بحضور السيسي.. تفاصيل القمة الأفريقية الأوروبية في بروكسل
بوابة الاقتصاد
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن انعقاد الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، يومي الخميس والجمعة المقبلين 17 و 18 فبراير بمقر الاتحاد الأوروبي تأتي في توقيت شديد الأهمية.
كان الرئيس السيسي، وصل أمس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في الدورة السادسة لـ”قمة المشاركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف حجازي لمصراوي، أن هذه القمة تأتي توقيت تواجه فيه القارة الإفريقية العديد من التحديات التنموية والاقتصادية والصحية، بجانب تزايد خطر تغير قضايا المناخ، وتسعى الدورة السادسة لقمة المشاركة للعمل من أجل توحيد الرؤى بين القارتين الإفريقية والأوروبية، بوصفها الشريك الأهم للقارة الإفريقية بمختلف القضايا التنموية والاقتصادية.
وتابع: عنوان الدورة السادسة لقمة المشاركة هو “أفريقيا وأوروبا.. قارتان برؤية مشتركة حتى ٢٠٣٠”.
وأشار السفير حجازي، إلى أن أولى الدورات للمشاركة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، بدأت في القاهرة عام 2000، وصدر عنها خطة عمل القاهرة والتي حددت آليات هذه المشاركة بين الجانبين، وكما هو معروف فإن الاتحاد الأوروبي شريك أصيل للاتحاد الإفريقي لكافة قضايا السلم والأمن، والتحديات التنموية والصحية التي تواجهها القارة.
وتابع: وبالفعل تأتي قمة الشراكة التي يشارك فيها الرئيس السيسي، لبحث عدد من القضايا والموضوعات التي تهم القارة الإفريقية من أجل إدماج الاقتصاد الإفريقي في الاقتصاد العالمي، ولا بد من بذل جهود ومساندة أوروبية لاقتصاديات القارة، ودعم خطط التنمية في القارة من أجل مساعداتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، بالإضافة إلى قضايا دعم الاستثمار ستكون حالة وبقوة على هذا المؤتمر والذي سيعسى لتحقيق هدف تحديد استثمار أوروبي ضخم في القارة الإفريقية، بجانب قضايا نقل التكنولوجيا والاعتماد المتبادل على الطاقة المتجددة، كون أوروبا لها خبرة واسعة، وإفريقيا قارة واعدة في هذا المجال، وبعد نقل التكنولوجيا والاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ستكون قضايا المناخ واحدة من أهم القضايا المطروحة على قمة الشراكة في بروكسل.
وأكد حجازي، أن مصر باتت إحدى الدول المركزية في التعامل الدولي مع قضايا المناخ، خصوصا أنها تتحدث باسم إفريقيا وأنها ستستضيف في نوفمبر 2022 قمة أطراف اتفاقية المناخ التابعة للأمم المتحدة، وفي ذلك سيكون للرئيس السيسي، حديث واضح عن التحديثات التي تواجه القارة والتي تدفع اقتصاديتها أكثر مما تدفعه الدول الصناعية المتقدمة التي هي المسئول الأول عن تلوث المناخ والانبعاثات الحرارية، بينما تدفع إفريقيا هذه التكلفة، وسيكون هناك أيضا مطالبة للمجتمع الصناعي المتقدم خصوصا في أوروبا بمساندة القارة، والالتزام بتعهداته في قمة باريس 2017 التي تحدث فيها الرئيس السيسي، باسم القارة الإفريقية وسيكون إحاطة القادة المجتمعون من الأوروبيين والأفارقة بتطورات الأوضاع فيما يتعلق بقضية المناخ ودور مصر ومطالب إفريقيا والعالم النامي ركنا أساسيا من أركان النقاش، وبحث التزام أوروبا بتعهداتها من أجل رؤية مشتركة لقضايا المناخ في قمة شرم الشيخ، بالإضافة إلى قضية التعامل مع جائحة كورونا، كون الوضع الصحي في القارة يحتاج تبادل التقنيات والأمصال والتكنولوجيات وتوطين صناعة اللقاحات في القارة، وكما هو معروف أن مصر توافقت مع الصين على توطين صناعة الأمصال من أجل دعم قدراتها الصحية ومساندة القارة الإفريقية.
