آخر الاخباراقرأ لهؤلاءمنوعات

عايدة ال خطاب تكتب: المزيد من النجاحات عقاب لمرضى الحسد

بوابة الاقتصاد

كثيرون من يغيضهم نجاح الآخرين و تميزهم ، و كفاك أن تعاقب مثل هؤلاء ( المرضى ) بالمزيد من النجاح و الإصرار على العطاء بذات النفس ، ألم يقل المتنبي ذات مساء :

إني وإن لمت حاسدي فما……أنكر أني عقوبـة لـهم

ولأن الغيرة في بعض المواطن تولد ( الحسد ) ، و الحسد في الأصل ناجم عن ( النقص ) ، فمن البديهي أن يتعرض ( أي مبدع ) للطعنات و ربما السب و الشتم ، كتنفيس من هؤلاء ( المرضى ) عما يشعرون به من غيره و حسد تجاهه ، و مذمة ( الناقص ) للمبدع هي الشهادة التي قال فيها الشاعر :

و إذا أتتك مذمتي من ناقص……فهي الشهادة لي بأنـي كامل

ال خطاب
ال خطاب

فلولا ( تميز المبدع ) أو ( الناجح ) و في أي مجال لاما تعرض للحسد ، و هكذا عرفنا من آبائنا و أمهاتنا أن ( الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى ) ، و علمنا التأريخ أن ( كليب طعن من الخلف لأنه كان يسير في المقدمة ) ، فالرجل الذي يشرب من ( الماء النقي ) يسر برؤية صورته الواضحة على سطح الماء ، أما من يرتوي من ( المستنقعات ) فلا يسلم من القاذورات و لا يأمن الانزلاق إلى قعر ما ارتوت منه نفسه . . . و من شيم النفس ( الطيبة ) و ( الواثقة ) عدم مجاراة ( مرضى الحسد ) ، لا عجزاً أو سذاجةً و إنما ترفعاً و إعزازاً لهذه النفس :

إذا وقع الذباب على طعام……رفعت يدي ونفسي تشتهيه

ولا تـرد الأسـود مـاء……إذا كن الكلاب ولغن فـيه

فمحاربة ( كل ناجح ) هي مهمة ( كل ناقص ) ، و كل يمارس دوره و لكن باختلاف الأدوات ، و يكفي ( كل ناجح ) أنه يصعد سلم النجاح بأريحية ، بينما يقبع في الأسفل منه من يحاولون البحث و التفتيش عن أي ثغرات أو هفوات له :

وكم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم……و يكره الله ما تأتـون والكـرم

و مع ذلك قد تضطر بالاعتذار للحساد ، كما أعتذر لهم أبا الطيب المتنبي ، حينما قال :

و للحساد عذر أن يشحوا……على نظري إليه و أن يذوبوا

فإني

قد و صلت إلى مكان……علـيـه تحسد الحدق القلوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى