر الذي أعطى الدولار الأمريكي دفعة قوية.
بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت تؤثر بالسلب على الذهب، بسبب ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
بالرغم من كل هذه العوامل التي من المفترض أن تؤثر سلباً على أسعار الذهب، نجد المعدن النفيس يرتفع للجلسة السادسة على التوالي ويسجل مستوى تاريخي جديد اليوم، فقد وجد دعم من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب تزايد التوترات الجيوسياسية بعد أخبار عن قيام الكيان الصهيوني بضرب القنصلية الإيرانية في سوريا.
من جهة أخرى تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بسبب تغيرات في توقعات الأسواق لمصير الفائدة الأمريكية، وهو الأمر الذي صب في صالح الذهب أيضاً، فخروج الاستثمارات من أسواق الأسهم مرتفعة المخاطرة سيدفعه إلى الذهب كملاذ آمن.
أيضاً العقود الآجلة للذهب ارتفعت اليوم وسجلت أعلى مستوى تاريخي عند 2287 دولار للأونصة بفارق 21 دولار عن أعلى سعر سجله الذهب الفوري اليوم، وهو ما يدل على توسع الفارق بينهما، الأمر الذي قد يزيد من الضغط على السعر الفوري للصعود وتقليص الفجوة مع سعر العقود الآجلة.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات فرص العمل عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر مارس، مع توقعات بتراجع إلى المستوى 8.76 مليون مقارنة مع القراءة السابقة 8.86 مليون، وتعد أخبار اليوم هي البيانات الأولى المتعلقة بقطاع الوظائف الأمريكي والتي تتفاعل معها الأسواق بشكل كبير.
أسعار الذهب في مصر
استمر التذبذب في مستويات الذهب بمصر مما يظهر تجاهل السعر للارتفاعات التاريخية التي تسجلها سعر الأونصة العالمية، يأتي هذا في ظل عدم وضوح اتجاه في الأسواق حالياً وسط ترقب الأسواق للتطورات الحالية في الاقتصاد المصري.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3090 جنيه للجرام ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3100 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بمقدار 30 جنيه فقد أغلق جلسة الأمس عند 3080 جنيه للجرام وكان قد افتتح الجلسة عند المستوى 3110 جنيه للجرام.
ضعف الطلب على الذهب موسمياً خلال شهر رمضان ساهم بشكل كبير في حركة التذبذب الحالي في السعر، خاصة في ظل ترقب الأسواق للتغيرات الحالية في الاقتصاد المصري بعد عدد من الإجراءات الهامة التي شهدها طوال شهر مارس.
قد يبدأ سوق الذهب في التفاعل مع الأحداث الحالية مع انتهاء شهر رمضان خاصة في ظل ضغط إيجابي كبير على الأسعار ناتج عن ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، ولكن الفيصل يظل هو سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية والذي ظل يشهد استقرار حالياً عند متوسط 47.25 جنيه لكل دولار.
أظهر الاقتصاد المصري تباطؤ خلال الربع الثاني من العام المالي 2023 – 2024 ليتراجع إلى 2.3% بعد أن كان بنسبة 2.63% في الربع الأول، وخلال نفس الربع من العام المالي السابق كان الاقتصاد المصري يشهد نمو بنسبة 3.9%.
بينما ارتفع الدين الخارجي لمصر بمقدار 3.51 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2023 ليصل إجمالي الدين الخارجي إلى 168.034 مليار دولار بنهاية عام 2023. بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد المصري نمو بنسبة 3% خلال العام المالي الجاري على أن يتزايد في العام المالي القادم إلى 4.5%.
أشار صندوق النقد الدولي أيضاً أن مصر يمكنها الحصول على 4.14 مليار دولار خلال عام 2024 في حال إتمام مراجعات الصندوق خلال العام الحالي لبرنامج الإقراض، حيث سيتم استلام شريحة بقيمة 820 مليون دولار خلال أيام بعد أن تخطت مصر المراجعتين الأولى والثانية التي تم اجراءهما الأسبوع الماضي. بينما ستتم المراجعة الثالثة للصندوق بعد 3 أشهر من الآن وعند تخطيها تحصل مصر على 820 مليون دولار أخرى.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفعت سعر أونصة الذهب العالمي للجلسة السادسة على التوالي لتسجل أعلى مستوى تاريخي جديد خلال تداولات اليوم الثلاثاء بدعم من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية، وذلك على الرغم من تسجيل الدولار أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع وارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية.
يستمر سعر الذهب المحلي في التذبذب منذ بداية الأسبوع دون تحديد اتجاه محدد ليتجاهل التطورات الإيجابية في سعر أونصة الذهب العالمي، يرجع هذا إلى ترقب الأسواق للتطورات الحالية في الاقتصاد المصري وانتظار انتهاء شهر رمضان الذي يتميز بطلب موسمي ضعيف على الذهب نسبياً.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي مستوى تاريخي جديد عند 2266 دولار للأونصة، وذلك بعد أن تراجع السعر يوم أمس ليعيد اختبار المستوى 2230 دولار للأونصة الذي اخترقه الأسبوع الماضي، وحاليا يحاول الذهب تجميع الزخم الصاعد الكافي لاختراق خط المقاومة للقناة السعرية الصاعدة حول المستوى 2265 دولار للأونصة.
اختراق هذا المستوى يفتح الطريق إلى المستوى 2300 دولار للأونصة وذلك على الرغم من التشبع في الشراء الذي يظهر على مؤشرات الزخم الفنية.
أما عن السعر في مصر:
يستمر التذبذب في سعر الذهب المحلي حول المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21، وسط عدم وضوح للاتجاه حالياً خاصة مع عودة سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية إلى الاستقرار من جديد.
استكمال صعود الذهب خلال الفترة القادمة يتطلب الاستقرار فوق المستوى 3100 جنيه للجرام ثم اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام، ولكن الذهب يبحث عن دعم كافي لإمكانية تحقيق هذا سواء من حدوث ارتفاع في سعر الصرف أو من الارتفاع الحالي في سعر الأونصة العالمية.