بعد “فيديو الفرج”.. مساعدات مالية ضخمة لسيدة النعناع المصرية
بوابة الاقتصاد
في البرد القارس، جلست الفتاة المصرية منار مع رضيعها، تنادي المارة لشراء ما لديها من حزم النعناع (الثلاثة بخمسة جنيهات)، تنظر لصغيرها وتناديه: “لا تخاف ففضل الله قادم لا محالة، هو بجوارنا وأحن من أي بشر”.
نظرات الفتاة العشرينية وجلوسها لالتقاط الأنفاس على الرصيف بعد ساعات عمل طويلة، أثارت فضول الشاب حسين الجوهري، الذي يعمل مع إحدى المؤسسات الخيرية، لمعرفة قصتها التي صارت مع رضيعها “رحيّم” حديث منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ليصبح وسم (هاشتاغ) “سيدة النعناع” الأكثر تداولا.
تحكي الفتاة المصرية لموقع “سكاي نيوز عربية” كواليس الفيديو، قائلة: “استأذنوني في البداية للتصوير، لتوصيل رسالة بأن الناس للناس وأن الجميع لابد وأن يكونوا جابرين للخواطر، ولم أكن أعرف أنه في نهاية التصوير ستكون هناك مكافأة مادية أو مساعدة لي”.
مشقة يومية
وتابعت منار: “أبيع النعناع يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء تقريبا، لكسب الأموال بالحلال كي أشتري لنجلي الحليب، حيث أنه يحتاج لعلبة سعرها 80 جنيها كل يومين”.
وأكدت الفتاة العشرينية: “والدي ووالدتي يعيشون كل لحاله بعد انفصالهم، وأحببت ألا أكون عالة على أي منهم، فقررت أن أتولى مسؤولية نفسي وأبيع النعناع في الشوارع كي أصرف على نفسي وعلى طفلي”.
وأردفت “سيدة النعناع” في حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “بعد الحلقة تواصلوا معي مرة ثانية، وأكد لي حسين الجوهري أن عددا كبيرا من المواطنين شاهدوا الحلقة ورغبوا في مساعدتي، بجانب الجمعية الخيرية، رغبة منهم في أن أعيش حياة هنيئة”.
تعاطف كبير
من جانبه، قال الجوهري، وهو المذيع الشاب الذي وثق القصة: “الفتاة كانت تجلس هي ورضيعها في البرد الشديد، وكانت ترفض أخذ أي مساعدة من أحد سوى عبر بيع النعناع، وعندما تحدثت إليها لم تطلب سوى أن يكون لديها عمل يوفر لها مقابلا تعيش من خلاله، وغرفة تسكن بها”.
وتابع في فيديو نشرته صفحة المؤسسة الخيرية التي يعمل فيها: “بسبب الفيديو تعاطف معها عدد كبير من الناس، منهم من وفر لها أجهزة كهربائية، ومنهم من تبرع بالأموال، وتبارى عدد من المحامين لرفع قضية طلاق ونفقة لها دون الحصول على أي مقابل”.
مساعدات ضخمة
ورأت منار أن قصتها حركت مشاعر الملايين، قائلة: “مساعدتهم لي كانت لرؤيتهم أنني نموذج يسعى ويجتهد رغم الظروف القاسية التي كنت أمر بها. حتى أن بعضهم عرض عليّ وظيفة توفر لي دخلا شهريا، بجانب المؤسسة الخيرية التي عرضت علي أيضا توفير مشروع خاص بي يوفر لي ربحا جيدا يعينني على تربية طفلي واحتياجاتنا اليومية”.
وتلقت “سيدة النعناع” اتصالات عديدة من أهلها، يؤكدون لها بأن الجميع يتابعها ويدعوا لها، مضيفة: “بعد انتشار الفيديو لم أصدق نفسي بأن الجميع يتحدث عني، حقيقة مررت بأيام صعبة للغاية، وسعيدة بأن الناس تقف بجواري وتتمنى لي ولطفلي النجاة والحياة اليسيرة البعيدة عن التعب والمشقة التي رأيتها في الماضي”.
وأنهت الشابة حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”، بالإضارة إلى موقف غريب حدث عقب نشر الفيديو، موضحة: “هناك أسرة تصورت أنني ابنتهم، ولكن بعد ساعات تواصل معهم الأستاذ حسين وتقابلنا جميعا وتأكدوا أنني لست ابنتهم بعد أن أريتهم جميع أوراقي، واعتذروا لنا عما نشروه بأنني ابنتهم وتركتهم”.