آخر الاخباراتصالات و تكنولوجيااقرأ لهؤلاء

د. عادل محمد عبدالقادر يكتب: فضل قيام الليل في رمضان

بوابة الاقتصاد

قيام الليل مشروع (مسنون) ، وقد ذكر الله تعالى الذين يُصلُّون صلاةَ الليل فقال تعالى: … {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}
صلاة قيام الليل ليس لها عدد مُعيّن؛ لأنّ اللفظ جاء فيه مُطلقاً في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان:٦٤] . وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦،١٧] . ويجوز في قيام الليل التنويع في العبادة بين صلاة وذكرٍ وسجود، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يقومون الليل ويكثرون من العبادة فيه

محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر


ولذا أيها المسلم اجتهد في رمضان في قيام الليل، وذلك كما يلي:
١ – اعلم أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، وفي حديث عائشة – رضي الله عنها – زوج النبي – صلى الله عليه وسلم (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ) رواه الشيخان.
٢ – وليكن قيامك (صلاة الليل في رمضان، التراويح) إنّما تقومه إيماناً بالله وبما أعدّه من الثواب لمن قام رمضان، واحتساباً (طلباًً لثواب الله) ، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سمعة، أو مال، أو لطلب رياضة المفاصل أو نحو ذلك، فان قمت رمضان إيماناً واحتساباً تحقَّق لك ما قال – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان.
٣ – وليس لقيام رمضان (التراويح) عدد معين محدود لا بد منه، فإذا صلّيت – أيها المسلم- مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال – صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
٤ – لكن الأفضل لك – أيها المسلم- أن تصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث عائشة – رضي الله عنها – أنّها سُئلت: كيف كانت صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – في رمضان؟ فقالت: (مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) رواه الشيخان. وفي حديث ابن عباسٍ – رضي الله عنه – أنّه قال: (كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ) رواه البخاري.
٥ – والأولى لإمام المسجد الذي يصلي بالناس التراويح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ) رواه الشيخان. وقال – صلى الله عليه وسلم – في صلاة الليل: (مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) رواه الشيخان.
وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهد ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك.
٦ – والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد – رضي الله عنه – قال: (أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح) . وقال – صلى الله عليه وسلم (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ) رواه مسلم.
ليحذر الذي يصلي بالناس من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل – صلى الله عليه وسلم -.
٧ – يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال – صلى الله عليه وسلم (لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ) رواه الشيخان.
ويشرع للنساء أن يبدأن بالصف المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفن عندما يسلم الإمام فوراً من انتهاء الصلاة
ما يُعين على قيام الليل: 1- الابتعاد عن المعاصي فقد سُئل ابن مسعود -رضي الله عنه- عن الذي يُحب قيام الليل ولا يقدر عليه؛ فبيّن أنّ سبب ذلك الذنوب.

2- النوم مُبكراً لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي وصفه أبو برزة الأسلمي فقال: (وكانَ يَسْتَحِبُّ أنْ يُؤَخِّرَ العِشاءَ، الَّتي تَدْعُونَها العَتَمَةَ، وكانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَها، والحَدِيثَ بَعْدَها)،[١٦] مع التقليل من أكل الطعام، وعدم السهر بعد صلاة العشاء.
3- الإكثار من ذكر الآخرة قال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ)،[١٨] لِما في ذلك من إحياء للقلب وتخويفه من الآخرة؛ فيُشجّع ذلك على القيام والسجود وتلاوة القُرآن.
4- الدعاء ويكون ذلك بالتضرُّع لله -تعالى- ودعائه بالتوفيق لقيام الليل، وهذه من أفضل الوسائل المُعينة عليه.
5- الاستعانة بِما يُعين على الاستيقاظ لقيام الليل مثل ضبط المُنبّه على الأجهزة الحديثة، ويُمكن للمسلم أن يوصي أحد أفراد عائلته أو أصدقائه بإيقاظه لأداء قيام الليل
فضل قيام الليل في رمضان -د عادل محمد عبدالقادر- جامعة السلطان عبدالحليم معظم شاه الإسلامية العالمية unishams

زر الذهاب إلى الأعلى