القرد والكلام
كتب: فتحى السايح
قالت د. إيمان يسري خبيرة ومدربة في علوم الصوتيات
بالرغم من هذا التطور التكنولوجى الهائل الذى نعيشه فى هذه الأيام – وبالأحرى منذ بداية الألفينات، والذى يتمثل فى مواقع التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها وأنواعها واسخداماتها، ولكن يظل الصوت البشرى هو وسيلة التواصل الفعالة التى يستخدمها بنى آدم أجمع من أجل التواصل الاجتماعى منذ بداية الخليقة وحتما إلى الآن، واعتقد سوف يكون
اضافة د. يسرى فى قديم الزمن كان الهاتف الأرضى (أو المنزلى) هو الوسيلة الوحيدة للتواصل الاجتماعى بين البشر فى ذلك الحين، وكان ينتقل الصوت البشرى من خلال هذا الهاتف كبير الحجم والكتلة. بينما الآن فى عصر التطور التكنولوجى الحالى، جميعنا يحمل معه الموبايل أو Smart phone والذى يحتوى على العديد والعديد من التطبيقات من خلال Android or IOS والتى تمكننا من التواصل مع من نحب فى أى وقت كان من خلال الرسائل النصية أو الشات Chat. ، وأيضا تحتوي هذه التطبيقات على ما يسمى بالرسائل الصوتية أو Voice notes، ولكن هل تسألنا فيما بيننا – يا من نستخدم هذه التطبيقات بكثرة – عن أهمية وجود هذه الرسائل الصوتية فى مثل هذه التطبيقات التى هى قائمة فى الأصل على التواصل عن طريق الكتابة والرسائل النصية؟
واوضحت الإجابة تكمن في قرارة نفس من ابتكر هذه التطبيقات والذي هو من بني البشر، ويدرك بشكل لا واعي فى قرارة نفسه وعقله أنه لا يمكننا نحن معشر البشر أن نستغنى عن أصواتنا -بكل هذه البساطة- أو بالأحرى أن نستغنى عن نعمة الكلام بالصوت التى منحنا الله إياها وميزنا بها عن باقى المخلوقات.
وأشارت إلى أن نعمة “الكلام” بشكل لا إرادي وغير واعي، نقوم بها دائما باستخدام “الصوت البشرى”.
وقالت خبيرة الصوتيات من الناحية العلمية تنتج عملية الكلام من خلال المخ حيث تتولد الفكرة التي يريد الشخص أن يعبر عنها في العقل ثم يعطي المخ إشارة للأعضاء المسؤلة عن النطق ليعبر عما يجول في خاطره باستخدام الصوت.
ومن الناحية التشريحية، يشترك فى خروج الصوت البشرى اللازم لعملية الكلام ثلاثة أجهزة فى الجسم وهما بالترتيب – من أسفل الجسم إلى أعلاه – الرئتان من أجل التنفس ثم الحنجرة أو صندوق الصوت (voice box) ثم التجويفين الفمى والأنفى وهما لتشكيل الصوت لخروج الأصوات والحروف المختلفة.
واضافت بالرغم من أن كثير من الحيوانات تمتلك تقريبا نفس الجهاز النطقى التشريحى السابق ذكره، إلا أنها ما زالت غير قادرة على التكلم مثل الإنسان وهذا من عظمة الله عز وجل وتميزه للإنسان. من هذه الحيوانات “القرد”.
واوضحت د. ايمان القرد له نفس التركيب التشريحى للجهاز النطقى لدى الإنسان ولكنه ما زال غير قادر على التكلم أو التحدث مثلما يتكلم الإنسان، وفى ذلك أفاد الباحثون فى هذا المجال “أن القرد بالفعل له نفس التركيب التشريحى للجهاز النطقى مثل الذى يمتلكه الإنسان ولكنه لا يمتلك نفس العقل الذى يمتلكه الإنسان، وهذا العقل هو مكمن اللغة وأصل تكوينها”، وبالرغم من أنى خبيرة فى علوم الصوتيات واللغويات وحاصلة على الماچستير والدكتوراه في علوم الصوتيات وبصمة الصوت وتعمقت فى البحث العلمى أكثر فأكثر – ليس لى أن أقول غير سبحان الله الوهاب.
وقالت لحكمة بالغة من الله – عز وجل – أنه سبحانه وتعالى خص الإنسان بالكلام والحديث عن سائر المخلوقات وهذا لما يحتويه الصوت البشرى من صفات ومميزات هامة تعكس شخصيته ومشاعره من أجل التواصل الاجتماعى بين الإنسان والإنسان، وأيضا بين الإنسان والحيوان (من خلال تعامل الإنسان مع الحيوانات وتدريبهم وترويضهم على فعل بعض الأوامر).
واوضحت د . ايمان هذا بخلاف الحيوانات التى لا تحتاج غير أصوات محددة –رزقها الله إياها– للتعبير عن احتياجاتها وغرائزها فى الجوع والتكاثر والتواصل مع مثيلاتها.