محمد بن زايد رئيسا للإمارات.. مشعل توافق ومحبة
بوابة الاقتصاد
بسلاسة وتوافق ومحبة، يتسلم الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان رئاسة دولة الإمارات في تداول مرن للمنصب يحترم التسلسل الهرمي للسلطات الاتحادية.
ثلاثية تختزل المسار القانوني الذي يحدده الدستور الإماراتي لانتخاب رئيس جديد عقب وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مخلفا مسيرة من العطاء.
فعلى قمة هذا البلد الذي يضم تحت مظلته أكثر من 200 جنسية تتعايش في تسامح ووئام، يتربع قادة ينحدرون من نسل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يؤمنون بأن السلام دستور إنساني يبدأ من القيادة.
ومن هذا النسل الشيخ خليفة بن زايد الذي وافته المنية أمس الجمعة، ومنهم أيضا الشيخ محمد بن زايد؛ القائد الذي يخلفه محملا بمسيرة استثنائية أجمعت حولها كل الآراء، وحصدت توافقا منحها تأشيرة العبور إلى الرئاسة بمحبة وسلاسة
وبقدر الألم الذي وشح دولة الإمارات والعالم بسواد الحزن على رحيل الشيخ خليفة بن زايد، يضمد انتخاب الشيخ محمد بن زايد مكامن الوجع بأمل في مشعل قيادة حكيمة ورصينة يمتد لأياد أمينة على مستقبل الإماراتيين والمقيمين والمنطقة والعالم.
سلاسة وتوافق
بشكل سلس، انتخب المجلس الأعلى للإمارات، بالإجماع، اليوم السبت، الشيخ محمد بن زايد رئيسا للدولة، حيث أجمع أعضاء المجلس الذي يعتبر سلطة عليا مكونة من حكام جميع إمارات الاتحاد، على أن هذا الرجل الذي يجر وراءه سيرة زاخرة بالعطاء والإنجازات ورصيدا وافرا من حب وولاء أبناء شعبه، سيكون أفضل رئيس لخير سلف.
وبحسب المادة 51 من الدستور الإماراتي، فإن المجلس الأعلى للاتحاد ينتخب، من بين أعضائه، رئيسا للاتحاد ونائبا لرئيس الاتحاد، ويمارس نائب رئيس الاتحاد جميع اختصاصات الرئيس عند غيابه لأي سبب من الأسباب.
فيما تحدد المادة 52 مدة ولاية الرئيس ونائبه بخمس سنوات ويجوز إعادة انتخابهما لذات المنصب.
أما المادة 53 فتنص على أنه عند خلو منصب الرئيس أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر.
سند قانوني يرسم خارطة انتقال سلس لرئاسة الدولة، يمضي بالتزامن مع توافق على شخصية تتقاطع عندها مؤهلات القيادة الحكيمة، بما يعزز المسيرة التنموية الناجحة للإمارات وإشعاعها الإقليمي والدولي.
وبتوليه المنصب، يصبح الشيخ محمد بن زايد ثالث رئيس في تاريخ البلاد، ومعه تستمر بصماته البارزة في مسار النهضة والبناء والتنمية، وهو الذي يسجل له التاريخ جهودا بارزة في العديد من المجالات، بمقدمتها تطوير القوات المسلحة الإماراتية التي تدرج في عدد من المناصب بها منذ تخرجه عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وصولا لتعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في يناير/ كانون ثاني 2005.
جهود ومبادرات محلية رافقت مسيرته منذ تعيينه ولياً لعهد أبوظبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، وساهمت في إحداث نقلة نوعية بالإمارة على جميع المستويات، واختزل الزمن في محطات فارقة حفزت التنمية المحلية بشكل عام وشكلت دفعة للتقدم الوطني.
حرص على أن تعبر ثمار الفاهية أسوار أبوظبي لتعم على مواطني الدولة، في إشعاع لم يكتف بالداخل أيضا وإنما وشحت مبادراته التاريخية ومواقفه الإنسانية جميع أنحاء العالم بثقافة التسامح والسلام ونزع فتيل الأزمات والتخفيف من حدتها، والتصدي للفكر العنيف والمتشدد.
مشعل توافق
أدوار رائدة لعبها الشيخ محمد بن زايد تجسدت من خلال مهامه في عدد من المناصب المرتبطة بالشؤون السياسية والاقتصادية والتشريعية في أبوظبي ودولة الإمارات، تجعل من شخصية مماثلة نقطة إجماع وتوافق نادرين.
رجل استثنائي يحمل رؤية بلده للتقدم والتنمية والرفاه والسلام، ويشع على المنطقة بروح التسامح وعلى العالم بنفحات الاستقرار، يتسلم اليوم المشعل ليستكمل مسار الإنجازات والمبادرات، وهو الرجل الذي قال عنه ذات يوم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن “النموذج الحقيقي الذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد”.