قمح باريس يسجل رقماً قياسياً وسط مخاوف انقطاع الإمدادات بعد الغزو الروسى لأوكرانيا
بوابة الاقتصاد
ارتفعت أسعار الحبوب فى الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى لها، حيث يشكل الهجوم الروسى على أوكرانيا، التى تعد مصدراً هامًا للحبوب، خطراً كبيراً على الإمدادات العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة للقمح والذرة فى شيكاغو إلى أعلى مستوى مسموح به من قبل البورصة وتم إغلاقهما فى معظم جلسات التداول، وارتفع قمح الطحن الذى يتم تداوله فى باريس بنسبة 16% ليصل إلى مستوى قياسى، كما ارتفعت أسعار البذور الزيتية، مما أثار المزيد من مخاوف ارتفاع معدل تضخم الغذاء العالمى.
وشنت روسيا سلسلة من الهجمات الصاروخية والمدفعية والجوية على أوكرانيا، فى وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، مما تسبب فى أسوأ أزمة أمنية شهدتها أوروبا منذ عقود.
وأغلقت الموانئ البحرية الأوكرانية، وفقا لما ذكره المكتب الرئاسى، ما أدى إلى حالة من الفوضى فى صادرات السلع، واضطرت مصر، المستورد الأكبر للقمح، والتى تحصل على غالبية إمداداتها من منطقة البحر الأسود، إلى إلغاء مناقصتها الأخيرة لاستيراد الحبوب.
وقال مايكل ماجدوفيتز، كبير المحللين فى “رابوبنك” فى لندن، عبر محادثة هاتفية: “كلما استمرت الأوضاع على ما هى عليه، ارتفعت قيمة علاوة المخاطرة التى نحتاجها”.
ويعرض الصراع الحالى، مستوردى المحاصيل الرئيسيين على وجه الخصوص، لمخاطر كبيرة، حيث تقوم أوكرانيا وروسيا بإمداد مجموعة كبيرة من البلدان الممتدة من آسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا بالقمح.
وقال ماجدوفيتز إن أوكرانيا لا يزال لديها نحو 6 ملايين طن من القمح و15 مليون طن من الذرة متبقية لشحنها خلال الموسم الجارى.
وأضاف أنه بينما يمكن للمشترين اللجوء إلى أصول أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، لكن يظل لها دور جوهرى داخل الأسواق يصعب الاستغناء عنه.
وأدى الجفاف فى أمريكا الجنوبية إضافة للأزمة الحالية، إلى تقليص التوقعات بشأن إمدادات فول الصويا، ما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة لأعلى مستوى لها فى 9 سنوات، وسجل زيت النخيل، الذى يستخدم فى آلاف المنتجات من الكوكيز إلى الشامبو، رقماً قياسياً حيث يؤدى نقص العمالة إلى تقليص الإنتاج فى أكبر منتج فى ماليزيا.
وتشكل أوكرانيا وروسيا ما يتجاوز 25% من التجارة العالمية للقمح وخُمس مبيعات الذرة و80% من صادرات زيت عباد الشمس.
وارتفع القمح فى شيكاغو بنسبة 5.7% عند 9.3475 دولار للبوشل، كما ارتفعت أسعار الذرة بنحو 5%، وارتفع زيت النخيل الماليزى.
وقال جانانسيكار تياجاراجان، رئيس استراتيجيات التجارة والتحوط فى كاليسوارى إنتركونتيننتال: “جاء الارتفاع فى أسعار السلع الزراعية، اليوم الخميس، بسبب الصراع الروسى الأوكرانى، وقد ترتفع الأسعار مرة أخرى قبل أن تشهد تصحيحا حادا فى الأسابيع المقبلة”.