آخر الاخباراقرأ لهؤلاءبنوك وتأمين

د. صلاح عبدالجابر يكتب: هل آيات القرآن كلها توافق قواعد النحو والصرف؟

بوابة الاقتصاد


صلاح عبدالجابر
يقول كثيرون إن القرآن هو مصدر قواعد النحو، وهو الأصل الرئيس الذي استند إليه واضعو علم النحو في تقرير قواعدهم والاستدلال عليها؛ ويقولون إن أهل العربية قاطبةً من المؤمنين والكفار على السواء، قد اتَّفقوا على فصاحة القرآن وبلاغته، وكما اتفقوا على خُلوِّه من اللحن أو الخطأ، وأنه قد جاء موافقًا للغات العرب المختلِفة في نثرهم وشعرهم، ويضيفون: ومن ثمَّ صار القرآن هو المصدرَ الرَّئيس الذي يُحتَجُّ به في تقرير قواعد النَّحو النظرية التي جاءت لاحقةً له، ومستندة إليه، ومبنيَّة عليه؛ بل إن هذه القواعد قد وُضعتْ في الأساس لتكون خادمة لكتاب الله – تعالى.
لكننا عندما نقرأ القرآن نجد فيه مخالفات كثيرة لقواعد النحو، وهي أمثلة واضحة وجلية ولو أن طالبا في الثانوية العامة أو في كلية متخصصة في اللعة العربية كتبها جوابا على أسئلة الامتحان لرسب في مادة النحو والصرف، فهل الخطأ في علم النحو أم أن الخطأ كتبه من جمعوا المصحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، أم أن الخطأ كان أقدم من ذلك ومن قبل الرسول نفسه أم أن الخطأ من الله عز وجل.


فإذا قلنا أن الخطأ في قواعد النحو وليس في كتابة المصحف، فإننا ننكر علما أجمع عليه القدماء والمحدثون وقامت عليه اللغة العربية بشعرها ونثرها ولا نزال نتحاكم إلى هذه القواعد النحوية في مدارسنا وجامعاتنا حتى هذه اللحظة لا ننكر منها شيئا.
وإذا قلنا أن الخطأ ارتكبه من كتبوا المصحف في عهد عثمان بن عفان دون قصد ونتيجة جهلهم باللغة العربية أو نتيجة استنساخهم لسور القرآن من اللفائف والألواح وسعف النخيل والتي كانت متفرقة بين عدد من الصحابة فإنه يجب على المسلمين الآن تصحيح ما ورد في المصحف من أخطاء على الطريقة التي تستقيم مع قواعد النحو والصرف وهو علم راسخ وقديم لمن يعرفون اللغة العربية، وأن لا يتأخروا في ذلك بل عليهم التعجيل به لأن المسلمين يتعبدون إلى الله بهذا القرآن، ونحن نتفاخر على غيرنا من أصحاب الكتب السماوية السابقة بأن كتابنا لم يحرف ولم يدخل عليه شيء ولم يحذف منه شيء.
وإذا برئنا كتبة المصحف من الخطأ والنسيان وأنهم كتبوا جميع آياته كما سمعوها من النبي والذي سمعها من جبريل أمين الوحي والذي سمعها بدوره من الله عز وجل، وأن هذا الكتاب والنص المقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإننا هنا نقول إما أن يكون الخطأ من الله عز وجل، وهو كتاب كما يقول البعض كان محفوظا في اللوح المحفوظ قبل أن يتنزل على الرسول، وأن الله تكفل بحفظه حرفا حرفا وكلمة كلمة، وإذا قلنا بأن الخطأ من الله كفرنا وخرجنا من الدين، وإذا قلنا بأن الخطأ من النبي وأن كتبة الوحي لم يخطئوا خرجنا أيضا من الإسلام واتهمنا النبي بأنه لم يكن أمينا على الوحي المنزل عليه.
ولذلك فإنني أرجع هذه الأخطاء إلى من كتبوا المصحف وليس إلى الله أو إلى النبي وهذا أوقع وأفضل للمسلمين جميعا ولهذا المصحف حتى نرجعه إلى أصله الرباني.
وفيما يلي بعض هذه الأخطاء وأمثلة من الكثير من الاخطاء وليس جميعها نضعه بين أيديكم لعلكم تقومون بهذه المهمة الصعبة والعسيرة والتي لم يقم بها الأولون من هذه الأمة، ولكني في الوقت نفسه أشفق على نفسي من طرح هذا الموضوع الذي يحتاج إلى عقول متفتحة تفهم وتستوعب، ولا يحتاج إلى أناس يكفرون بعضهم بعضا لأن منهم من يفكر ويقرأ ويستوعب ولذلك أخاف على نفسي وأشفق عليها من كثيرين سوف يتهمونني بالكفر والالحاد وغيره من التهم، ولكن الأمر كله لله يصرفه كيف يشاء، وليس لنا من الأمر شيء، ولذك أضع بين أيديكم ما وجدت في المصحف في السطور القادمة:

