الإمارات والهند تتفقان على تسوية المعاملات التجارية بالروبية والدرهم
تعاون بين “المركزي” الإماراتي والهندي بشأن روابط أنظمة الدفع السريع والبطاقات والرسائل
وقعت الإمارات، والهند اليوم، اتفاقية تسمح بالتبادل التجاري بين البلدين بالعملتين المحليتين (الدرهم والروبية)، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
بلغت قيمة التجارة البينية بين الهند والإمارات العربية 84.5 مليار دولار في عام 2022-2023.
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، توقيع 3 مذكرات تفاهم بين الجانبين، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في إطار الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية.
كان وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي، أوضح في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، في ديسمبر، أن بلاده في مرحلة مبكرة من المناقشات مع الهند بشأن استخدام الدرهم والروبية في تبادلهما التجاري، الذي سيقتصر فقط على التجارة غير النفطية.
تعاون في أنظمة الدفع السريع
وقع البنك المركزي الإماراتي والبنك الاحتياطي الهندي، مذكرة تفاهم للتعاون بشأن روابط أنظمة الدفع السريع والبطاقات وأنظمة الرسائل، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء المعهد الهندي للتكنولوجيا (دلهي – أبوظبي).
قال بنك الاحتياطي الهندي في بيان اليوم نقلته “بلومبرغ”، إن مذكرتي التفاهم ستسهلان المعاملات والمدفوعات السلسة عبر الحدود، وتعززان تعاونًا اقتصاديًا أكبر بين البلدين.
يعد إجمالي حجم التجارة بالعملة المحلية ضئيل عند حوالي 10 مليارات روبية (120 مليون دولار) منذ بدء المشروع ، وفقًا لـ”بلومبرغ”، مقارنة بإجمالي تجارة السلع في الهند البالغ 1.2 تريليون دولار في السنة المالية الماضية.
أعلن وزير التجارة الهندي سونيل بارثوال في مطلع شهر أبريل الماضي، أن بلاده تعرض عملتها الروبية بديلاً في التعاملات التجارية على الدول التي تواجه نقصاً في الدولار.
تعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في 2021، حيث بلغت التجارة الثنائية 64 مليار دولار تقريباً بين البلدين، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”.
في ديسمبر الماضي، اجتمع مسؤولون من البنكين المركزيين في الإمارات والهند لمناقشة النقاط الفنية للوصول إلى اتفاق مبدئي بشأن آلية دفع تتضمن الروبية والدرهم، مطلع العام المقبل، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ” عن أشخاص، مشيرين إلى أن الآلية ستشمل مدفوعات مشتريات النفط والغاز.
خفض تكلفة المعاملات
كما أفصح سفير الهند لدى الإمارات سنجاي سودهير، أن البنكين المركزيين في الهند والإمارات يناقشان آلية لتسهيل تداول الروبية مقابل الدرهم لخفض تكلفة المعاملات.
الهند سوف تستخدم هذه الآلية في الدفع مقابل وارداتها من النفط وواردات أخرى من الإمارات، التي احتلت المركز الرابع في قائمة موردي النفط إليها في الربع الأول من العام الحالي، بحسب تقرير لوكالة رويترز استند إلى تصريحات مصادر حكومية واقتصادية، حيث أعتبر التقرير أن هذه الآلية لن توفر للهند وسيلة بديلة لتسوية المدفوعات فقط، وإنما سيترتب على سداد المدفوعات بالروبية تخفيض تكلفة المعاملات عن طريق تجنب تحويل العملة إلى الدولار الأميركي.
قال التقرير إن أول تسوية للمدفوعات بالروبية الهندية ربما تؤدى إلى شركة “بترول أبوظبي الوطنية” (أدنوك).
اتفقت الهند مع الإمارات على زيادة التجارة غير البترولية بينهما إلى 100 مليار دولار بحلول 2030، بحسب تصريحات لوزير التجارة الهندي الشهر الماضي.
كان نائب محافظ بنك الاحتياطي الهندي تي رابي سانكار أشار في تصريح في ديسمبر الماضي إلى أن الهند لا تسعى لتحدي هيمنة الدولار عبر تدويل الروبية. وأظهرت دراسة أجراها موظفو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أنه في حين أن العقوبات المالية على روسيا قد تشجع على تقليص استخدام الدولار من قِبل دول أخرى، فإن المكانة الدولية الرئيسية للعملة الأميركية تبقى بعيدة عن المنافسة.
وفقًا لتقديرات البنك الدولي، فقد بلغ إجمالي التحويلات المالية في الهند في العام الماضي نحو 111.2 مليار دولار.