محمود العربي يكتب: “الحرب في أوكرونيا” وارتفاع الأسعار في مصر
بوابةالاقتصاد
استغل بعض التجار اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ورفعوا أسعار العديد من السلع حتي التي لا يتم استيرادها من منطقتي الأزمة، حيث شهدت أسعار معظم السلع سواء الغذائية الاستراتيجية أو السلع الاستهلاكية زيادات كبيرة بنسبة تتراوح بين 20 و35%.
وبعيدا عن أسباب الحرب الروسية الأوكرانية وما هي دوافع كلا البلدين في نشوب الحرب.. السؤال الذي يطرح نفسه بشدة لماذا ترتفع الأسعار “فورا” في مصر.
بالطبع مصر جزء من العالم –وما يسري عليهم يسري علينا- ومن المتوقع ان تتأثر مصر وتشهد ارتفاع في أسعار السلع المستوردة من بلاد اللأزمة، خلال شهر علي اقل تقدير لكن أن ترتفع مباشرة مع أول طلقة رصاص فهذا مستغرب جدا!!!!!!
وإذا أخذنا في الاعتبار تكلفة الفرصة البديلة وأن التاجر أو المستورد أو صاحب المصنع مضطر إلى زيادة السعر حتي لا يتآكل رأس ماله، ولن يبيع بضاعته بـ”الخسارة” .. ففي هذا الأمر بعض العجب لأن السعر لم يرتفع مرة وحده ومن الممكن الانتظار لبضعة أيام لحين وضوح الرؤية، حيث من الممكن أن تنتهي الحرب غدا أو بعد –رغم ضعف هذا الاحتمال-.
وإذا كانت أسعار السلع التي يدخل فيها القمح مثل المخبوزات ورغيف العيش السياحي “الحر” غير المدعم وكذلك اسعار الفينو والمكرونة والباتيه والمعجنات بشكل عام ستتأثر وتشهد ارتفاعا نتيجة لخلل متوقع مستقبلا في وجود كميات جديدة أو بأسعار مناطق ودول اخري مثل فرنسا وأمريكا لاستيراد القمح.. فلماذا يرتفع سعر الأز الذي يتم زراعته محليا ويكفي الاستهلاك ويزيد.. وكنا نصدر منه كميات كبيرة للخارج قبل قرار منع تصدير الارزن وكذلك لماذا ترتفع أسعار الفاصوليا البيضاء ونحن نصدر كميات كبيرة منها للخارج؟ ولماذا ترتفع أسعار الخضروات والفاكهة ولدينا منها كميات كبيرة جدا يفسد معظمها من سؤء التخزين؟؟ ولماذا؟ ولماذا؟
ونعود مرة أخري لأسعار السلع المرتبطة بالقمح لماذ ترتفع بهذا الشكل الكبير 20 و30% لماذا؟ لو إننا في سوق حقيقي ما كانت ارتفعت الآسعار بهذه النسب المهولة؟ والمفترض ان تكون هناك زيادة بعد شهر علي الأقل من اندلاع الحرب.
وسؤال أخر يطرح نفسه هل اذا انتهت الحب غدا ستنخفض الأسعار؟؟؟؟ أشك في هذا، السوق المصري يستجيب للارتفاع ولا يستجيب للانخفاض نهائيا باستثناء أسعار الخضروات والفاكهة.. لكن لم نر أبدا سعر سيارة ارتفع ثم انخفض ولا سعر غسالة أو ثلاجة… أو حتي سعر مثلث جبنة أو كيلو مكرونة أو دقيق.. ما يرتفع سعره لا ينخفض في مصر .
متبقي علي شهر رمضان المبارك أيام قلائل.. وفي هذا الشهر يزيد الاستهلاك بنسب تتراوح بين 30 و50% مقارنة بباقي شهور العام، لما يشهده من “عزومات” واستهلاك كبير للحوم الحمراء والبيضاء والسلع الغذائية والعصائر والمشروبات، وعلي الدولة أن تكثف الرقابة والتفتيش علي الأسواق وضبط الأسعار وطرح منتجات من قبل الدولة لفرملة زيادة الأسعار.
ومطلوب من المواطن أيضا عدم التهافت علي الشراء الآن خاصة أن بعض التجار يروجون أن الأسعار ستشهد زيادات جديدة، وبالتالي يساع المواطن “المغلوب علي أمره” بالشراء الآن قبل الزيادة الجديدة.
ونصيحتنا الأن اشتري ما يلزمك الان فقط، ولا تساعد في خلق طلب وهمي علي السلع، وبالتلي تعطي مبررا للتاجر لرفع السعر عليك.
وبالطبع الأزمة الروسية الأوكرانية لها أبعاد وتأثيرات كبيرة علي مصر سواء في سلاسل الإمداد أو ارتباك حركة الشحن وتأثير الأزمة علي السياحة والاقتصاد المصري… سنناقشها بشكل مستفيض في المقال المقبل إن شاء الله.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها من كل سوء
محمود العربي
رئيس تحرير بوابة الاقتصاد
رئيس تحرير نشرة لوجيستك نيوز