  • رفع اسم إن رغم انه من المفروض حسب قواعد النحو أن يكون منصوبا ورفع المجرور:
    في قوله تعالى (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، وكان يجب أن تكون الآية علي النحو التالي: (إن هذين ساحران)؛ لأن “هذين” اسم (إن) ويجب أن يُنصَب بالياء، وحيث إنه بالألف في الآية فهو مرفوع، كما أن هناك خطأ أخر في الاية وهو رفع المجرور “لساحران” وكان يجب ان يقول لساحرين أو أن يحذف حرف الجر وهو اللام وتكتب ” إن هذين ساحران” وهي هنا خبر إن مرفوع بالألف.
  • رفع المعطوف على المنصوب:
    جاء في ( سورة المائدة 5: 69) : ” إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ” . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول : والصابئين في كما فعل هذا ورد فى البقرة 2: 62 والحج 22: 17
  • نصب الفاعل:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 124): ” لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول : الظالمون .
  • تذكير خبر الاسم المؤنث:
    جاء في ( سورة الأعراف 7: 56 ) : ” إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ” . وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول : قريبة .
  • تأنيث العدد وجمع المعدود:
    جاء في ( سورة الأعراف 7: 160): ” وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ” . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول : اثني عشر سبطاً .
  • جمع الضمير العائد على المثنى
    جاء في ( سورة الحج 22: 19) : ” هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ “. وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول : هذان خصمان اختصما في ربهما.
  • أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً:
    جاء في ( سورة التوبة 9: 69 ) : ” وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا “. وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول : خضتم كالذين خاضوا.
  • جزم الفعل المعطوف على المنصوب:
    جاء في ( سورة المنافقون 63: 10 ) : ” وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين ” َ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون.
  • جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 17 ) : ” مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ ” . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول: استوقد… ذهب الله بنوره .
  • نصب المعطوف على المرفوع
    جاء في ( سورة النساء 4: 162 ) : ” لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً ” . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول : والمقيمون الصلاة .
  • نصب المضاف إليه:
    جاء في ( سورة هود 11: 10 ) : ” وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ” . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول : بعد ضراءِ.
  • أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 80 ) : ” لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ” . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنه أراد القلة فيقول : أياماً معدودات.
  • أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 183 و184 ) : ” كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات ” . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول: أياماً معدودة .
  • جمع اسم علم حيث يجب إفراده:
    جاء في : ” سورة الصافات 37: 123-132 ” : ” وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ… سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ … إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين ” . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في (سورة التين 95: 1-3 ) : ” وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِين “ِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخط لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
  • أتى باسم الفاعل بدل المصدر:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 177 ) : ” لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ”. والصواب أن يُقال : ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
  • نصب المعطوف على المرفوع:
    جاء في ( سورة البقرة 2: 177) : ” وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ ” . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول : والموفون… والصابرون.
  • وضع الفعل المضارع بدل الماضي:
    جاء في : ” سورة آل عمران 3: 59) : ” إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون ” . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول : قال له كن فكان .
  • لم يأت بجواب لمّا:
    جاء في ( سورة يوسف 12: 15 ) : ” فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ” . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.
  • أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى:
    جاء في ( سورة الفتح 48: 8 و9 ) : ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ” . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب النبي محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!
  • نوَّن الممنوع من الصرف:
    جاء في ( سورة الإنسان 76: 15 ) : “وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ” بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ لأنها على وزن مصابيح.
    وجاء في ( سورة الإنسان 76: 4 ) : “إِنَّا أَعْتَدْنَا لْلكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً ” . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى