آخر الاخبارمنوعات

علاقة أبرهة بمؤذن الرسول: طه حسين يرد على يوسف زيدان في حادث الفيل

بوابة الاقتصاد

لا يزال الكاتب يوسف زيدان يثير الجدل، بخصوص حادث الفيل، زاعما أن أبرهة الحبشي لم يكن ضمن حملة أصحاب الفيل الذين حاولوا هدم الكعبة، ورغم ما أكدته دار الإفتاء المصرية، بأن أبرهة كان قائدا للجيش الذي حاول هدم بيت الله، إلا أن زيدان كتب عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، مهاجما الدار «دار الإفتاء، بتفتي.. ربنا يهديهم بفضله، لأنني زهقت (وليعلم الجميع: ليس في القرآن أبرهة، ولا أخيه أصبهة.. والروايات الخرافية التي يدافعون عنها بالباطل، رواها كعب الأحبار اليهودي، وتسمى الإسرائيليات.. والقصة القرآنية عن أصحاب الفيل، أصحاب وليس صاحب، تحكي عن حرب المكابيين/ الحشمونيين مع السلوقيين الذين يستعملون الفيلة في الحروب».

أبرهة وحادث الفيل


يستعرض هذا التقرير، ما ذكره الكاتب الراحل طه حسين في كتابه «الوعد الحق»، مؤكدا اتساق الرواية الدينية مع التاريخية بخصوص قيادة إبرهة جيشا لمحاولة هدم الكعبة في حادث الفيل، بل وأبعد من ذلك، حينما ذكر طه حسين في كتابه بأن بلال بن رباح مؤذن الرسول، يعد ابن ابنة أخت أبرهة الحبشي.

الوعد الحق


يقول طه حسين: كان جيش أبرهة يعود منهزما عن مكة، قد فقد حوله وطوله وقوته في غير حرب، وحمل أميره عليلا منهوكا يتراءى له الموت فيفظعه ويفزعه، ثم تتراءى له الحياة فترد إليه شيئا من روح وراحة، وبطانته مشغولة به جازعة عليه، تأمل وجه النهار وتيأس آخره، والجند الذين أعفاهم الموت وأبقت عليهم الطير الأبابيل، يسعون متخاذلين متضائلين يتحاملون على سوق لا تكاد تحملهم، قد بلغ الجهد من أجسامهم، وعبث اليأس بنفوسهم، فهم ظلال تسوق المال، إلا أنها ظلال تخاف ولا تخيف.

وكانت خثعم رأت جيش أبرهة، وهو يسعى إلى مكة في قوة أي قوة، وعدة أي عدة، ونشاط أي نشاط، فأما كرامها وذوو أحلامها فتنحوا لأبرهة عن طريقه، وكرهوا مقاومته وأنكروا مساومته، ورأوا أنه مقدم على إثم عظيم، فربأوا بأنفسهم عن المشاركة فيه.

وأما سفاؤهم وذوو الطيش والنزق منهم فتفرقوا شيعا واختلفوا أحزابا؛ فمنهم من قاوم حتى أعيته المقاومة فاستكان، ومنهم من ساوم فباع نفسه وأقبل على الإثم مستخفا به غير حافل بعواقبه، ومنهم من تنحى عن الطريق ولم يبعد، وإنما أقام رصدا يرقب الجيش ويتربص به الدوائر وينتهز منه الغفلات، يقتل هنا ويخطف هناك، ويلوذ بين ذلك بشعاف الجبال وشعابها، حتى اضطغن عليهم أبرهة في نفسه وأقسم ليؤدبنهم.

أبرهة خال بلال


ويقول طه حسين في قصة إهداء «حمامة» – أم بلال بن رباح وإبنة أخت أبرهة- لخلف بن أمية بعد أسرها: ولم يمض شهر بعد ذلك اليوم حتى كان شحيم بن سهيل عند خلف بن وهب الجمحي في ضيعة له بالشراة، قد أقبل ومعه أميرته تلك الفتاة الحبشية حتى أتاح عند دار خلف، وتلقاه أهل الدار كما تعود العرب وكما تعودت قريش أن تتلقى ضيفها، ولكنه لم يكد يفرغ من تحيته حتى قال: لو تعلم بماذا أقبلت عليك يا سيد جمحا، قال خلف: بالخير، وما أقبلت قط إلا بخير. قال شحيم: أقبلت عليك بابنة أخت الأمير، ذلك الذي أقبل غازيا للبيت فرده رب البيت مخدولا مدحورا.

قال خلف: ابنة أخت أبرهة؟ قال شحيم: نعم؛ ابنة أخت أبرهة.

قال خلف ما اسمها؟ قال شمیم؛ ما أدري، ولكن لم أكد أرى جسمها الضئيل الرشيق الجميل حتى سميتها حمامة، وحتى رأيت أنها لا تصلح لأحد من خثعم ولا أحد من العرب إلا أن يكون سيدا من سادات قريش حماة البيت وسدنة الآلهة، وأنت تعلم ما بيني وبينك من الخلف والود القديم. وهم خلف أن يسأله عما يريد لها من ثمن، ولكن سحيما قال له عملا مهلا أبا أمية. إني لم آتك بهذه الأميرة تاجرا، وإنما أتيتك بها مطرفا لك هدية الصديق.

وبالعودة لكتاب «الوعد الحق» فقد رجّح فيه طه حسين بأن بلال ابن أسيرة حبشية سميت بعد أسرها بـ«حمامة» كانت ابنة أخت أبرهة- سقطت فى يد رجل من خثعم، بعد أن خرجت القبيلة على جيش أبرهة المنسحب من مكة بعد هجوم الطير الأبابيل عليه، وتمكّن من أسرها، وساقها هدية إلى خلف الجمحى أحد أعيان مكة، الذي انتوى فى نفسه أن يستذلها وأن يجعل منها مادة لانتقامه من خالها «أبرهة» صاحب الفيل الذى أراد جنوده وأهله من الأحباش هدم البيت، فساقها إلى غلام يعمل لديه من مولدى الأحباش، وهو «رباح» وكانت له جذور زنجية، وطلب منه أن يذيقها من صنوف الهوان ما يبعثر كرامتها وكرامة العرق الذى أنبتها، لكن رباح أحبها وتزوجها وأنجبت بلال.

بوابة الاقتصاد
فيل ابرهة

زر الذهاب إلى الأعلى