مصادر: الاتفاق المزمع “غداً” لنقل غاز مصر إلى لبنان “مشروط”
بوابة الاقتصاد
تُوقّع مصر ولبنان، غداً الثلاثاء، الاتفاق النهائي الذي طال انتظاره لتوريد الغاز، لكنه لن يدخل حيّز التنفيذ الفعلي قبل تلبية شروط البنك الدولي والولايات المتحدة الأميركية، بحسب مصادر لبنانية ومصرية تحدثت إلى “الشرق”.
تأتي الاتفاقية وسط جهود دولية تبذل لمعالجة نقص الكهرباء في لبنان باستخدام الغازالمصري الذي يتم توريده عبر الأردن وسوريا. وتتوقع مصر تصدير 60 إلى 65 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً إلى لبنان فور دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، بما يوفر لبلاد الأرز 4 ساعات تغذية كهربائية يومياً.
أبلغ مصدر بوزارة الطاقة اللبنانية “الشرق” أنه “لأسباب لوجيستية متعلقة بوصول الوفدين المصري والسوري، سيتم توقيع عقد شراء الغاز الطبيعي بين الجانبين المصري واللبناني غداً الثلاثاء بدلاً من اليوم الاثنين، على أن يتم في اليوم نفسه التوقيع على عقد نقل الغاز عبر الأراضي السورية إلى معمل دير عمار الكهربائي شمال لبنان”.
مصدر نفطي مصري أكّد لـ”الشرق” أن “فريق عمل من بلاده سيتواجد غداً في لبنان لتوقيع الاتفاق النهائي لتصدير الغاز، لكن ذلك لا يعني إيصال المادة الاّ بعد الحصول على بعض الالتزامات مثل ضمان البنك الدولي للتمويل، وحصول مصر على استثناء من قانون قيصر” المتعلق بالعقوبات الأميركية على سوريا.
بانتظار الضوء الأخضر
يعاني لبنان من انقطاع في التيار الكهربائي يستمر غالباً حتى 20 ساعة في اليوم، ويواجه مشاكل اقتصادية وسياسية منذ سنوات تسببت بأزمات مالية حالت دون قدرته على استيراد سلع رئيسية، من بينها الوقود الضروري لتشغيل محطات الكهرباء.
وليد فياض وزير الطاقة اللبناني قال لــ”الشرق” في مقابلة خلال فبراير الماضي إن مصر “تنتظر إتمام التزام البنك الدولي بالتمويل، وأيضاً الضوء الأخضر النهائي من الولايات المتحدة، لتصدير الغاز إلى لبنان”. موضحاً أن الغاز المصري “سيصل إلى الشمال اللبناني حيث تسمح الشبكة بتوصيل حتى 1000 ميغاواط”.
استضاف الأردن في أكتوبر 2021 اجتماعاً وزارياً لدول خط الغاز العربي (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك. وفي أواخر يناير الماضي، وقع لبنان اتفاقاً مع الأردن لتوصيل الكهرباء عبر سوريا. وتُقّدر التكلفة الإجمالية لاستيراد الغاز من مصر واستجرار الكهرباء من الأردن 250 مليون دولار سنوياً.
نُفِّذ مشروع خط الغاز العربي على ثلاث مراحل، الأولى من العريش إلى العقبة، والثانية من العقبة لمنطقة رحاب شمال الأردن ومن ثم لغاية الحدود السورية، والمرحلة الثالثة داخل الأراضي السورية وصولاً إلى مدينة حمص. وبدأ تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر ديسمبر 2009، إلى أن توقف عام 2011.
وزير الطاقة اللبناني وصف في مقابلة مع “الشرق” القطاع الكهربائي في بلاده بـ”المنهار”، حيث يكلّف هذا القطاع حوالي 800 مليون دولار سنوياً، أي 66 مليون دولار شهرياً”، وذلك لقاء 3 ساعات من الكهرباء فقط. مضيفاً أن الوقود الذي يستورده لبنان من العراق لتوليد الكهرباء يُعدُّ بمثابة دَين على لبنان، ومن المفترض أن يبدأ سداده في سبتمبر 2022 بواقع 150 مليون دولار.