آخر الاخباراستثمار

تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية للأزمة الأوكرانية الروسية على مصر

كتب – عبدالرحمن قطب:

كشف محللون اقتصاديون أن مصر ستتأثر سلبا في بعض الجوانب وإيجابا في جوانب أخرى من الأزمة الأوكرانية الروسية حال تحولها إلى حرب متوسطة أو طويل، وأكد الخبراء أن أبرز التأثيرات السلبية ستتركز في واردات القمح من البلدين والتي تبلغ ٨٠٪؜ من واردات مصر، وكذا تراجع السياحة القادمة منهما فيما ستتركز أبرز الجوانب الايجابية في ارتفاع سعر الغاز الذي تعد مصر مصدرة له وكذا في تحسن الصادرات المصرية للبلدين. وتعد مصر أكبر مستهلك ومستورد للقمح في العالم، ووفقاً لـوكالة رويترز، جاءت ٥٠% تقريباً من مشتريات مصر من القمح العام الماضي من روسيا وحوالي ٣٠% من أوكرانيا ما يعني أن ٨٠% من احتياجات مصر تأتي من الدولتين محل الأزمة، في العام الماضي وعلى سبيل الحصر، كانت مصر أكبر مستهلك للقمح الأوكراني على مستوى العالم، حيث استوردت أكثر من ٣ ملايين طن، ما يقرب من ١٤٪ من إجمالي إنتاج القمح الأوكراني. كما اشترت مصر ٩ مليون طن قمح من روسيا في العام ذاته ٢٠٢٠.

مخاوف على سلال توريد القمح الاوكراني لمصر

ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا من توترات تنبئ بحدوث حرب بينهما، تتابعه مصر عن كثب، وسط مخاوف بشأن توريد القمح إلى السوق المصرية، وكانت الأزمة بين البلدين هي الموضوع الرئيسي الذي تمت مناقشته بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكين خلال مكالمة هاتفية جمعت بينهما في ٢٧ يناير الماضي. موقع مصر من الأزمة تجاوب مصر مع الأزمة جاء على لسان وزير التموين والتجارة الداخلية دكتور علي مصيلحي، حيث أكد سعي الدولة لاتخاذ إجراءات وقائية خاصة بعد أن زادت التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وأشار مصيلحي أن الحكومة عملت على تنويع مصادر استيراد القمح كالولايات المتحدة وفرنسا ورومانيا، وحسب مصيلحي فإن وزارة التموين قامت بتكوين احتياطي استراتيجي من القمح يكفي أكثر من 5 أشهر، مؤكدًا أن الأزمة لن تؤثر على إمدادات القمح لمصر. يقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيمثلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين، وتستفيد مصر من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليها دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.

ارتفاع أسعر النفط عالميا يؤثر على مصر

يقول المحلل الاقتصادي دكتور عبدالنبي عبدالمطلب، في تصريحات خاصة لـ”بوابة الاقتصاد”، أن الحرب المحتملة بين روسيا واوكرانيا سوف تسبب مشاكل كبيره على المستوى السياسي والاقتصادي لمصر. على المستوى الاقتصادي مؤكد أن أسعار القمح العالمية سوف ترتفع وكما هو معلوم فإن روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدّرين القمح لمصر بداية من عام ٢٠١١، وكما أعلن الوزير ستتجه مصر إلى استيراد القمح من الولايات المتحدة وكندا، وهو ما سوف يزيد الضغوط على الموازنة المصرية نظرا لارتفاع تكاليف الشحن والاستيراد من هذه الدول إلى مصر وكذلك ارتفاع الأسعار القمح في كل أنحاء العالم بسبب الأزمة. وبالرغم من الاحتمالية الكبيره لزيادة أسعار القمح عالميًا وبالتبعية ارتفاع أسعار الخبز في مصر، لكن عبدالمطلب يتوقع أن الحكومة على الأغلب ستتجه للمحافظة على الوضع الاجتماعي مستقرًا ولن تقر زيادة جديدة كبيره في أسعار الخبز. أما على المستوى السياسي سوف يكون موقف مصر صعب في تأييد أحد الطرفين نظرًا للعلاقات الجيدة التي تجمع بين الرئيس الروسي بوتين مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك وجود علاقات تسعى مصر لإبقائها جيده مع الجانب الأمريكي. على الجانب المقابل يرى عبدالمطلب أن هناك فرصة كبيرة لمصر لتحويل المشاكل المتوقعة من الأزمة الراهنة إلى فرص واستفادة، فارتفاع أسعار الغاز المتوقعة عالميًا يعد نقطة إيجابية للاقتصاد المصري الذي أصبح مصدرًا للغاز، فرفع الأسعار سيزيد من الموارد المالية لمصر من بيع الغاز، وكذلك فإن رفع أسعار الطاقة عالميًا سيجعل المرور في قناة السويس أكثر جاذبية لناقلات النفط العملاقة. كما يرى المحلل الاقتصادي أن هناك رغبة موجودة لدى الحكومة المصرية لزيادة الصادرات المصرية لكلآ من روسيا وأوكرانيا بصفتهما سوقًا واعده للمنتجات المصرية. وهو ما تؤكده الأرقام الرسمية، حيث بلغت الصادرات المصرية إلى أوكرانيا خلال الأشهر العشر الأولى من العام الماضي ١١٧ مليون دولار، مقابل ١.٦٧ مليار دولار من الواردات، وهو تحسن ملحوظ في الميزان التجاري بين البلدين، لتستمر قيمة الواردات في التراجع للعام الثاني، مما حسن نسبة تغطية الصادرات المصرية إلى الواردات من أوكرانيا جزئيا لتصل إلى ٧٪. .

تأثير على السياحة وأعداد السياح القادمين لمصر

من جهته يرى الخبير الاقتصادي ممدوح الولي أن السؤال عن مدى تأثر مصر بأحداث أوكرانيا والتخوف من نشوب حرب تؤثر في زراعة المحاصيل الموسمية، ترتبط فيه الإجابة بمدى طول فترة الصراع لأن كل الدول لديها مخزون من الحبوب يكفي استهلاكها عدة أشهر، كما أن كل الدول تنوّع مصادر وارداتها تحسّبًا لأي تقلبات بمناطق جغرافية معينة، والأمر نفسه يقع في شأن الطاقة التي شهدت ارتفاعا بالفعل حيث تخطى سعر برميل النفط تسعين دولارا. لذا فإن تأثير هذه الأزمة في مصر، وفقًا للممدوح، سيكون تأثيرا عاما مثل باقي الدول، التي تأثرت بارتفاع سعر القمح والذرة والنفط وخام الحديد خلال شهر يناير الماضي، باعتبار مصر دولة مستوردة لتلك السلع، وهو ما حدث بالفعل، إلى جانب إمكانية تأثر السياحة الواردة إليها من أوكرانيا وروسيا اللتين تحتلان مكانة مميزة بعدد السياح الواصلين إلى مصر. ويضيف الولي أن احتمالات الحرب يستبعدها كثير من الخبراء لوجود مصالح مشتركة بين الدول سوف تتضرر نتيجة الحرب، ومن أول المتضررين روسيا نفسها التي ما زالت تتعرض لعقوبات منذ احتلالها لمنطقة القرم عام 2014، ولهذا فستسعى لتحقيق أهدافها عبر وسائل أخرى بدل دخول أراضي أوكرانيا. أوكرانيا “سلة الخبز في أوروبا” ظهرت أهمية أوكرانيا كدولة فاعلة في مجال الصادرات الزراعية عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا في عام ٢٠١٤، على إثر الحرب ارت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى