10 مليارات جنيه استثمارات “أوليكس” بمجمع الزيوت النباتية في السادات
بوابة الاقتصاد
زيادة: نستهدف تغطية 25% من سوق كسب فول الصويا
زراعات المحاصيل الزيتية لا تتعدى 80 ألف فدان رغم عائداتها الكبيرة
تستهدف الشركة الدولية لاستخلاص الزيوت المتعددة «أوليكس Oilex» إنتاج ما يصل إلى 1.7 مليون طن استخلاص الزيوت النباتية بنهاية العام الحالي، كما تعتزم مضاعفة طاقتها الإنتاجية عبر خطة توسعية محكمة خلال السنوات الأربع المقبلة.
أعلن شريف زيادة رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة أوليكس، عن انتهائها من أعمال إنشاء المجمع الصناعي المتكامل لاستخلاص وتكرير وتعبئة الزيوت النباتية ومنتجاتها، في مدينة السادات، بتكلفة استثمارية بلغت 10 مليارات جنيه، وبدأ التشغيل الفعلي للمجمع العام الماضي.
أضاف في حواره أن المجمع الصناعي يضم 7 مصانع، ويقام على مساحة 85 ألف متر بمدينة السادات، لافتا إلى أن المشروع يعد نقلة نوعية في صناعة الاستخلاص من حيث التكامل الصناعي، كما سيسهم في توفير قدر كبير من احتياجات السوق من الزيوت والإكساب ذات الجودة العالية.
كشف زيادة، أن طاقة الاستخلاص اليومية للمصنع الجديد تقدر بحوالي 4200 طن/ اليوم ، في حين تصل طاقة التكرير لنحو 600 طن/ يوم ، وسعة تخزينية للإكساب تصل لحوالي 60 الف طن، وسعة تخزينية للزيوت المختلفة تصل لنحو 50 ألف طن ويحتوى المجمع على مصنع لتعبئة الزيوت طبقا لأحدث المواصفات بطاقة تصل إلى 500 طن يومي كمرحله أولي.
وذكر رئيس مجلس إدارة “أوليكس”، أن مشروع المجمع الصناعي وفر نحو 3000 فرصة عمل مباشر ة وغير مباشرة، كما يعد المجمع امتدادا لاستثمارات الشركة في هذا المجال التي بدأته عام 2008.
أكد زيادة، أن المشروع يهدف للحد من الاستيراد وتوفير منتجات بأفضل المواصفات العالمية وأقل تكلفة داخل السوق المصري، إذ تستهدف الشركة تحقيق 25% من احتياجات السوق من الإكساب «كسب فول الصويا» وتغطية حوالي 15% من احتياجات السوق من الزيوت النباتية.
ولفت إلى أهمية التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية ذات العائد المرتفع للفلاح من خلال توفير أراض وطرحها بمساحات كبيرة لتمكين استخدام الميكنة والتكنولوجيا الزراعية للوصول لأعلي إنتاجيه بأقل التكاليف.
وتابع: “لابد أن يتم توجيه جزء من خطة الدولة لاستزراع 4 ملايين فدان بالمحاصيل الزيتية حتى نستطيع تحقيق جزء كبير من الاكتفاء الذاتي من الاكساب والزيوت”.
أوضح أن المساحات التي تزرع حاليا من المحاصيل الزيتية لا تتعدى 80 ألف فدان رغم أنها ذات عائد عال للمزارع، وعليه يجب تشجيع المزارعين للاهتمام بتلك المحاصيل خصوصا في ظل وجود مصانع الاستخلاص داخل مصر وهي تستوعب كافة المحاصيل المنتجة بطاقات كبيرة مما سيساعد علي تقليل فجوه الاستيراد وتوفير العملة واستقرار الأسواق .
أكد رئيس مجلس إدارة “أوليكس” أن المجمع الصناعي قفز بالطاقة الإنتاجية للشركة من 180 ألف طن سنويا ليصل إلى 1.7 مليون طن سنويا، حيث تصل الطاقة الإنتاجية للخط الجديد إلى نحو 1.5 مليون طن ويعتبر أكبر وأحدث خط إنتاج في مصر بطاقة يومية تصل لنحو 4200 طن.
ولقت إلى وجود فرص كبيرة للصناعة في مصر خاصة مع توافر المناخ الاقتصادي والأمني المناسب من حيث توافر الطاقة من الكهرباء والغاز مع توافر الأيدي العاملة فضلا عن الموقع الاستراتيجي وامتلاك عدد من الموانئ على البحرين الأبيض والأحمر.. الأمر الذي يجعل مصر تتحول في المستقبل القريب إلى دولة محورية لإعادة تصنيع وتصدير الخامات الرئيسية إلى منطقة حوض البحر المتوسط والتي تستورد نحو 16 مليون طن من خامات الزيوت والإكساب وكذلك معظم الدول الإفريقية.
كما طالب بالتوسع في عمليات الاستخلاص مع زيادة القيمة المضافة لسد حاجات السوق المحلي وإعادة تصدير الفائض إلى دول البحر المتوسط وأفريقيا، مضيفا أن حجم سوق الزيوت في مصر سجل نحو 6,2 مليون طن، في حين سجلت استثمارات القطاع 100 مليار جنيه.
أضاف أن الدولة نجحت في تحقيق استقرار في قطاع الزيوت وعدم التعرض لأزمات بفضل تكوين مخزون استراتيجي دائم.
وتم الاعتماد على استيراد المواد الخام بنسبة 85-90% وأن ما يحدث من تغييرات في أسعار السلع ناتج عن الخلل في سلاسل التوريد العالمية وليس له علاقة بوجود عجز سلعي في السوق المصري.
وتابع: “لابد من التأكيد على ضرورة التوسع في الإنتاج الزراعي والصناعي لتقليل الفجو ة ما بين الاستيراد والإنتاج ، وإذا تم اللجوء للاستيراد يكون للخامات وليس منتجا نهائيا، مع تشجيع إقامة صناعات عليها لزياد ة قيمتها المضافة وتوريدها للسوق المحلي أو إعادة تصديرها”.
كما لفت إلى ضرورة أن تعمل المصانع على تحقيق هامش ربح ليس من زيادة الأسعار ولكن من رفع معدلات وحجم التشغيل. فمصر تستورد حوالي 7 ملايين طن من الزيوت والمحاصيل الزيتية ، مقسمة بواقع 5 ملايين طن من بذور فول الصويا، فضلا عن حوالي 2 مليون طن زيوت نباتية مختلفة.
وأوضح أن أوليكس ستعتمد على ضخ مجموعة من الاستثمارات الجديد ة على مدار السنوات المقبلة، ولكنها تترقب استقرار الوضع الاقتصادي العالمي.
أكد زيادة أن العالم تأثر بتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، وكان التأثير الأكبر يتعلق بالمحاصيل الزراعية والخامات وأسعار النفط والغاز.
وحول ارتفاع أسعار الزيوت عالميا، قال إن التأثير المباشر كان علي توريدات زيت دوار الشمس، مما أدى إلى أن بعض الدول المنتجة للزيوت الأخرى أوقفت عمليات التصدير مما أثر علي حركة الأسواق العالمية من ناحية التوافر وارتفاع الأسعار علي جميع تكاليف الإنتاج الزراعي للزيوت، وكذلك عدم انتظام شحن الزيوت من روسيا وأوكرانيا اللتين تمثلان حوالي 50% من إنتاج العالم من زيت دوار الشمس، بجانب ارتفاع أسعار البترول والشحن والذي له الأثر المباشر في ارتفاع الأسعار العالمية.
أكد زيادة أن الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالتنمية الصناعية وتشجيع الصناعة، سيكون له الأثر علي الاقتصاد الفترة المقبلة، مما سيحقق لمصر الاكتفاء الذاتي من معظم السلع ويدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
المصدر: البورصة