آخر الاخباراقرأ لهؤلاءمنوعات

علي القماش يكتب: من ذاكرة الصحافة .. بمناسبة ذكرى تأسيس النقابة

بوابة الاقتصاد

أول مقر لنقابة الصحفيين شقة تبرع بها النقيب .. ثم الانتقال ما بين سوق الخضار ومعسكر لعلاج جرحى الحرب وقاعة للقمار !

كانت نقابة الصحفيين أملا للصحفيين ، وصدر القانون رقم 10 لسنة 1941 بإنشاء النقابة وتشكيل مجلسها المؤقت لحين انعقاد الجمعية العامة الأولي ولكن رغم انشاء النقابة فى 31 مارس 1941 ، وموافقة الحكومة على انشائها أقترنت بشرط توفير مقر لها ، الا ان النقابة ظلت حتى نهاية العام دون مقر ، وهو ما كان سببا فى انعقاد أول جمعية عمومية مع تأسيس النقابة الجمعة الخامس من ديسمبر سنة 1941 بمحكمة مصر باب الخلق، وهى الجمعية التى انتخبت مجلس النقابة الاول بمحكمة باب الخلق بحضور 110 عضو من أصل 120 عضو واختيار أول مجلس نقابة من 12 عضوا نصفهم من أصحاب الصحف والنصف الآخر من رؤساء التحرير والمحررين ، حيث جاء أول مجلس نقابة منتخب فى ديسمبر 1942 لمدة عام ( احتفظ النقيب محمود أبو الفتح بمنصبه )

القماش
القماش

وقد أدى شرط توفير مقر للنقابة الى تنازل محمود أبو الفتح عن شقة بعمارة الايموبليا لتصبح أول مقر لنقابة الصحفيين وبعد عدة شهور ، ومع أنعقاد أول اجتماع جمعية عمومية عادية للصحفيين فى مارس 1943 وجد مجلس النقابة ان الصحفيين فى حاجة الى مكان أكثر اتساعا ، وهو ما أدى الى أنعقاد الجمعية العمومية بقاعة نقابة المحامين .. ومن هنا جاء الانتباه ولفت النظر الى موقع نقابة الصحفيين الحالى ، اذ كانت أرض خالية مقام عليها خيام لجنود أنجليز كانوا فى فترة نقاهة من جراح الحرب العالمية الثانية

وتوجه محمود أبو الفتح بطلب للحكومة لتخصيص هذه الآرض ، ولكن عرض عليه قطعة أرض أخرى تقع بسوق الخضار بشارع الملكة نازلى ( رمسيس حاليا ) ومكانها الآن موقع نقابة المهندسين ، اذ كانت أبرز معالم الشارع مستشفى الهلال وسوق الخضار ومعهد الموسيقى العربية وسجن الاجانب وان فى مواجهة ” الهلال الآحمر ” أى بموقع مؤسسة دار التحرير وجريدة الجمهورية الآن وكان يطل على شارع الملكة نازلى من جهة وشارع عماد الدين من الجهة الآخرى ، ، وكان الترام يمر بالشارع حتى يدخل عماد الدين الذى كان ينافس روض الفرج فى دور السينما والمسارح والملاهى ، وكانت منطقة الساحل وروض الفرج وقتها من المناطق الراقية ، وكانت الاشجار تمر بشبرا حتى قصر محمد على فى منظر بديع

وفى عام 1944 أمر فؤاد سراج الدين وزير الداخلية بالاستيلاء على مبنى من طابق واحد مواجه لعمارة الايموبيليا والبنك الآهلى ( رقم 33 ) وتخصيصه لنقابة الصحفيين ، بعد أن كان ناديا للقمار.. وتم تطوير المكان بوضع مكتبة قيمة تحتوى على نحو أربعة الاف كتاب والعديد من الدوريات الصحفية ، اذ كان الصحفيون وقتها يحبون القراءة !

وفى نفس العام وافق مصطفى النحاس رئيس الوزراء على تخصيص الآرض المجاورة لنقابة المحامين ( الموقع الحالى ) لصالح نقابة الصحفيين ، ولكن كان من الصعب التنفيذ باجلاء الجنود الانجليز عن هذه الآرض .. واثناء سفر فكرى أباظه للخارج غامر حافظ محمود – وكيل النقابة – بطلب للقيادة البريطانية ، وجاءت المفاجأة بالموافقة على الطلب و اخلاء الارض

ونظرا لمشكلة التمويل لبناء المقر أجرى مصطفى القشاشى – سكرتير عام النقابة – أتصالات مكثفة ، حتى أجتمع مجلس النقابة مع محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء والذى وافق على تخصيص مبلغ 40 ألف جنيه لاقامة المبنى

وقام د . مهندس سيد كريم بتصميم المبنى من طابقين بحديقة كبيرة يسار مدخل النقابة وينتهى المدخل بدرجات سلالم ثم ردهه جهة اليمين تنهى بقاعة كبرى بنفس مساحة الحديقة ، مع استغلال البدروم للمكاتب الادارية ، والطابق العلوى للمكتبة ومكاتب النقيب واعضاء المجلس وبعض الانشطة ، ووضع النقيب محمود أبو الفتح حجر الاساس فى أول يونيو 1947 ، وتم أفتتاح المبنى رسميا فى 31 مارس 1949

أما عن محاولات اقامة المبنى الجديد فقد بدءها النقيب صلاح جلال عام 1981 ، اذ تم عمل رسوم تفصيلية للمبنى بارتفاع 17 طابق ، وقدرت التكلفة ب12 مليون جنيه ، الا انه لم ير النور ، كما ضاعت بعدها قطعة أرض كانت مخصصة ناديا للصحفيين على النيل أمام مسرح البالون.. وفى دورة 1995 سعى النقيب ابراهيم نافع لتنفيذ مبنى جديد ، وتمكن من الحصول على دعم مبدئى قدره عشرة مليون جنيه لاقامة المبنى ، وتم وضع حجر الاساس خلال الاحتفال بيوم الصحفى فى 10 يونيو 1997 ، وفى العام التالى ( 1998 ) وقع النقيب مكرم محمد أحمد مع الادارة الهندسية للقوات المسلحة عقد بناء المبنى .. وتم انتقال مقر النقابة الى مبنى تابع لنقابات المهن الطبية خلف قسم الآزبكية ، حتى تم افتتاح المبنى والانتقال اليه فى يوليو 2002

وفى العام الماضى ( 2015 ) بدأت اثار الحاجة الى التجديد واضحة بسقوط قطعة من طبقات الطلاء على نقابة المحامين ، وكذك فى واجهة النقابة ، كما تعطلت العديد من القوى الكهربائية الخاصة بتكييف المبنى وغيرها ، حيث فات النقابة تخصيص مبلغ مالى سنويا للصيانة

وفى مارس 2016 احتفلت النقابة باليوبيل الذهبى بمرور 75 عام على انشائها ، وكانت المفاجأة فى الاحداث الدرامية باقتحام النقابة ثم احالة نقيب الصحفيين يحيى قلاش والسكرتير العام جمال عبد الرحيم وعضو المجلس رئيس لجنة الحريات خالد البلشى للمحاكمة وصدور حكم ضدهم.

ولان الايام دول .. فى مارس 2023 اصبح خالد البلشى نقيبا للصحفيين.

( من كتاب .. من ذاكرة الصحافة بقلم : على القماش )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى