حسن عبد الله.. محافظ البنك المركزي الجديد في مهمة حماية العملة الوطنية
بوابة الاقتصاد
عبدالله شارك من قبل فى إدارة السياسة النقدية ويحظى بثقة المؤسسات الدولية
تنظيم السوق وعودة النشاط المتوقف لبعض القطاعات.. أولويات المرحلة
فى إحدى غرف البنك المركزى القابعة فى منطقة وسط البلد إبَّان إصلاح الجهاز المصرفى مطلع الألفية الحالية، يجلس ثلاثة مصرفيين بشكل دورى وبدون مقابل مادى، هدفهم الأول حماية العملة الوطنية والوقوف ضد عبث تجار السوق السوداء والمضاربين، الثلاثة يمتلكون مقومات مصرفية فنية بدرجة عالية من الامتياز فى «الديلنيج روم» غرفة المعاملات الدولية. اكتسبوا تلك المهارات من خلال تعليم وتجارب فى مدراس عالمية شديدة الاحتراف، وأصبح الثلاثة يشار إليهم بالبنان فى تلك العمليات التى تعد الأعقد فى التعامل النقدى والمصرفى.
الثلاثة تشاركوا فى المواجهة ووقف نزيف العملة الوطنية وعدم تركيع الاقتصادى لدولة طالما جابهت مشاكل وتحديات معظمها كان بفعل فاعل.
الثلاثة هم: هشام رامز محافظ المركزى الأسبق، وهشام عزب العرب رئيس اتحاد البنوك السابق، ومعهم محافظ البنك الجديد حسن عبدالله الرجل المبتعد عن الأضواء والاعلام إلا فيما ندر، لكنه فى المقابل لا يرفض التحدث عن المعلومات طالما جاء وقتها وبدون الإشارة إلى اسمه.
فى كثير من المؤتمرات واللقاءات يجلس حسن عبدالله يوضح ويكشف الصورة الحقيقية للعملة وألاعيب المضاربين، ويعطى النصائح للمواجهة، كان آخرها قبل سنوات فى بيروت، جلس بين عدد محدود من الصحفيين وشرح لنا الموقف بوضوح واحترافية شديدة. مكررا التوضيح والتأكيد على قدرة مصر واقتصادها على المجابهة شريطة حسن الادارة والاهتمام بكل التفاصيل دون إغفال المتغيرات الدولية والإقليمية.
يدرك عبدالله آليات السوق والمتاعب الاقتصادية وخطورة الأزمة فى سوق الصرف ملعبه الأساسى، ويحظى الرجل بمكانة فى المؤسسات الدولية، وقد شاهدته فى اجتماعات الخريف لصندوق النقد فى 2019 بواشنطن، حيث يتمتع الرجل باحترام ومعرفة وثقة قلما تجدها فى مصرفى محلى فى الاسواق الخارجية.
كان خروج حسن عبدالله من رئاسة البنك العربى الافريقى الدولى نقطة فاصلة فى سيرة الرجل، حيث ارتبط نجاح البنك به، كما أن قفزات الربحية ودخول خدمات جديدة ومساندة الاقتصاد المصرى من خلال القروض المشتركة الكبرى التى تأسست بها مشروعات كبيرة، ارتبط عدد ليس بقليل منها بقطاع ائتمان الشركات بالعربى الافريقى، علاوة على ثقة الاجانب والعرب فى العلامة التجارية التى جعلت كبرى الشركات تقول إن شريكها المصرفى «العربى الافريقى الدولى».
دون الخوض فى كيفية خروج عبدالله من العربى الأفريقى، فإن اختيار أكبر جهاز معلومات فى المنطقة لشخصه فى إدارة أحد أهم الأذرع الاقتصادية والاعلامية ـ كان رسالة لمن يبحث عن أسباب خروج الرجل وسلامة موقفه القانونى والمالى بل ثقة على أنه الأقدر فى إدارة الملف الأصعب فى تلك الحقبة وما يقوم به من مساندة للدولة.
تنتظر المحافظ الجديد الفنى المحترف ملفات شائكة من تصويب وضع النقد الأجنبى وهو ليس فى أحسن حالاته ـ ومفاوضات شاقة مع مؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها صندوق النقد وما تطلبه من شروط، مع تدابير أموال لشراء احتياجات الناس داخل ربوع الوطن، وعودة الروح إلى الاقتصاد والمصانع المعطلة. حيث يترقب مجتمع الأعمال موقف القائم بأعمال محافظ البنك المركزى بشأن قرار المحافظ السابق فى فبراير الماضى بوقف العمل بمستندات التحصيل فى عمليات الاستيراد والاعتماد على الاعتمادات المستندية بدلا منها. ولاقى قرار المركزى اعتراضا من عدد من منظمات الأعمال، بينما تمسك البنك المركزى فى المقابل بموقفه من تطبيق القرار.
الرجل يؤمن بحرية السوق المنضبط ولديه من الخبرة فى ملف الاصلاح الاقتصادى ما يؤهله للتوازن فيما هو مالى واقتصادى، كما هو مطلع على مشاكل مجتمع الأعمال والاستثمار بشكل كبير، مما قد يسهل فى حل المشكلات التى تفاقمت مع مطلع العام الحالى.
وتعد مهمة عودة أصحاب الكفاءات التى تركت العمل فى القطاع المصرفى لظروف مختلفة ضرورية، خاصة أن عددا غير قليل منهم يتمتع بالقدرة والكفاءة فى تصويب المسار، مع عدم هدم مبادرات تمت فى القطاع الفلسفة الرئيسية منها الإصلاح لكن عند التطبيق حدث خلل.
ومن المقرر أن يحسم محافظ البنك المركزى الجديد إمكانية استمرار طرح المبادرات ذات الفائدة المدعمة لقطاع الصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والسياحة دون تغيير فى ظل مطالبات من صندوق النقد الدولى بعدم وجود سعر فائدة مدعم.
تتضمن مهام محافظ البنك المركزى الجديد استكمال منظومة تطوير الجهاز المصرفى لاستمرار دوره الداعم للاقتصاد المصرى.
وسيباشر محافظ البنك المركزى الجديد الذى شغل عضوية المركزى لسنوات، انتهاء جميع البنوك بزيادة الحد الأدنى لرأسمالها إلى 5 مليارات جنيه مع قرب نهاية فترة توفيق الأوضاع فى نهاية سبتمبر المقبل، طبقا لقانون البنك المركزى والجهاز المصرفى الجديد.
وسيعمل البنك المركزى أيضا فى الفترة المقبلة على استكمال نشر الشمول المالى والتكنولوجيا المالية وأدوات الدفع الإلكترونى والتعاملات اللا نقدية فى إطار سياسة الدولة فى هذا الشأن.
ولد حسن عبدالله فى عام 1960، وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية فى عام 1982، وعمل فى البنك العربى الأفريقى الدولى فى نفس العام، وفى عام 1988 انتقل إلى فرع البنك العربى الأفريقى بمدينة نيويورك ليتولى إدارة محفظة الخزانة وسياسات التحوط لمدة عام ثم عاد مجددا إلى القاهرة.
وفى عام 1994 تولى عبدالله منصب مساعد المدير العام فى البنك، وفى عام 1999 تولى منصب مدير عام البنك، ثم نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، حتى تولى منصب الرئيس التنفيذى للبنك العربى الأفريقى الدولى لمدة نحو 16 عاما، وترك منصبه فى عام 2018، وفى عام 2021 أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن تشكيل مجلس إدارتها الجديد بقيادة حسن عبدالله.