آخر الاخبارمنوعات

القصة الحقيقية للحشاشين وحسن الصباح ومسلسل كريم عبدالعزيز

بما إنّ ناس كتير سألتني عن الحشاشين عشان المُسلسل، وأنا مكونتش حكيت عنهم قبل كدة بشكل حصري، فتعالى أخدك في رحلة مُثيرة عبر الزمن وإنت سهران للسحور ..

بس سيبني الأول أفرشلك الفرشة التاريخية بتاعتنا ..

عايز أقولك إنّ كانت البداية كانت مع وفاة النبي (عليه الصلاة والسلام)، لمّا توفى ولم يترُك خليفة له بالاسم كدة صريح، فاجتمع المسلمون واختاروا بالشورى سيدنا (أبو بكر الصدّيق) من باب اللّي هو من أولى بالخلافة أكثر من صاحب النبي ورفيق دربه وأقرب الناس ليه، ومن بعده تولّى (عُمر بن الخطّاب) بردو بالشورى بين المسلمين، عشان يليه سيدنا (عُثمان بن عفّان)، وصولًا إلى سيدنا (علّي) كرّم الله وجهه، رابع الخلفاء وزوج بنته السيدة (فاطمة) رضيّ الله عنها ..

من اللّي فهمناه، المفروض إيه اللّي يحصل بعد وفاة سيدنا (عليّ) ..؟ أيوة بالظبط، يجتمع المسلمون ويقرّروا مين هيمسك الخلافة، بس اللّي حصل ساعتها إنّ طلع جماعة من الناس قالوا لأ ثانية واحدة، هنا الأمر اختلف بقى، دا النبي بذات نفسه قال إنّ الخلافة المفروض تبقى في نسل (عليّ) من بعده في أولاده وأحفاده، ودا كان تفسير خاطىء لكلام النبي وتظبيط ليه على هواهم، ولمّا لقوا مُعارضة انشقوا عن الجماعة اللّي كانت ماشية بـ (السُنّة) وكوّنوا لنفسهم جماعة أو فرقة أو طائفة مُنفصلة ..

ودي كانت ولادة طائفة (الشيعة) اللّي هي النهاردة تاني أكبر طائفة من المُسلمين بعد (السُنّة) ..

(الشيعة) نفسهم مُنقسمين جوّاهم لعدّة طوائف فرعية، أشهرهم، ودي اللّي لمّا بيتقال كلمة (شيعة) بييجوا عالبال على طول هم (الإثنى عشر) عشان هم الغالبية العُظمى منهم، وتم تسميتهم بالاسم دا عشان في رأيهم إنّ (الإمام عليّ) و١١ واحد من ولاده بالترتيب كدة هم أئمة معصومون من الخطأ عصمة الأنبياء، واللّي منهم وآخرهم الإمام الإثني عشر هو الإمام (محمد المهدي) المعروف عند المُسلمين باسم (المهدي المُنتظر) اللّي هيظهر في آخر الزمان ليؤم المُسلمين ..

بدون ما نتوسّع أكتر، خلّيني أحكيلك عن الطائفة الفرعية اللّي تهمّنا هنا، ألا وهي (الطائفة الإسماعيلية) ..

وهنا اسم (الإسماعيلية) لا يعود لمدينة (الإسماعيلية) المصرية الشهيرة كما قد يعتقد البعض، بل عائد على (إسماعيل المُبارك) ودا الابن الأكبر للإمام (جعفر الصادق)، الإمام السادس عند الشيعة، طب إيه اللّي حصل بردو عشان يتسمّوا كدة ..؟ وإيه وجه الاختلاف بينهم وبين (الإثني عشر) عشان يبقوا طائفة فرعية ..؟

هقولك إنّ لحد تولّي الإمام السادس (جعفر الصادق) مكنش لـ (الطائفة الإسماعيلية) أي وجود، لحد ما توفي (جعفر)، وكان عنده ولدين (إسماعيل المُبارك) زيّ ما قُلنا و(موسى الكاظم)، والمفروض إنّ (إسماعيل) كان مات في حياة (جعفر) نفسه، فبالتالي الإمامة هتروح للابن الحي (موسى) ودا اللّي بتؤمن بيه (الإثني عشر) العادية، بينما طلع جمّاعة منهم قالوا لأ دا (إسماعيل) مكنش مات، بل هي لعبة عملها (جعفر) عشان يوهم (العباسيين) إنّه مات عشان يبعد أنظارهم عنه فيكمّل الإمامة بعدين في السر، وعليها انشقّوا وعملوا لنفسهم فرع مُختلف بيؤمن بإمامة (إسماعيل) وتسمّوا باسمه ووصل تعدادهم حاليًا لحوالي ٥ إلى ١٠ مليون شيعي إسماعيلي ..

لحد دلوقتي أنا بشرح بالراحة خالص ووضوح عشان متّتوهش منّي ..

نسيب الأصل ونكمّل مع الفرع ..

مع (الطائفة الإسماعيلية) اللّي سابت الجُزء الفقهي والشرعي من الدين اللّي ركّزت فيه (الإثنى عشر) واهتموا هم بالجانب الروحاني والصوفي، فبدأوا يتساءلوا على طبيعة الله، وأنواع وكيفية الخلق، وجهاد النفس، وعلم الحروف والأرقام وبالنسبة الإمام هو (حامل مفاتيح الجنّة) وعن طريقه هيكون الخلاص والجائزة الكُبرى، فبالتالي خدهم تفكيرهم إنّ القرآن نفسه ليه طبيعتين، طبيعة (ظاهرة) أي حد يفهمها من عموم الشعب عادي باللغة وتراكيب الكلام، وطبيعة (باطنة) تُخفي حروفه أسرار نورانية وقدرات روحانية محدش يقدر يفهمها غير الفئة المُختارة من الله وعن طريق ذاته الألهية وحده وعشان سُميّت بطائفة (باطنية) ..

بتستمر سلسلة الإمامة من بعد (إسماعيل المُبارك) لحد ما توصل للإمام الثامن عشر في الجُزء الإسماعيلي من الشيعة ألا وهو (أبو تميم معد بن الظاهر) اللّي كلّنا عارفينه باسمه اللّي ارتبط بواحدة من أبشع الفترات في مصر في العصور الوسطى، ألا وهو (المُستنصر بالله الفاطمي) اللّي حصلت في عصره (الشدّة المُستنصرية) ولو متعرفهاش هتلاقيني حاططلك لينك ليها في الكومنتات بحكيلك عنها وعن إزّاي المصريين تحوّلوا لأكلة لحوم بشر ..

بس دا مش موضوعنا، خلّينا نقول إنّ فترته كانت فترة ضعف واضمحلال انتهت بوفاته عن عُمر ٦٧ عامًا ..

ولمّا مات ساب وراه ولدين (أحمد المُستعلي بالله) و(نزار المصطفى لدين الله)، وهنا رجع نفس الحوار بتاع الخناقة بس المرة دي في ١٠٩٤ ميلادية، وانقسم الإسماعيليون نفسهم ما بين المفروض إنّ (المُستعلي) هو اللّي يبقى الإمام، وما بين (نزار) هو اللّي المفروض يمسك الإمامة، فتدخّل (بدر الدين الجمالي) والي (عكا) اللّي كان جه مصر بُناءً على طلب (المُسنتصر) عشان يُعيد الأمن والأمان والاستقرار واللّي على اسمه اتسمّى حيّ (الجمالية)، واختار إن الإمامة تبقى للأول وعليها سجن (المُستعلي) أخوه (نزار) لحد ما تم قتله في سجنه ..

طبعًا بما إنّ الأمر استتب لـ (المُستعلي) فطبعًا أي حد من سُلالة (نزار) هيُقام عليه الحد هو كمان خوفًا من انقلاب الحُكم واستكمال الإمامة في نسل (نزار) وعليها هرب (أبو علي الحسن) ابنه المُلقب بـ (الهادي) من (الأسكندرية) اللّي كان أبوه (نزار) نصّب نفسه خليفة عليها عندًا في أمر الوزير (بدر الدين الجمالي) إلى (آسيا الوسطى) عشان يُدخل فيما يُعرف عن الشيعة بدور (الستر) وفيه الإمام بيختفي في مكانٍ ما واللّي بيمسك الإمامة شخص آخر صوري، وهنا تدخّل شخص ما ساب علامة فالتاريخ من بعدها عشان يؤسس فرع (الشيعة الإسماعيليين النزاريين) نِسبة إلى (نِزار) ..

الشخص دا اللّي هو (حسن الصبّاح)، اللّي هو (كريم عبد العزيز) في المُسلسل ..

شوفت مشينا قد إيه عشان نوصل بس لوجود الراجل دا في التاريخ ..؟

المهم إنّ (حسن الصبّاح) من مواليد مدينة (الرّي) في (فارس) اللّي (إيران) الحالية، وقيل في مدينة (قُم) معقل (الإثني عشر) قبل ما ينتقل لـ (الري) المشهورة بالإسماعيليين، وفيها بدأ (الصبّاح) رحلة البحث والدراسة في كتب (الطائفة الإسماعيلية) و(العلوم الباطنة) لحد ما قابل مُعلم إسماعيلي لقّنه التعاليم كلّها وبقى مُقتنع بيها وفاضله بس يمين الولاء اللّي ألقاه أما درويش إسماعيلي نائب عن (عبد الملك بن عطّاش) كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب (إيران) و(العراق)، ودا اللّي كان (كريم عبد العزيز) بيدوّر عليه فالحلقة الأولى من المُسلسل ..

(بن عطّاش) قابل (الصبّاح) لمّا زار (الريّ) في ١٠٧٦، وطلب منه إنّه يزور مصر، مهد (النزارية) وعشان يسجّل اسمه في البلاط الفاطمي، وليها وصل (الصبّاح) لمصر بعدها بسنتين وقعد فيها ٣ سنين ما بين (القاهرة) و(الإسكندرية) لحد ما دخل في خلاف مع (بدر الدين الجمالي) فسجنه شوية بعد كدة طرده من مصر على متن سفينة غرقت في عرض البحر ونجى (الصبّاح) وأكمل طريقه وصولًا إلى (أصفهان) حيث قرر إنّه يستكشف (إيران) لمدة ٩ سنين وهو بيدعوا الناس للإنضمام للطائفة (الإسماعيلية النزارية) وهو بيتفادى المُدن والزحام وبيميل للاختفاء فالجبال والصحاري، ودعوته دي لفتت انتباه مين ..؟ الحكام السلاجقة ..

السلاجقة هم واحدة من أهم الدول الإسلامية اللّي ظهرت فالمنطقة على يد (طُغرل بك) أول ملوكها، وشمل نفوذها في فترات قوّتها (إيران) و(أفغانستان) ووسط آسيا، وفالفترة دي كان الملك عالعرش مَن يُدعى (آلب أرسلان) أو (الأسد الباسل) بالعربي، ووزيره المدعو (نظام الملك) اللّي هو أعتقد فالمسلسل (فتحي عبد الوهاب) اللّي قرر القبض على (الصبّاح) وقتل الحركة في مهدها خصوصًا بعد انتشار أتباع الطائفة الباطنية دي في السرّ، وعليها مكنش قدّام (الصبّاح) غير آنّه ينفد بجلده في حتّة بعيدة عن سطوة السلاجقة، فاستمر في بحثه لحد ما لقى غايته ..

وهنا ظهرت قلعة (ألموت) في الصورة، ودي القلعة اللّي خرج منها (كريم عبد العزيز) في أول المُسلسل ..

والهمزة اللّي عالألف هنا مقصودة، عشان هي مش قلعة (الموت) بل (ألموت) ومعناه (العُقاب) والمقصود بيها إنّها وكر العُقاب عشان في أعلى جبال (الديلم) على ارتفاع ما لا يقل عن ٢٠٠٠ متر وعلى بُعد ١٠٠ كيلومتر من (طهران)، وملهاش غير طريق واحد فقط نزول وطلوع والباقي على مُنحدر شديد الوعورة فدا بيخلي الهجوم عليها غاية فالصعوبة، ودا كان الغرض أصلًا للّي بناها اللّي محدّش يعرف هو مين بالظبط، قبل ما يدخلها (الصبّاح) ويُطرد قاطنها السابق منها ويستقر فيها، وقيل اشتراها منه بـ ٣ آلاف دينار ذهب ومخرجش منها لمدة ٣٥ سنة لحد وفاته في ١١٢٤ ..

(الصبّاح) عمل لنفسه قاعدة في القلعة بيبعت منها دُعاته للانضمام للطائفة أو ميليشياته العسكرية للإستيلاء على المُدن والقلاع واللّي كان بيُشكّل عَقَبة كان بيتم اغتياله، ودا هيجيبني للمؤذن اللّي ناس سألت عليه في أول حلقة وليه اتقتل، دا كان من أهل بلدة (ساوة) ومُقيم في (أصبهان) ودُعي للانضمام ليهم ولمّا رفض خافوا يبلّغ عن نشاطهم فالمنطقة فقرروا قتله وعليها يُعتبر المؤذن دا أو ضحية لما سيُعرف فيما بعد بـ (حشّاشين حسن الصبّاح)، فوصل خبره للوزير (نظام الملك) وبالتقصّي حصروا القاتل في شخص مَن يُدعى (طاهر) النجار اللّي السلاجقة خدوه سحلوه في البلدة وقتلوه عشان يكون هو أول قتيل من الطائفة الباطنة ..

وعشان كدة لقطة المؤذن كانت مُهمة، عشان يورّيك أول ضحية ليهم ..

الفكرة بقى إنّ كلمة (حشّاشين) بقى المعروفين بيها دي، ليس لها أي شرح تاريخي عندنا، يعني أقدم ذكر للكلمة كان في رسالة الخليفة الفاطمي (الآمر بأحكام الله) اللّي بعتها للإسماعيليين عام ١١٢٣، ووصفهم فيها باسم (الحشيشية) مرتين بدون سبب واضح، وبعدها في ١١٨٣ في كتاب سلجوقي كتبه (عماد الدين الأصفهاني) باسم (نُصرة النُصرة) ورد ذكرهم بنفس التسمية وبردو دون سبب ليه بيتقال عليهم كدة، بل كان بيتقال عليهم في العادي (الإسماعيليين) أو (الملاحدة) ..

قيل عشان (الصبّاح) كان بيتحكّم فيهم باستخدام الحشيش، بس بردو مفيش أي مصدر تاريخي لإنّ دا كان بيحصل، وقيل إنّ الأصل منها (عسّاسين)، ودي من (العسس) أي السير ليلًا، عشان كان نشاطهم بيعتمد على التخفي في الليل والظلام، وقيل إنّ (حشاشين) دي هي نُطق أجنبي لكلمة (حسّاسين) اللّي المقصود بيها (جماعة حسن) فنطقوها (أساسان)، ودي اللّي جه منها اللفظ الفرنسي ثم الأجنبي Assassin يعني قاتل، عشان تدريباتهم كانت شديدة القسوة وبيتم انتقائهم بعناية شديدة، اللّي هو عشان يدخلوا بس القلعة كانوا بيتركوا فالعراء للجوع والعطش والحرارة لأيام وسط السخرية والتنكيل لاختبار صبرهم وتفانيهم ..

طب اشتهروا بإيه (الحشّاشين) وليه واخدين السُمعة دي ..؟

بغض النظر عن إنهم جماعة مُنشقة بتدعو لتعاليم مُختلفة عن الدين الرئيسي، إلّا إن أسوأ حاجة هو الفرع السياسي/العسكري بتاعهم، فبعد فشلهم في الدعوة العلنية بقوا بيعملوا في السر وبدأ اعتمادهم على ساسية الاغتيالات ألقى الرُعب في قلوب أعدائهم خصوصًا لمهارتهم المُبهرة في التخطيط والتنفيذ والفروسية والقتال والقتل والتنكّر والانغماس وسط الصفوف بدون ما حد يعرف إيه في دماغهم، بس الأخطر من دا كله، إنّهم كانوا فدائيين مُؤمنين إنّ مُفتاح الجنّة في إيد (حسن الصبّاح) وهو وحده اللّي يملُك يدخلّهم، فمكنش عندهم ذرة تردد في التضحية بحياتهم في سبيل الإمام عشان في رأيهم دي أسرع طريقة للجنّة، ودا بيفسر لقطة أول حلقة بردو لمّا الواد رمى نفسه من على سور القلعة فقط لإرضاء (الصبّاح) ..

عايز أقولك إنّهم كانوا مربيّين الرعب لأعدائهم لمهارتهم في الوصول ليهم مهما كان مكانهم؛ ومن أشهر اغتيالاتهم هو حاكم بيت المقدس الملك (كونراد) اللّي قاله (حشّاش) مُتنكر في شكل راهب وطعنه وسط جنوده، والخليفة الفاطمي (المُسترشد) والخليفة (الراشد) بل ووصلوا للوزير السلجوقي اللّي قولتلكوا عليه فوق (نظام الملك) نفسه واغتالوه بعد ما تنكّر (الحشّاش) في شكل صوفي شحّات وطعنه وسط حاشيته، وكل دا كان بيتم بمُنتهى الدهاء وبفدائية بتُلقي في قلوب الناس الرُعب، لدرجة إنّ بعضهم كان بيتم مهمته وينتحر عشان في دماغه هو كدة شهيد وهيدخل الجنّة بدون حساب ..

عايز تصدّق قد إيه كانوا مُخيفين ..؟ هحكيلك حاجة على عُهدة الراوي المؤرخ كمال الدين ..

بيقول إنّ شيخ جبل (سورية) ودا لقب كان بيُطلق على قائد (الحشّاشين) وأول مَن حمله كان (الصبّاح) نفسه، المُهم إنّ (سنان راشد الدين) دا بعث رسول منهم إلى (صلاح الدين الأيوبي) ولمّا وصله قاله إنّه معاه رسالة ليه شرطها إنّه يبقى لوحده، فأخرج (صلاح الدين) الناس من القاعة وساب شوية، فقاله المبعوث إنّ لأ لازم الناس كلها تخرج، فأخرجهم (صلاح الدين) كلهم وساب حارسيه الشخصيين بس اللّي فوق راسه، فسأله المبعوث ليه سايب دول بس؟ فرد (صلاح الدين) وقاله “هذان المملوكان لايفترقان عني، وأعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد، فاذا أردت فقدم رسالتك وإلا فارحل” ..

فما كان من المبعوث إلّا إنه وجّه كلامه للحارسين وسألهم “إذا أمرتكما باسم سيدي أن تقتلا هذا السلطان فهل تفعلان؟” وفي دهشة من (صلاح الدين) سحب الحارسين سيوفهم وقالوله “نعم، مُرنا ما شئت”، يعني الحارسين كانوا من (الحشّاشين) المُتخفيّين، وبغض النظر عن احتمالية كون القصّة مُبالغة إلّا إن (الحشاشين) حاولوا بالفعل اغتياله مرتين ولم ينجحا وخلّوه عايش جزء من حياته في توتر وترقّب لأي خنجر شارد يطعنه في أي وقت لدرجة إنّه بعدها بنى يرج خشبي ينام فيه لوحده مخصوص وميقربش منّه أي حد إلا بإذن منه ..

والحال فضل كدة حتّى بعد وفاة (الصبّاح) في قلعته واستمرت الاغتيالات لحد ما وقّعهم حظّهم العثو في يد مَن لا يرحم

في عام ١٢٥٢ ميلادية دخل لشمال (إيران) رُعب جاي بيزحف من شمال شرق آسيا مُتمثّل في جيوش المغول اللّي كانوا بييجوا عالأخضر واليابس، فدخلوا المناطق اللّي كتن الإسماعيليون مُسيطرين عليها في خوف من الناس التانية، وهجموا على حصونهم وقلاعهم، لحد ما (هولاكو) بنفسه تولى حصار قلعة (ألموت) المنيعة واللّي كان ساعتها بيحكمها قائد (الحشّاشين) المدعو (ركن الدين خورشاه) لحد ما استسلم ونزل هو وكل مَن كان فالقلعة ودخلها (هولاكو) وأسره عشان يموت في طريق العودة وتنكسر شوكة واحدة من أخطر الجماعات في التاريخ ..

اللّي شهر الجماعة دي أكتر وأكتر وخصوصًا وسط الشباب هو ذكرهم في أفلام وروايات وڤيديوجايمز زيّ اللعبة الأشهر Assassin’s Creed أو (عقيدة الحشّاشين) بأجزائها بقى كلها اللّي بتحكي عن شاب اسمه (ديزموند) بيدخل في حهاز اسمه Animus بيخلّيه يعيش في ذكريات أسلافه عبر چيناته وصولًا لجده الأكبر (الطائر، ابن لا أحد) اللّي كان أحد أفراد الطائفة وبيُعيد تمثيل اغتيالاته على هيئة مهام، وفي كمان (سمرقند) رواية (أمين معلوف) اللّي بتحكي عن نفس الفترة، دا غير الفيلم اللّي اتعمل بنفس الاسم وياريته ما اتعمل بصراحة ..

وبكدة أقدر أقولك إنّي تعبت، بس دلوقتي إنت عندك فكرة عامة عن (الحشّاشين) وعقيدتهم من قبل ما يظهروا حتّى ولحد نهايتهم، وبالرغم من طول البوست إلّا إن التفاصيل كتيرة أوي، بس عالأقل دلوقتي وإنت بتتفرج عالمُسلسل بعد ما قريت البوست مش هتبقى زيّ ما كُنت قبل ما تقراه والاستمتاع هيبقى مُختلف ..

أتمنى متكونش زهقت، حاولت أشرح بطريقة بسيطة وسهلة وجايبهالك من اللداية خالص في تسلسل زمني يعيّشك في الجو والفترة الزمنية الغابرة دي، فعرّف صحابك اللّي بيحبّوا الحاجات دي وكانوا حابين يفهموا قصّة المُسلسل وهاتهم يقروا معاك، وقولي إيه رأيك في الحماية وطريقة عرضها، ومتنساش تعرّفهم إنّ اللّي فوق دا مش كل الناس تعرفه، بس دلوقتي إنت مش منهم ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى