قائد “مرحلة التمكين”.. الإمارات تزهو باقتصاد عملاق في عهد خليفة بن زايد
بوابة الاقتصاد
“فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة”، بهذه الكلمات نعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة.. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن.. خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه”.
والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القيادات التاريخية الفذة المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى سنوات طويلة من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مرحلة التأسيس لبناء نهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم.
بين التأسيس والتمكين
وأنجز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بهمة وكفاءة ودرجة عالية من المسؤولية الوطنية كافة المهام التي أوكلت إليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء نهضة إمارة أبوظبي ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ترك بصمات واضحة للمنجزات التي تحققت والتي أصبحت تُمثل اليوم شواهد ومعالم بارزة لتقدّم الإمارات وازدهارها.
وعلى مدار 18 عاما هي فترة حكمه، قاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دولة الإمارات بين مرحلتين محوريتين من التأسيس وحتى مرحلة التمكين، ليكون شاهدا على نمو دولة فتية شابة، ويقودها نحو صدارة المؤشرات العالمية.
وبعد توليه الحكم في 2004، أطلق المغفور له الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين منطلقا من أرضية صلبة شيدها المغفور له الشيخ زايد بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.
وفي عام 2009 أعيد انتخابه رئيسا لدولة الإمارات وبفضل قيادته الرشيدة تجاوز الأزمات المالية و القلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة مع انتهاج سياسة خارجية نشطة تدعم مركز الدولة كعضو فاعل إقليميا ودوليا.
وفي هذه الفترة القصيرة – 18 عاما – والتي هي في عرف المخططين الاستراتيجيين والتنمويين مجرد خطتين تنمويتين، تبوأت الإمارات مراكز الصدارة في مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم.
وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية في إنجاز ضخم رغم صغر مساحتها وعدد سكانها.
تحقيق الرفاهية للإماراتيين
وانعكس ما حققته الإمارات في مرحلة التمكين التي تعد امتدادا لمرحلة التأسيس، على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال لتصبح الإمارات حلم كل من يبحث عن النجاح والاستقرار والعيش الرغد.
ورعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان النهضة الاقتصادية للإمارات من خلال عدة مناصب تولاها قبل الرئاسة وبعدها، أبرزها رئاسة أول مجلس وزراء لإمارة أبو ظبي وحقيبة المالية فيها.
وفي 20 فبراير/ شباط 1974، وبعد إلغاء مجلس الوزراء المحلي، أصبح الشيخ خليفة أول رئيس للمجلس التنفيذي الذي حل محل مجلس وزراء الإمارة.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي لأبو ظبي، تولى الشيخ خليفة رئاسة المجلس الأعلى للبترول، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الصناعة النفطية في أبوظبي والعلاقات مع شركات النفط العاملة في الإمارة.
وإلى جانب ترؤسه للمجلس التنفيذي، أسس الشيخ خليفة بن زايد سنة 1976 جهاز أبو ظبي للاستثمار، الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة وأصبح رئيسا له.
إنجازات اقتصادية
في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد تبوأت الإمارات المركز 25 عالمياً بين اقتصادات العالم حسب تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019.
كما حافظت دولة الإمارات لعدة أعوام على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي.
وبفضله، اعتمدت الإمارات ميزانية اتحادية بقيمة 290 مليار درهم لمدة خمس سنوات حتى 2026، وأطلقت استراتيجية “عملية 300 مليار” الصناعية لتطوير الصناعة وتوسيعها.
ويتوقع البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة (CBUAE) أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.1٪ في عام 2021 و 4.2٪ في عام 2022.
كما أطلقت الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة مشاريع الخمسين التي تؤسس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة، وترتقي بتنافسيتها العالمية.