وكشف السفير حجازي، أنه على هامش القمة، سيجري الرئيس السيسي مباحثات قمة مع ملك بلجيكا، كما سيلتقي في مباحثات ثنائية مهمة مع رئيس وزراء بلجيكا، وبالطبع الملفات الدولية والإقليمية وقضايا العلاقات الثنائية ستكون محل نقاش مع القادة في بلجيكا، وسيكون هناك ترتيب مع رجال الأعمال البلجيكيين لدعم أطر التجارة والاستثمار بين البلدين.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي، دوما في زياراته الخارجية، يقدم مصر لمجتمع الأعمال في البلد المضيف كفرصة استثمارية واعدة، ولعل ما حققته مصر من مكاسب اقتصادية وتنموية وفي مجال البنية التحتية، يتيح شراكة جديدة مستقبلية مع الجانب البلجيكي ورجال الأعمال البلجيكيين، بجانب اللقاءات التي سيعقدها الرئيس السيسي، مع قيادات دول الاتحاد الأوروبي، ومعروف أن بروكسل تستضيف مفاوضية الاتحاد الأوروبي، علاوة على اللقاءات المقررة مع عدد من القادة والرؤساء.
وأكد حجازي، أن القمة فرصة لتعزيز الشراكة بشكل أعمق مع الجانب الإفريقي، خصوصا أن هذه الشراكة تتم على مستوى القمة وستسعي بكل تأكيد تحقيق تطابق سياسي وتعاون مشترك قائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام والثقة والفهم السليم للمصالح المتبادلة بين الجانبين من أجل تحقيق أمن واستقرار ورخاء القارة الإفريقية مع شراكة أوروبية، وسيكون هناك مسعى جاد من أجل إطلاق حزمة استثمارية أفريقية أوروبية ضخمة يتحدثون عن اتجاه الاتحاد الأوروبي، لاستثمار ضخم يعلن عنه في إفريقيا.
وأشار إلى أن القضايا الدولية التي يتم بحثها يتم تقسيمها لعدد من الدوائر المستديرة المعنونة لتناول مواضيع وقضايا مثل تمويل التنمية والنظم الصحية وإنتاج اللقاحات والزراعة والتنمية المستدامة، والتعليم والثقافة والتدريب المهني والهجرة والنزوح، ودمج القطاع الخاص في الاقتصاد والشمول الاقتصادي، وقضايا الأمن والسلم والحوكمة، ستكون محلا لمائدة مستديرة خاصة، كما يحظى التغير المناخي بالاهتمام، بالإضافة إلى الطاقة ونقلها والرقمنة الاقتصادية والنقل، والبنية التحتية، والتي سيشارك فيها الرؤساء مع ضيوف من الخارج، مختارين بعناية كخبراء تلك المجالات وسيصدر عن المؤتمر بيان ختامي بعنوان الرؤية المشتركة 2030.
وأوضح السفير حجازي، أن القمة ستبدأ ظهر يوم الخميس 17 فبراير، على أن تبدأ بعد جلسة الافتتاح مباشرة، موائد مستديرة بعناوين يشارك فيها القادة مع الخبراء، وفي اليوم التالي تستأنف الموائد المستديرة قبل ختام أعمال المؤتمر ظهر يوم الجمعة 18 فبراير، لتنتهي القمة بمؤتمر صحفي تعلن فيه البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، وبكل تأكيد تكون مشاركة مصر بقيادة الرئيس السيسي، دورها المؤثر والفعال في نقل رؤية مصر والقارة الإفريقية ووضعها أمام القادة الأوروبيين وقادة دول إفريقيا المشاركين.
جدير بالذكر، أن برنامج زيارة الرئيس إلى بلجيكا، يتضمن عقد مباحثات قمة مع كل من الملك فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، والسيد ألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن التشاور والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر كذلك أن يعقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال البلجيكي لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.
كما يجتمع الرئيس أيضاً على هامش القمة بقيادات الاتحاد الأوروبي، وكذلك عدد من رؤساء الدول والحكومات؛ للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.